أخبار

هل أسست القاعدة "دولة" أمر واقع في جنوب اليمن؟

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تستغل المنظمات المتشددة وعلى رأسها القاعدة المناطق غير المستقرة لتعزيز قاعدتها الشعبية وهو ما حدث في اليمن الذي يعاني عدة إشكاليات في العقد الأخير، وفي ظل غياب القانون وضعف الأمن في جنوب هذه الدولة بات السؤال المطروح، هل أسست القاعدة دولة خاصة بها في هذه المنطقة.

جندي يمني يقف بالقرب من صنعاء

صنعاء: استفادت القاعدة من تفكك الدولة اليمنية وغياب حكم القانون للسيطرة على قطاعات واسعة من جنوب البلاد حيث باتت تطبق عدالتها وتفرض قوانينها على ما يشبه "دولة" امر واقع خاصة بها، بحسب مصادر قبلية وسياسية.

واليمن اصلا معقل تنظيم قاعدة الجهاد في جزيرة العرب، الا أن الحركة الاحتجاجية وانكفاء الدولة عمدا او قسرا أعطيا التنظيم فرصة ذهبية.

وقالت احدى الشخصيات الاجتماعية في عزان في محافظة شبوة الجنوبية إن التنظيم "ينشط في المدينة منذ سنوات بشكل خفي لكن عندما بدأت الازمة اليمنية وما يعرف ب+ثورة الشباب+ بدأ يتقلص حضور السلطة يوميا".

وبحسب هذه الشخصية التي فضلت عدم الكشف عن اسمها، "فوجئنا بالاجهزة الامنية تغادر عزان باتجاه عتق عاصمة المحافظة، وهو ما جعل القاعدة تظهر علنا وتسيطر على عزان والحوطة والروضة وكلها مدن مجاورة".

الا أن تنظيم القاعدة في جنوب اليمن ينشط تحت مسمى "أنصار الشريعة"، وذلك في محاولة من التنظيم على ما يبدو لتحاشي النظرة السلبية من السكان إزاء اسم "القاعدة".

وشبوة هي مسقط رأس الامام المتشدد انور العولقي الذي قتل في اليمن في غارة اميركية في ايلول/سبتمبر.

وقال المتحدث من عزان "حاليا يقوم أنصار الشريعة بتولي دور السلطة وهم يعملون على اعادة تأهيل مستشفى عزان وتنظيم السوق والاشراف على سير حياة الناس فضلا عن حل النزاعات".

وتقوم القاعدة بقطع ايدي السارقين وجلد المجرمين وبتسيير دوريات مسلحة، الا ان سكان المنطقة يخشون بحسب المتحدث من "حدوث معارك او غارات جوية كما يحدث في زنجبار".

وكانت القاعدة استولت في نهاية ايار/مايو الماضي على زنجبار، عاصمة محافظة ابين الجنوبية المجاورة.

وهي منذ ذلك تسيطر على أجزاء واسعة من المدينة وعلى عدد من المدن المجاورة. الا انها تحارب القوات الحكومة الموالية والمنشقة على حد سواء، كما تواجه قبائل مناوئة لها.

وذكر احد سكان الحوطة لفرانس برس انه "بعد مغادرة الامن المركزي والشرطة في نيسان/ابريل الماضي تمكن انصار الشريعة من إحكام سيطرتهم دون مواجهات وهم الان بمثابة سلطة".

وذكر هذا الشاهد العيان الذي اكتفى بإعطاء اسمه الاول عبدالواسع ان انصار الشريعة "يحاولون بقدر الامكان تجنب اي مصادمات مع السكان او العشائر بل يسعون إلى كسب رضاهم ويعملون على الفصل في قضاياهم دون مقابل عبر +أمير عزان+ الذي يتخذ من مركز الشرطة مقرا له".

كما افاد ان بين انصار الشريعة اجانب.

ولطالما اتهم قادة في المعارضة السلطات والرئيس بالتواطؤ في نشر القاعدة.

كما ان القيادي في المعارضة البرلمانية محمد الصبري افاد لفرانس برس ان "سقوط ابين بيد القاعدة تزامن مع تفجير الوضع من قبل النظام مع آل الاحمر في صنعاء ومع إحراق ساحة الحرية التي يعتصم فيها المحتجون في تعز" (جنوب صنعاء).

ويعتقد مراقبون ان للقاعدة علاقة ببعض "المجاهدين" الذين قاتلوا الاتحاد السوفياتي في افغانستان ثم وقفوا الى جانب نظام علي عبدالله صالح ضد الانفصاليين الاشتراكيين في الجنوب.

من جانبه، قال زعيم قبلي في ابين فضل عدم ذكر اسمه ان "تنظيم القاعدة كان في السابق حاضرا في جميع مدن المحافظة لكن دون فرض السيطرة على الارض باستثناء زنجبار، وعندما توسعت الاضطرابات في صنعاء انكفأت السلطة والقاعدة باتت مكانها" في عدد من المدن.

واوضح هذا الشيخ انه قاتل القاعدة في مودية ولودر والوضيع (ابين) ما اسفر عن مقتل العشرات من ابناء القبائل، غير ان التنظيم "عازم على فرض نفسه بالقوة".

ويرى زيد السلامي المتخصص في شؤون الجماعات الاسلامية في عدن ان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب "استفاد بشكل كبير من حركة الاحتجاجات لبسط سيطرته على عدة مدن في محافظتي شبوة وابين بينما كانت السلطات تركزت جهودها على مواجهة خصومها السياسيين".

واوضح السلامي ان "التنظيم حقق سيطرة على المدن بسبب هشاشة الاجهزة الامنية. ففي ابين مثلا تمكن التنظيم من بسط سيطرته على زنجبار وجعار وشقرة والمحفد لكنه واجه صعوبة من دخول مودية ولودر بسبب مقاومة القبائل".

واوضح ان القاعدة لم تعلن رسميا حتى الآن "امارة اسلامية" لكن عناصرها "يستعدون لذلك، وقد بدأ تطبيق احكام الشريعة في المناطق الواقعة تحت سيطرتها".

واكد الامين العام المساعد للحزب الحاكم سلطان البركاني لوكالة فرانس برس ان "القاعدة تنتشر في اكثر من مكان" بما يتجاوز الجنوب.

وذكر البركاني ان القاعدة "دخلت على الخط في حجة وصعدة في الشمال" لاسيما في الصراع الدائر بين السلفيين والمتمردين الحوثيين في منطقة دماج، الامر الذي ينفيه السلفيون.

ويسيطر الحوثيون الشيعة بدورهم على محافظة صعدة في شمال غرب البلاد والمناطق المحيطة بها.

وقال السلامي "نستطيع القول ان عناصر القاعدة يتنقلون في اربع محافظات بكل حرية هي مناطق مترابطة جغرافيا وتقع على شكل هلال، وهي ابين ثم شبوة مرورا بمأرب في الشرق والجوف في الشمال اضافة لنشاط ملحوظ في حضرموت (جنوب شرق)".

وجميع هذه المناطق استراتيجية بالنسبة إلى اليمن، خصوصا مأرب حيث حقول النفط والغاز وشبوة حيث انابيب الغاز ومصنع بلحاف للغاز الطبيعي المسال.

واكد السلامي ان "عدم عودة اجهزة الامن بسرعة سيهدد بتعاظم نشاط التنظيم".

وفي حديث مع وكالة فرانس برس، قال المتحدث باسم المعارضة البرلمانية والقيادي في حزب الاصلاح الاسلامي محمد قحطان ان تواجد القاعدة حقيقة، الا انه اكد ان "التطرف طارئ على الثقافة اليمنية".

وذكر ان من اوليات حزبه الاقوى في المعارضة "بناء ثلاثة سدود امام القاعدة: حكم قوي، دولة القانون، ومكافحة اسباب التطرف".

واكد قحطان ان المعارضة مستعدة لمتابعة التعاون مع الولايات المتحدة في مكافحة الارهاب "ولكن على اساس الشراكة وليس على طريقة المقاولات مثل صالح، فهو كان يقول للاميركيين: ادفعوا لي فانفذ، او يتوقف عن التنفيذ ويقول ادفعوا لي اكثر".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف