تعثر تشكيل حكومة الجنزوري بسبب القناوي وهيكل وأبو النجا

تأجل إعلان تشكيل حكومة كمال الجنزوري في مصر إلى يوم السبت في الوقت الذي يعد إيجاد خليفة للواء منصور العيسوي في وزارة الداخلية أكبر أزمة تواجه الجنزوري، إضافة إلى استمرار أسامة هيكل في وزارة الإعلام وبقاء فايزة أبو النجا وزيرة للتعاون الدولي منذ عهد مبارك.

القاهرة: يواجه تشكيل حكومة كمال الجنزوري مشاكل عدة، ما أدى إلى تأجيل الإعلان عن تشكيلها إلى الغد، بدلاً من اليوم السبت 3 كانون الأول (ديسمبر) الجاري. ويعتبر الحصول على خليفة للواء منصور العيسوي في وزارة الداخلية أكبر أزمة تواجه الجنزوري، لاسيما أن غالبية الوجوه المرشحة لشغل المنصب، خدمت مع اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية الأسبق الذي يحاكم أمام القضاء في قضايا فساد وقتل المتظاهرين السلميين أثناء الثورة، إضافة إلى استمرار أسامة هيكل في وزارة الإعلام وبقاء فايزة أبو النجا وزيرة للتعاون الدولي منذ عهد مبارك، فيما استحوذت حكومة الجنزوري على اهتمام غالبية النشطاء على موقعي الفايسبوك وتويتر.

أزمة الداخلية مستمرة

ووفقاً لمصادر تحدثت لـ"إيلاف"، فإن الجنزوري تعرض لانتقادات شديدة لإعلانه اختيار اللواء عبد الرحيم القناوي مساعد وزير الداخلية السابق للأمن العام في منصب الوزير، مشيرةً إلى أن القناوي كان من المقربين من حبيب العادلي لسنوات طويلة، وما يؤكد ذلك أن العادلي مدد له في منصبه مرات عديدة رغم بلوغه سن التقاعد.

ولفتت المصادر إلى أن الجنزوري "يعاني مأزقا شديدا بشأن وزارة الداخلية، لاسيما أن غالبية الوجوه التي استقبلها لجسّ النبض الجماهيري لم تلق قبولاً، كما أن الوزارة ليس فيها وجوه ثورية أو مقبولة لدى الرأي العام، لاسيما أن الشرطة كانت توحشت خلال السنوات العشر الأخيرة، وتلوثت غالبية قياداتها في مخالفات للقانون.

وألمحت المصادر إلى أن الجنزوري يفكر في الإحتفاظ بحقيبة الداخلية لنفسه إلى جانب رئاسة الحكومة، مشيرة إلى أن ذلك الأمر لو حدث سوف يؤدي إلى ثورة غضب في الشرطة، لاسيما في ظل الرفض العام داخل وزارة الداخلية لتولي شخصية مدنية أو عسكرية لمنصب الوزير.

جس نبض

وقالت المصادر إن الخبر الذي نشرته وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية مساء أمس، حول الأسماء المرشحة للحكومة كانت بمثابة "بالون إختبار"، مشيرة إلى أن ردّ الفعل كان غاضباً من الرأي العام والنشطاء والمعتصمين في ميدان التحرير، لاسيما أن التشكيل كان يضم 13 وزيراً من حكومة عصام شرف.

وأضافت المصادر أن الغضب ينبع من احتفاظ أسامة هيكل بوزارة الإعلام رغم الإنتقادات العديدة الموجهة إليه بشأن طريقة تعاطي الإعلام الرسمي مع أحداث الثورة، منذ أحداث ماسبيرو في 9 أيلول (سبتمبر) الماضي، إضافة إلى احتفاظ فايزة أبو النجا بوزارة التعاون الدولي منذ العام 2001، وكذلك الحال في ما يخص وزير الكهرباء حسن يونس.

وقرر الجنزوري بعد أن تعرف إلى نبض الشارع، مواجعة الترشيحات، حسب المصادر التي نوهت بأن هذا ما أعلنه صباح اليوم.

