بيرلسكوني يقاضي مجلة إيطالية لتعدّيها على خصوصيته في داره

ما فتئ سيلفيو بيرلسكوني يصنع عناوين الأخبار الرئيسة بشأن مغامراته النسائية، التي حبست أنفاس العالم، عندما كان رئيسًا للوزراء، لكن يبدو أن هذا لن ينقطع بانقطاع السلطة. فها هو الآن يقاضي مجلة إيطالية زاعمًا أنها تعدّت على خصوصيتته لأنها نشرت صورًا له بين "ضيفاته" وهو داخل داره.

عاد رئيس الوزراء الإيطالي السابق سيلفيو بيرلسكوني إلى واجهة الأنباء بادّعائه أمام المحكمة أن مجلة نشرت صورًا التقطت له سرًّا داخل داره، وهو يستضيف عددًا من النساء "فصرت أبدو كما لو كنت داخل حريمي" على حد قوله.

المجلة المعنية هي Oggi "أوجّي" الأسبوعية، التي توزّع أكثر من ثلاثة ملايين نسخة، وتحتل بذلك المرتبة الأولى بين سائر مجلات القيل والقال الإيطالية. ولبّ النزاع هو أنها نشرت مجموعة من الصور التي تظهر رئيس الوزراء السابق محاطًا بعدد من الحسنوات، اللائي أطلقت عليهن المجلةاسم "ملائكة بيرلسكوني".

تظهر الصور بيرلكسوني (75 عامًا) مستمتعًا برفقة هؤلاء النساء، وتتراوح تلك الصورفي أوضاعها "بين البريء والفاضح" كما قيل. فهو يمسك في إحداها بيد حسناء، وفي أخرى يجلس ثلاثًا دفعة واحدة على حجره، بينما يظهر في صورة أخرى وقد دسّ يده بكاملها داخلقميص إحداهن مغمضًا عينيه فكأنه في لحظات نشوة عميقة.

المجلة أفردت 11 صفحة بكاملها لهذه الصور، التي اختارت لها عنوان "حريم بيرلسكوني". من هذا المنطلق رفع رئيس الوزراء السابق دعواه القضائية قائلاً إن هذا العنوان "جارح".

ونقلت الصحافة البريطانية قوله للقاضي: "الإمساك بيد الضيف شيء أحرص عليه حتى أشعره بأنه في داره، وألطّف له جو الرهبة، الذي يشعر به الوارد على بيت ليس بيته.. هذا شيء طبيعي، ولا يستدعي كل هذه الزوبعة".

وقد عُلم لاحقًا أن النسوة، اللاتي التقطت المجلة صورًا لهنكلهن تقريبًا طامحات إلى النجومية التلفزيونية.

ونبّهت الصحافة البريطانية قراءها إلى أن إحداهن، وتُدعى أنجيلا سوزيو (39 عامًا)، وجه معروف لدى المشاهدين البريطانيين، إذ أطلّت عليهم في أحد أشهر برامج الواقع التلفزيونية، وهو "بيغ بروذر" (الأخ الأكبر).

حادثة النشر نفسها ليست جديدة، وإنما تعود إلى العام 2007. لكن يبدو أن بيرلسكوني رفع دعواه - ضد رئيس تحرير المجلة السابق بينو بيليري - كخط دفاع في مواجهة أربع محاكمات تنتظره في مدينته ميلانو. أشهر هذه المحاكمات بالطبع تلك التي يُتهم فيها بممارسة الجنس المدفوع الأجر مع قاصر، هي المغربية كريمة المحروق الشهيرة بـ"روبي سارقة القلوب".

يذكر أن الصور - وهي بعدسة أنتونيلي زابادو - التقطت داخل "فيلا تشيرتوزا" النائية، التي يملكها بيرلسكوني بالقرب من مرفأ بورتو روتوندو في جزيرة ساردينيا.

وتعتبر هذه منطقة ضمن ما يسمّى بـ"ملاعب المليونيرات" الأوروبية، واشتهرت في بريطانيا بشكل خاص، لأن رئيس بيرلسكوني استضاف فيها عددًا من قادة العالم بشكل شخصي، من بينهم توني بلير وعقيلته شيري. وصعدت هذه المناسبة تحديدًا إلى صدارة الأنباء وقتها، بعد نشر صورة تذكارية، ظهر فيها بيرلسكوني معهما وهو يرتدي منديل الرأس "الباندانا".

يذكر أن القاضية في الدعوى على مجلة "أوجّي" أجّلت جلساتها إلى ما بعد حلول العام الجديد، بدون موعد محدد.

ولدى خروج بيرلسكوني من مبنى المحكمة، استقبله لفيف من أنصاره بالتصفيق، ورافقه في مشوار تبضّع طاف فيه ببعض المتاجر في شارع قريب.