أخبار

مخاوف من أسلمة المجتمع في تونس بعد "أحداث منوبة"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يتابع التونسيون بانتباه وخوف الأنباء المتعلقة باقتحام سلفيين لجامعة منوبة المعروفة، وتسببهم بتعطيل سير الدروس بعد تنظيمهم اعتصاما داخل الحرم الجامعيّ بغية الدفاع عن المنقبات والفصل بين الذكور والإناث داخل مؤسسات التعليم.

تونس: يتواصل في تونس جدل اقتحام عدد من المنتسبين إلى التيار السلفي لجامعة منوبة في تونس العاصمة ومطالبتهم بتمكين المنقبات من اجتياز الامتحانات إضافة إلى فصل الذكور عن الإناث في المؤسسات الجامعية ورفضهم المغادرة قبل الامتثال لما اعتبروه حقا، في مقابل تمسك شق كبير من الأساتذة بموقفهم الرافض لدخول أي شخص لقاعات الدروس دون التثبت من هويته خاصة خلال الامتحانات.

و يجري منذ يوم الخميس ممثلون عن قوات الأمن الداخلي مفاوضات مع بعض المعتصمين في كلية الآداب في منوبة، لمحاولة إقناعهم بفك الاعتصام بطرق سلمية بعد استنجاد عميد الكلية بالأمن في ظل تواصل الاعتصام فيما أكد المعتصمون في وقت سابق ومعظمهم من الملتحين انهم لن يبارحوا الكلية قبل الاستجابة إلى مطالبهم.

وقرر المجلس العلمي لكلية الآداب والفنون والإنسانيات في محافظة منوبة يوم الثلاثاء الماضي غلق الكلية بجميع مصالحها وإيقاف كل الخدمات بها إلى حدود فك الاعتصام وإخلاء المؤسسة الجامعية من جميع العناصر الدينية الموجودة داخلها.

وقال الحبيب القزدغلي عميد كلية الآداب في منوبة لـ(إيلاف) "محاولتنا في التفاوض معهم باءت بالفشل فهم يعتبرون أن المجلس العلمي مجلس كفار فأي نقاش آو حوار سيكون مع هذه المجموعة كما أنهم يتسترون بمطلبي إقامة مصلى في الجامعة والسماح للمنقبات باجتياز الفروض ولكن الموضوع الأساسي الذي قدموا لأجله هو الفصل بين الجنسين وهو ما يحاولون إخفاءه على وسائل الإعلام ولكن أكدوا لي بالحرف الواحد انه من غير المعقول أن يختلط الطالبات الإناث بالذكور في مجتمع إسلامي وأنهم سيحاربون هذه الظاهرة".

وتابع العميد "ما يعتصمون لأجله ليست مطالب بل اهداف واتحمل مسؤوليتي في ما اقول فهم يريدون فرض نمط مجتمعي عبر الجامعة وتمرير صورة لها نابعة من عقيدتهم وأنا أرى أن الجامعة يجب ان تتخذ موقعا بين السياسة والدين وابعادها عن كل الصراعات".

وشدد القزدغلي خلال حديثه لـ(إيلاف) على أن قرار المجلس العلمي المتمثل في عدم السماح للمنقبات بالدخول لاجتياز الامتحانات لا رجعة فيه وهو قرار بيداغوجي وليس قرارا سياسيا أو نابعا من ايديولوجية معينة فالعملية التربوية اساسها الثقة بين المربي والطالب.

وفي المقابل قال سلمان رزيق المتحدث باسم المعتصمين " أتينا بنية تنفيذ وقفة احتجاجية والمطالبة بالسماح للمنقبات بالدراسة وإجراء الفروض وإقامة المصلى ولكن عدم تجاوب عميد الكلية ورفضه محاورتنا دفعنا للاعتصام، وكل ماهو متداول من مطالبتنا بالفصل بين الإناث والذكور في الجامعة محاولة لتشويه مطالبنا".

وقال حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة والمرشح لرئاسة الوزراء لـ(إيلاف )" قضية النقاب وما يشابهها من مواضيع تختلقها نخبة خسرت الانتخابات والآن تتعلق بافتعال مشاكل لا يمكن إنكار وجودها في المجتمع لكن ليست من أولوياته والذي يهم الشعب التونسي هو إيجاد حلول لمشاكله وهو مقتنع تماما أن هويته عربية إسلامية واقرها في أغلبية ساحقة ونعتقد انه انتخبنا لإيجاد مخارج لقضايا جوهرية وليس لتبادل الاتهامات وخلق قضايا جانبية كالنقاب".

سامي براهم أستاذ الحضارة العربية في الجامعة التونسية أكد لـ(إيلاف )" لا اسمح بأن ينوب عنه أي طرف في التثبت من هوية طالب أو طالبة انا مسؤول في قسمي أخلاقيا عن حماية الشفافية والانصاف بين الطلبة ومنع الغش والتزوير ولا اثق في اي طرف خارج القسم يمكنه ان يقوم بذلك نيابة عني كائنا من كان".

واضاف براهم " نحترم المنقبات و نحترم قرارهن بارتدائه ولكن نعتبر النقاب إساءة لما في الإسلام من قيم التعارف والغيرية و التواصل كما انه معيق للعملية التربوية وهو أنسب للمجتمعات القائمة على الفصل بين الجنسين، النقاب إساءة للمرأة لأنّه يجعلها كائنا هلاميّا مبهما في الفضاء العام".

ونفذت الجامعات في تونس إضرابا عاما احتجاجا على اقتحام عدد من السلفيين كلية الآداب في منوبة وتوجهوا لمقر المجلس التأسيسي للمطالبة بالتدخل ووقف الانتهاكات المتتالية التي يشهدها عدد من الجامعات والمعاهد الثانوية في تونس.

وتجدر الاشارة الى انه في غياب نص قانوني محدد حول ارتداء النقاب الذي يعد ظاهرة جديدة في تونس، يعتمد عمداء الكليات على مذكرة تعود الى 2005 تنص على ضرورة التعرف إلى هويات الطلاب.

وقالت منظمة حرية وإنصاف المساندة للمنقبات في بيان اطلعت عليه (إيلاف) إنها " تطالب بإجراءات وقتية تسمح للطالبات المنقبات باجتياز الامتحانات مع حفظ حق الإدارة والأساتذة في الكشف عن الهوية في انتظار حسم الموضوع بقرار وزاري و تذكر بمساندتها للمنقبات فيما يتعرضن له من تجاوزات خطيرة وذلك بمساومتهن بين حقهن في الدراسة ونزعهن للنقاب مع العلم أن المواثيق الدولية في كل معاهدات حقوق الإنسان تضمن حرية الملبس والمعتقد".

هذا وترى رجاء بن سلامة الأستاذة في الجامعة التونسية من خلال إفادتها لـ(إيلاف) " أن عدد المنقبات لا يتجاوز 5 أو 6 لذا اعتبر أنها تعبيره لأقلية لكن فيها شيء من العنف وفي المقابل لا أنكر حق أي امرأة في ارتداء النقاب لكن ليس من حق هؤلاء فرض نمطهم المجتمعي النابع من عقيدتهم، وأنا كتونسية لا استسيغ هذا النمط من العلاقات القائم على الشك وعدم الثقة في التحكم في الغرائز واشدد على أن مطلب الفصل بين الجنسين خاصة مطلب هذياني".

وألغت تونس بعد الإطاحة بنظام زين العابدين بن علي العمل ب"المنشور 108" الذي أصدره الرئيس التونسي حبيب بورقيبة سنة 1981 والذي يحظر على التونسيات ارتداء الزيّ الطائفي (الحجاب) داخل المؤسسات التابعة للدولة (الجامعات والمستشفيات والإدارات العمومية).

وكانت السلطات التونسية تمنع خلال فترة حكم الرئيس السابق ارتداء الحجاب في المؤسسات التعليمية و الإدارية استنادا إلى المرسوم 108.

وتظاهرت أواخر الأسبوع الماضي عشرات المنقبات في العاصمة تونس وطالبن بالسماح لهن بالدراسة واحترام حريتهن في اختيار اللباس ورفعن شعارات من قبيل "لم ننكر حقكم في التعري فلماذا تنكرون حقنا في النقاب".

اسلمة المجتمع

وشهدت تونس بعد سقوط النظام السابق عددا من الأحداث التي أثارت مخاوف شرائح كبيرة من المجتمع بخصوص الحريات الفردية والعامة حيث قام عدد ممن يحسبون على التيار السلفي بمهاجمة أستاذة جامعية لأنها لا ترتدي الحجاب إضافة للسيطرة على مطعم الجامعة في محافظة قابس (جنوب تونس) وفرضوا تقسيمه على أساس جنسي وخصصوا قاعة للطلبة وقاعة أخرى للطالبات، إلى جانب التهجم على مدرسة تربية تشكيلية معتبرين أن الرسم والنحت والفن التشكيلي مخالف للشريعة الإسلامية.

وأكد محمد الكيلاني الأمين العام للحزب الاشتراكي اليساري لايلاف " الخطير في حادثة منوبة وغيرها من الأحداث هو قدوم مجموعة من الأشخاص ليس للمطالبة بحرية اللباس بل يريدون فرض نمط جديد في العلاقة بين المواطنة ومكونات المجتمع وهذه الحادثة ليست جزئية انما تتمة لحوادث مضت وتطبيق لمنظومة كاملة ".

وأضاف الكيلاني "الحركة الإسلامية تتوجه لفرض نمطها المجتمعي بالقوة والتهديدات والتعدي على المؤسسات العامة عن طريق قواعدها وتمريره عبر المجلس التأسيسي الذي يمثل النهضة التيار الإسلامي فيه وتنسق مع التيار السلفي لتحقيق هذه الغاية بتبادل التدخل والتموقع بصفة مستمرة عن طريق الصادق شورو القيادي في حركة النهضة".

وختم الامين العام للحزب الاشتراكي اليساري حديثه لـ(إيلاف) قائلا "التيار السلفي لا يتعدى غير كونه إحدى أدوات المشروع العام الذي تقوده النهضة في تونس والمتمثل في اسلمة الدولة وتغيير النمط المجتمعي والمرور بالمجتمع التونسي لمرحلة العودة الى الوراء وهذا المشرع موجود منذ ظهور الحركة الإسلامية في تونس و الآن يتجهون نحو تطبيقه".

واقتحم حوالى مائتي شخص من المنتمين للتيار السلفي 8 تشرين الأول الماضي بالقوة كلية الآداب والعلوم الانسانية في جامعة سوسة (160 كلم جنوب تونس) احتجاجاً على منع طالبة منقبة رفضت الكشف عن وجهها من التسجيل في هذه الكلية.

وقال احمد إبراهيم الأمين العام لحركة التجديد لـ(إيلاف):" كل هذه المظاهر تبعث على القلق الشديد وتدفع للتعبئة وسنسعى من خلال موقعنا داخل المجلس التأسيسي وخارجه للتصدي لكل مظاهر التقهقر وسنعمل على أن نكون السلطة المضادة والساهرة على حماية المكاسب الحياتية والحريات الفردية والخاصة".

وفي السياق نفسه أكدت سلمى بكار عضو المجلس التأسيسي: " سنسعى من داخل المجلس لمواصلة مسيرة تونس في مجال الحقوق والحريات الفردية والعامة حتى لو كنا أقلية داخل المجلس فلن نتردد في الاستنجاد بوزننا خارجه للتصدي لأي محاولة للمساس بهذه الحريات".

يشار إلى أن الحجاب والنقاب إنتشرا بشكل كبير في تونس ،حيث تزايد إقبال الفتيات والنساء على إرتدائهما بعد ثورة 14 جانفي/ يناير التي أطاحت بنظام الرئيس السابق زين العابدين بن علي الذي كان يمنع ارتداءهما.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
انتظرووووووووووووا
بيها -

ماهذا الخوف من الاسلاميين !!!!!رعب ....رعب ....... اتمنى ان يعلم الجميع ان الاسلاميين اذا حكموا فانهم يحكمون مسلمين مثلهم فلما الخوف ..انني اعلم لما هذا الخوف انه الخوف من ان تطبق حدود الله على الزاني وعلى السارق وعلى غيرهم ان الذي يرده الغرب باء بالفشل وهاهم الشعوب يختارون ممثليهم الحقيقيون الستم رضيتم بالدمقراطيه هذه لقد حكم اغلبية الشعب التونسي والمصري والليبي على الاخذ بدين الله فلما الرعب !!!!؟الاترون ماذا فعلت بنا الحضارة الغربيه جعلتنا غرباء حتى عن ديننا جربتم الشيوعيه فانهارت وجربتم الشيعيه ففشلت وجربتم الراس ماليه ففشلت جربتم الليبراليه ففشلت .....ارجوكم دعوا الناس تختار ماتشاء حتى الصهاينه طقعوا من ارادة الشعوب .الاسلام فاااااااااااااااااااادم شئتم ام ابيتم سيسود الامن والسلام في العالم انتظروا انا منتظرون.

نعم نخاف من الاسلاميين
عراقي يكره البعثيه -

لان تطبيق الاحكام عندهم مزاج وفورة ..... راءيناهم في افغانستان حين قدمت امراءه افغانية شكوى على رجل اغتصبها فحكموا عليها بالسجن اثنا عشر سنة فهل هذا عدل؟؟ تستطيع التاكد بالبحث عن اسمها غولناز.. شاهدنا الاسلاميين يذبحون المسلمين المسالمين .. شاهدنا القاعدة تفجر وتفخخ وتحرق الحرث والتسل .. شاهدنا المجرمين الاقغان يهدموا حضارة بوذية عمرها الاف السنين لالشيء الا لانهم تصورها بادمغتهم المريضة انها شرك بالله العظيم... شاهدنا الاسلاميين السلفيين ومللنا منهم ولابد من الحجر عليهم لاننا حين نجعلهم يحكمون فاننا نكون قد اعطينا رمانة يدوية بيد مجنون

حيا الله المسفار والمسفار والنقاب
احفاد البابليين -

حيا الله اللحي الطويله والجلابيه القصيرة هاجروا ياشعب تونس وترحموا على ايام بن علي فوالله هذه عقوبه الخالق على من تذمر على ولي الامر وبن علي ولي امركم والقادم الى ليبيا ومصر وسوريا

الله يستر
sanaa -

ليست هناك اي صلة بين الديمقراطية والاحزاب الاسلامية واذا حكمت هذه الاحزاب بالشرعية الاسلامية فهذا معناه العودة الى التخلف الفكري والتقوقع على الذات واحياء احكام قطع اليد والراس والرجم والجلد اضافة الى منع وتحريم معظم الاجهزة الالكترونية لانها ستكون على مقولة عادل امام "رجس من عمل الشيطان" في العراق حكم تنظيم القاعدة بعض المدن لفترة تصوروا انهم قتلوا بائع الخضار لانه وضع البندورة جنب الخيار في العرض والاولى مؤنثة والثاني مذكر وربما يكون الشيطان ثالثهما...والى الاخ المعلق رقم 1 اقول ان هذا الغرب الذي يستخف به هو من اوجد الديمقراطية وهو من دعم احزابك وجعلها تسيطر الان ولولا ذلك لبقيتم تحت رحمة بن علي والقذافي ومبارك ووووووو

ثقافتك حلوه ياتو
بيها -

رقم 2 خلاص انا بطيب خاطرك راح اخلي اللي يحكم تونس دارين حمزه وعلى مصر شعبان عبدالرحيم وعلى ليبيا محمد عبدوما اضحل ثقافتك ياغالي

فوت بيها وعالزلم خليها 5
عراقي يكره البعثيه -

وهل ان رفضنا السلفيين نقبل بالدعارة والعهر والرذيلة؟ الا يوجد في العرب والمسلمين معتدل وسطي ...نريد ان يحكمنا مسلمون بلاافراط وتفريط.. حكام عادلون مع الرعية وليس شرطا ان يكونوا مسلمين او مسيحيين او اقباط بل رجال دولة تكنوقراط متعلمون لديهم الدكتوراه في الاقتصاد والاجتماع والتكنولوجيا والهندسة.. ناس يخافون خالقهم فقط سوى كانوا مسيح او مسلمين او نصارى او اقباط او حتى يهود.. المهم يكونوا عادلين مع الشعب فقط..

الديمقراطيه ليست حكم الأكثريه
نبيل -

ان ما يحدث في بلاد الثورات العربيه من انتخابات ليس ديمقراطيه بل هي اقرب للأستفتاء , او معرفة راي الاغلبيه والدبمفراطيه لمن يعرفها ويعيشها هي حكم الاغلبيه تحت القانون (القانوووون)وليس مجرد رأي الأكثريه , ولذلك قامت الحركات الاسلاميه بالدفع للانتخابات قبل كتابة الدستور والذي يكتبه خبراء في القانون وحقوق الانسان وخبراء في القانون الطبيعي للأنسانيه ( وهو ان حرية الانسان مستمده من الخالق وليس من حاكم ), لذلك حقوق الفرد والناس في المجتمعات الديمقراطيه مضمونه في محاكمهم العليا ,والتي يذعن اليها الجميع من افراد وبرلمانيين, حتى الرؤساء لا يستطيعون تجاوزها ( تجاوز الدستور) ,اما الانتخابات بحد ذاتها فهي ليست سوى اداه لأختيار حكومه (اداره ) لادارة شؤون البلاد تحت الدستور , فسبب وجود ونجاح الديمقراطيه هي انها وجدت لكي تمنع رأي الاغلبيه من التحكم بالأقليه (الفرد ) والسبب ان الاكثريه معظم الاحيان تكون على خطأ والتغيير يأتي من الافراد ومن تفكير الأقليه , فالأغلبيه كانت ئؤمن بأن الارض مسطحه , والاغلبيه عبدت الاصنام في مكه .للأغلبيه الحق بأختيار الحاكم ولكن ليس لها الحق بتغيير القانون ( الا بنسبه عاليه جدا تفوق اكثر من 75 بالمئه من النواب وبأستفتاء شعبي , الديمقراطيه هي في اساسها الحريه الفرديه ,للمرأه او الرجل لذلك لهم الحق في ان يرتديون ما يريد ون كان ذلك حجابا او تنوره قصيره.

لايرون
خوليو -

1433 عام من حكم الشريعة المخففة ، (على الأقل في معظم البلدان ماعدا السعودية لايقطعون يد السارق ، أي لايطبقون الشريعة بحذافيرها بل مخففة بعض الشيئ لأنهم يخجلون من ضحك العالم عليهم واصطدامهم بقرارات حقوق الإنسان، ولم يتعلمون شيئاً،) السلفيون الان (الإسلاميون الذين يريدون التطبيق الكامل لشريعتهم)، لايرون أنّ الشريعة فشلت في تكوين أوطان ومجتمعات عصرية، بل يعتقدون بسذاجة مضحكة أنهم بتطبيق الشريعة سيحل التقدم في المجتمع ، ربما لأنهم يعيشون خارج العصر ولا يعرفون كيف تنشأ الحضارة وكيف تنموا وتزدهر ، عقول بسيطة محدودة،تعيش في عصر حقوق الإنسان، لايستوعبون دينامكية الحياة والتطور ، لذلك ، الاصطدام لابد منه معهم، وسيكون الخاسر الأكبر تلك العقول البدائية التي تعتقد أن كشف وجه المرأة فتنة وأن المرأة عوراء ، تلك العقول لاتعرف سوى العنف كوسيلة للتعبير عن وجهة نظر تعلمتها حفظاً ولم تسأل نفسها يوماً إن كانت تلك النظرية تصلح للحكم، عقول لم تتعلم من الفشل التاريخي أي شيئ ، يستخدمون الديمقراطية للوصول، وعندما يصلون لايعرفون معناها، الديمقراطية ترفض أن تفرض تعاليمك على الآخرين ، من أهم ركائز الديمقراطية هو الحوار لإقناع الآخرين بوجهة نظرك: فقط الحوار ، العقول البدائية سمعت بها ولكن لاتعرف ممارستها، والعقول البدائية التي تؤمن بالعنف كوسيلة لاتفهم إلا هذه اللغة ، على كل حال يجب محاولة تأهيلهم قبل استخدام لغتهم، ربما يوجد فيهم من يصحى ويتطور قليلاً.