كرواتيا توقع معاهدة انضمامها الى الاتحاد الاوروبي بعد سعي طويل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
زغرب: توقع كرواتيا الجمعة اتفاقية انضمامها الى الاتحاد الاوروبي التي يفترض ان يصادق عليها الناخبون في استفتاء، في نهاية عملية طويلة لهذا البلد المنبثق عن يوغولاسفيا السابقة يفترض ان تكرس عمليا في تموز/يوليو 2013.
ويتوج التوقيع على هذه المعاهدة طموحا وطنيا طويلا لكن حماس رجل الشارع ازاء اوروبا تراجعت بسبب الازمة الاقتصادية العالمية التي عصفت بشدة بالبلاد.
وسيبت الكروات في هذا الانتماء في استفتاء المصادقة على المعاهدة بداية 2012.
وفي رد معبر عن شيء من الحذر في الراي العام الكرواتي قالت المعلمة صونيا ميكاتشيتش (52 سنة) انها ستصوت "بنعم" على الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.
لكنها اضافت "سنرى ماذا سنكسب من ذلك، لا بد من سنوات قبل تقييم الحصيلة بين +التكاليف والفوائد+".
واعلن دنيال ريهاك من فوكوفار (شرق) "لم يوضح لنا احد ما سنكسبه وما سنخسره".
واضاف "لا بد ان نعلم ما هو جيد وما هو سيء كي نتخذ قرارا، وحتى الان لم تستفد كرواتيا من اي وحدة" في اشارة الى ماضي كرواتيا التي كانت ضمن جمهورية يوغوسلافيا وقبلها ضمن الامبراطوريةالنمساوية المجرية.
وافاد مصدر دبلوماسي اوروبي ان "التصويت سيكون عقلانيا" لان مفاوضات الانضمام كانت طويلة والكروات "يرون ما يجري في الدول المجاورة، وباتت اوروبا الان تثير حماسة اقل من ذي قبل السنوات الماضية" بسبب ازمة اليورو الحالية.
ويتم توقيع المعاهدة المقرر خلال قمة القادة الاوروبيين في بروكسل بعد عشرين سنة من اعلان استقلال كرواتيا الذي تلته حرب دامت اربع سنوات (1991-1995) ضد المتمردين الصرب المدعومين ببلغراد.
واعلن رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها يادرنكا كوسور التي ستوقع على المعاهدة مع الرئيس الكرواتي ايفو يوسيبوفيتش، مؤخرا ان "هذا الحلم الذي كان يراودنا منذ زمن طويل، يتحقق".
وافادت مصادر دبلوماسية ان كرواتيا "افضل استعدادا بكثير من بلغاريا ورومانيا" اللتين كشف انضمامهما في 2007 هفوات كثيرة.
لكن تشدد تلك المصادر على انه سيتعين على كرواتيا بحلول 2013 ان تحسن استعدادها لا سيما على الصعيد المحلي كي تتكمن من استعمال واستيعاب اموال الصندوق المساعدات الهيكلية الاوروبي الذي يهدف الى التنمية الاقتصادية والاقليمية.
وتبلغ هذه الاموال الكثيرة نحو 3,5 مليار يورو على مدى سنتين اعتبارا من 2013.
وقد توقف الانكماش الاقتصادي الذي يعصف منذ 2009 بهذا البلد البالغ عدد سكانه 4,2 مليون نسمة في منتصف 2011 وتوقع البنك الوطني نموا طفيفا بنحو 0,5% خلال 2011 بينما تطال البطالة 17,4% من اليد العاملة.
ويشدد المحللون الاقتصاديون على ضرورة اصلاح نظام المساعدة الاجتماعية السخي وتخفيف البيروقراطية وهي امور تحبط المستثمرين، واجراءات من شانها ان تزيد من تنافسية الاقتصاد.
وستكون كرواتيا ثاني الدول الست المنبثقة عن يوغوسلافيا السابقة التي تنضم لى الاتحاد الاوروبي بعد سلوفينيا سنة 2004.
وقد بدات مسيرتها نحو اوروبا نهاية 1999 بعد وفاة فرانجو توجمان الرئيس القومي الكرواتي المتسلط الذي اعتبره كثيرون "بطل الاستقلال".
وقادت حكومة من وسط اليسار البلاد من 2000 الى 2003 وحولته الى نظام ديموقراطي اوروبي حقيقي.
وافتتحت زغرب المفاوضات حول انضمامها في 2005، وكانت المفاوضات طويلة وصعبة تخللتها خلافات حدودية مع سلوفينيا بينما كانت بروكسل تشدد على بذل المزيد من الجهود في مكافحة الفساد، وانتهت المفاوضات في حزيران/يونيو الماضي.