التشكيل الجديد

وأعلنت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية مساء أمس السبت 2 أيلول (ديسمبر) الجاري، التشكيل الوزاري لحكومة الجنزوري الجديدة، وهم: شاكر عبد الحميد الأمين العام للمجلس الأعلى للثقافة وزيرا للثقافة، حسين خالد وزيرا للتعليم العالي، عادل العدوي وكيل وزارة الصحة وزيرا للصحة، محمد إبراهيم علي أستاذ الإرشاد السياحي وزيرا للآثار، المستشار عادل عبد الحميد رئيس محكمة النقض السابق وزيرا للعدل، جمال العربي رئيس الإدارة المركزية للتعليم الثانوي وزيراً للتربية والتعليم، ممتاز السعيد وكيل وزارة المالية وزيراً للمالية، نجوى خليل مدير المعهد القومي للبحوث الاجتماعية لوزارة التأمينات والشؤون الاجتماعية، عبد المسيح سمعان وزيراً للبيئة، سيد فؤاد وزيراً للقوى العاملة، هالة عبد الخالق عضو مجلس أمناء مؤسسة "ويانا" الدولية للدمج فى المجتمع والتوعية وزيرة شؤون رعاية أسر الشهداء ومصابي الثورة، وائل الدجوى عميد كلية الهندسة في جامعة القاهرة وزيراً للاسكان.

وأضافت الوكالة: "...فيما تقرر استمرار كل من الوزراء الآتي أسماؤهم كل في منصبه: المهندس عبد الله غراب وزيراً للبترول، محمد سالم وزيراً للاتصالات، محمد عبد الفضيل القوصي وزيراً للأوقاف، محمود عيسى وزيراً للصناعة والتجارة الداخلية، هشام قنديل وزيراً للري، منير فخرى عبد النور وزيراً للسياحة، جودة عبد الخالق وزيرا للتضامن الاجتماعي، فايزة أبو النجا وزيرة للتخطيط والتعاون الدولي، حسن يونس وزيرا للكهرباء، صلاح يوسف وزيراً للزراعة، محمد كامل عمر وزيرا للخارجية، علي صبري وزيرا للإنتاج الحربي، أسامة هيكل وزيراً للإعلام.

المجلس العسكري يتبرأ من هيكل

ونظراً لتمتع أسامة هيكل وزير الإعلام بعلاقات جيدة مع المؤسسة العسكرية، لاسيما أن صحافيا متخصصا في الشؤون العسكرية في جريدة الوفد لسنوات طويلة، تواردت أنباء تشير إلى أن المجلس العسكري يرفض تغييره، الأمر الذي دعا المجلس إلى نفي تلك الأنباء عبر صفحته على الفايسبوك، وقال في رسالة جديدة إنه لا يتدخل مطلقًا في اختيارات الجنزوري لتشكيل حكومة إنفاذ وطني، كما أن الجنزوري قد سبق وصرح بأنه لا يسمح مطلقا لأحد بالتدخل في صلاحياته وأنه قبِل المهمة على هذا الأساس. وناشد المجلس وسائل الإعلام بتحري الدقة في ما تنقله، مشيراً إلى أن "هناك بعض وسائل الإعلام لا هدف لها إلا التشكيك والإساءة للمجلس الأعلى وقد أصبحت هذه البرامج والفضائيات والمواقع معروفة تمامًا لدى الشعب المصري العظيم".

إنتقادات لاذعة

وتعرض كمال الجنزوري لسيل من الإنتقادات من نشطاء الفايسبوك وتويتر، ومن تلك التعليقات: "بقاء هيكل في الوزارة أكبر دليل على أن الوزارة القادمة خيال مآتة ولا تفرق عن وزارة شرف"، "استمرار هيكل تحديدا أكبر حاجة مفيدة حصلت في قصة الوزارة هذه، فضحت الجنزوري وقضت على أي شرعية كان ممكن أن يكسبها"، "الوزارة الجديدة مطلعتش جديدة والصلاحيات مطلعتش صلاحيات وعلى المتضرر اللجوء الى الله لان السؤال لغير الله مذلة"، "الجنزوري يعيد تأسيس الوزارة القديمة ..اخدنا على قفانا وكل ثورة وانتو بخير"، "عملوا وزارة لمصابي الثورة تأكيدا على الحفاظ على الثورة من حيث الضحايا والمصابون لرفع معدل الإنتاج بهذه الوزارة"، "هي مصر عقيمة مفهاش عقول و كوادر غير ال 20 وزيرا اللي من يوم ما وعينا عالدنيا مبيتغيروش طب نشكل الوزارة إحنا ولا إيه؟"، "يبدو ان "فايزة أبو النجا" عهده يتم استلامها مع مبنى الوزارة"، "أنا حليت لغز فايزة أبو النجا .. محدش معاه مفتاح الوزارة غيرها وهي مش عايزة تسيبه لحد"، "مادة (3) في الدستور الجديد : فايزة أبو النجا وزيرة التعاون الدولي! وتلغى الوزارة فى حال وفاته"، "مش فاهمة الست دي فعلاً محنطينها في الوزارة، نوع الغرا بتاعها أقوى من بتاع مبارك"، "فايزة ابو النجا وزيرة للتعاون الدولي مستمرة، حلم من احلامي اعرف الوزارة دي وظيفتها ايه بالضبط وتفرق ايه عن الخارجية".