أخبار

إسلاميو اليمن يستعدون لوراثة الحكم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
تظاهرة سابقة مناهضة للرئيس اليمني علي عبد الله صالح

يتحضر إسلاميو اليمن لخلافة حكم علي عبدالله صالح بالتزامن مع تصاعد نفوذ التيار الإسلامي في دول الربيع العربي. ويؤكد التجمع اليمني المعارض الذي يجمع شخصيات قبلية واسلامية معتدلة وسلفية في آن واحد، أنه لن يرفع شعار (الإسلام هو الحل) وينوي الاستمرار في التحالف مع اليساريين والقوميين.

صنعاء: يستعد إسلاميو اليمن بدورهم لوراثة حكم علي عبدالله صالح في ظل بروز التيار الاسلامي كقوة أساسية في دول الربيع العربي، وانما بالشراكة مع اليساريين والقوميين وحتى الزيديين الشيعة.

والتجمع اليمني للاصلاح الذي يعد الحزب المعارض الرئيس، يجمع في حزب واحد الاخوان المسلمين وقسما من السلفيين، اضافة إلى شخصيات قبلية اساسية مثل الشيخ حميد الاحمر، نجل الزعيم القبلي التاريخي ورئيس البرلمان السابق عبدالله الاحمر.

واكد رئيس الدائرة السياسية في التجمع محمد قحطان لوكالة فرانس برس ان حزبه الذي تأسس في اعقاب توحيد اليمن في 1990 لا يرفع شعار "الاسلام هو الحل" كما الاخوان في مصر، وليس له اجندة سياسية اسلامية لان اليمن "بلد مسلم ومتجانس"، كما انه ينوي الاستمرار في التحالف مع اليساريين والقوميين.

وقال قحطان "لا يستطيع طرف في اليمن ان يتميز لا بالاسلام ولا بالعروبة، نحن مجتمع كله مسلم ونحن نعتقد اننا اصل العرب. ولا يستطيع اي طرف ان يكسب الناس عبر شعار (الاسلام هو الحل)، فموضوع الاسلام في الدولة ليس مشكلة في اليمن"، وهو بلد محافظ.

وشدد على ان "الاولويات التي ينشدها اليمنيون هي اولويات عملية" وليست دينية، مشيرا بشكل خاص الى "محاربة الفقر وارساء الاستقرار وبناء الدولة".

وبحسب قحطان فإن هاجس الحفاظ على المقومات الهيكلية القليلة للدولة اليمنية المنهكة، وهي من افقر دول العالم، دفع بالمعارضة الى القبول بالمبادرة الخليجية التي منحت الرئيس مخرجا "مشرفا جدا"، وتجنب نزاع يقضي على "القليل الباقي من الدولة".

والتجمع اليمني للاصلاح كيان متعدد الاطياف الى حد التناقض احيانا، فهو يجمع بين شخصيات قبلية واسلامية معتدلة وسلفية في آن واحد، وبين صفوفه الداعية البارز عبد المجيد الزنداني المطلوب لدى واشنطن بتهمة دعم الارهاب ماليا، والناشطة توكل كرمان حائزة جائزة نوبل للسلام.

وتأسس التجمع في 1990 تحت عباءة القبيلة، وخصوصا الشيخ عبدالله الاحمر زعيم قبائل حاشد التاريخي، ثم ظل طوال 15 عاما على الاقل في تحالف وثيق مع نظام الرئيس علي عبدالله صالح قبل ان يتحول الى عدوه اللدود ويقود سياسيا الحركة المناهضة له.

وخرج التجمع في الأساس من رحم الاخوان المسلمين الذين بدأوا نشاطهم في اليمن في 1968 على يد الطلاب العائدين من مصر. والاخوان كما التجمع لم يكونوا في علاقة خصام مع السلطات على عكس الوضع في باقي الدول العربية.

وخاض التجمع الى جانب نظام صالح الحرب ضد الانفصاليين الجنوبيين في 1994، وما انفك يعزز مكاسبه في الدولة حتى بات أتباعه يسيطرون على مراكز حساسة في الادارة والاجهزة العسكرية، وخصوصا في المؤسسات التربوية.

ويرى المراقبون ان التاريخ المشترك مع النظام سيف ذو حدين بالنسبة إلى التجمع، فهو سمح له من جهة بان يكون حاضرا بقوة في الدولة ما يسهل الوصول الى الحكم، ولكن من جهة اخرى يترك ارثا ثقيلا على التجمع.

وقال المحلل اليمني فارس السقاف لوكالة فرانس برس ان التجمع "هو المرشح الاقوى لوراثة نظام علي عبدالله صالح"، على ان يتم ذلك خصوصا في الانتخابات التشريعية المقبلة التي ستنظم بعد سنتين بموجب اتفاق المبادرة الخليجية لانتقال السلطة.

وتوقع السقاف ان يتلاشى نفوذ حزب صالح، المؤتمر الشعبي العام، ليزداد نفوذ التجمع اليمني للاصلاح. وقال ان التجمع "سيكون في الحكم وسيتولى السلطة بالتاكيد".

والتجمع يمثل مع باقي المعارضة نصف حكومة الوفاق الوطني الحالية في اليمن.

وعن تواجد سلفيين في التجمع، قال محمد قحطان لوكالة فرانس برس "نحن حزب مفتوح، ولسنا مصنع علب" معتبرا ان "التعدد في وجهات النظر عامل صحة، ونحن فينا تنوعات كثيرة، فبعضنا يصنف لدى السلفيين علمانيا".

ويؤكد التجمع انه لا ينوي حكم اليمن منفردا في المستقبل، ويشدد على ضرورة استمرار منصة "اللقاء المشترك" لاحزاب المعارضة التي وقعت على المبادرة الخليجية كند للرئيس صالح.

ويضم اللقاء خصوصا الى جانب التجمع اليمني للاصلاح، الحزب الاشتراكي والحزب الناصري وحزب الحق الذي يمثل التيار الرئيس بين الزيديين الشيعة الذين يشكلون ثلث السكان وهم غالبية في شمال البلاد.

وقال قحطان "لو تفردنا في الحكم لا نستطيع ان نعمل شيئا" مؤكدا استمرار التحالف مع باقي اطياف المعارضة لدورتين انتخابيتين على الاقل.

من جانبه ايضا، قال محمد الصبري القيادي المعارض الناصري ان "حجم ارث الفساد والدمار يحتاج الى تحالف وطني عريض".

كما اكد ان هناك اتفاقا ضمن اللقاء المشترك حول "الاولويات".

وفي هذا السياق، اكد قحطان ان "الاولويات الحالية تندرج في مرحلة ما قبل المنافسة، فلا يتنافس مثلا المحافظون العماليون في بريطانيا على هل تكون هناك دولة او لا تكون، هل يكون هناك قضاء مستقل او لا يكون، هل يبقى السلاح منتشرا او لا".

واذا ما بات اسلاميو التجمع في السلطة، فسيكون عليهم ايضا ان يواجهوا التطرف وتنظيم القاعدة الذي ينتشر خصوصا في جنوب البلاد.

وقال قحطان ان "التطرف طارئ على مجتمعنا ولا توجد له مبررات" معتبرا ان وجود "حكم شرعي قوي ودولة القانون ونشر لثقافة الوسيطة والاعتدال"، يشكل سدا امام التطرف.

واكد المتحدث ان التعاون الدولي في مكافحة الارهاب، وهو مسألة بالغة الاهمية لواشنطن، "لا بد ان يستمر ولكن على اساس الشراكة وليس مبدأ المقاولة الذي اعتمده علي عبدالله صالح، فهو كان يقول +ادفعوا لي انفذ+".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف