الرئيس التونسي المنتخب يتسلم مهامه خلفا للمبزع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: تسلم الرئيس التونسي المؤقت المنصف المرزوقي المنتخب في المجلس التأسيسي مهامه رسميا بعد ظهر اليوم خلفا للرئيس المؤقت فؤاد المبزع الذي شغل هذه المهام منذ فرار الرئيس الأسبق زين العابدين بن علي في ال14 من يناير الماضي.
وأصبح المرزوقي بذلك رابع رئيس للجمهورية في تونس منذ اعلان الاستقلال في 20 مارس 1956 بعد كل من الحبيب بورقيبة وبن علي وفؤاد المبزع.
وسيتولى الرئيس الجديد بمقتضى الفصل العاشر من القانون التأسيسي المتعلق بالتنظيم المؤقت للسلطات للمرحلة الانتقالية الثانية في تونس تعيين رئيس الحكومة ومفتي الجمهورية فضلا عن التعيينات في الوظائف العسكرية العليا وفى الوظائف العليا بوزارة الخارجية وفى البعثات الديبلوماسية والقنصلية باقتراح من رئيس الحكومة أو الاعفاء منها.
كما يمثل الرئيس الجديد تونس في الخارج ويتولى رسم السياسة الخارجية للدولة بالتشاور والتوافق مع رئيس الحكومة والتصديق على القوانين التي يصدرها المجلس التأسيسي ونشرها.
وسيشغل المرزوقي منصب القائد الأعلى للقوات المسلحة واشهار الحرب واعلان السلم بعد موافقة ثلثي أعضاء المجلس الوطني التأسيسي.
ويتولى أيضا اعلان الأحكام والتدابير الاستثنائية في حال طرأت ظروف تعطل عمل السلطات العامة وذلك بعد استشارة رئيس الحكومة ورئيس المجلس الوطني التأسيسي وعدم معارضتهما في ذلك.
ومن أبرز الأفكار التي أطلقها المرزوقي منذ خوضه انتخابات المجلس التأسيسي في ال23 من أكتوبر الماضي دعوته المتكررة الى "عدالة انتقالية" تتم من خلالها محاسبة رموز الفساد "دون أن تكون عدالة انتقامية". كما طالب بضرورة اعادة هيكلة وزارة الداخلية وتقسيمها الى وزارتين الأولى وزارة الحكم المحلى والثانية وزارة الأمن وحماية الحريات.
وواجه المرزوقي الذي استقال من رئاسة حزب المؤتمر من اجل الجمهورية بعد انتخابه لرئاسة الجمهورية عددا من الانتقادات من داخل حزبه ومن خارجه بسبب تحالفه مع حركة النهضة ذات المرجعية الدينية.
كما انتقد الكثير من السياسيين قبوله بما وصفوه "برئاسة صورية" على حد تعبيرهم مقابل مهام شبه مطلقة لرئيس الحكومة التي سيتولاها محمد الجبالى الأمين العام لحركة النهضة.
الا ان الرئيس المؤقت الجديد المرزوقي رد على هذه الانتقادات قائلا اليوم "الوقت سيثبت لكم اننا كنا على صواب او على خطأ .. وسنكون تحت المراقبة".
وكان المرزوقي قد القى عقب تاديته اليمين الدستورية امام المجلس التاسيسي كلمة في وقت سابق من هذا اليوم تعهد فيها بأن يكون "رئيسا لكل التونسيين" وذلك في اطار الصلاحيات التي حددها له المجلس.
ويعد المرزوقى من أبرز الناشطين السياسيين في عهد بن على حيث سجن مرات عدة لدفاعه عن حقوق الانسان والحريات ومطالبته عند تأسيس حزبه (المؤتمر من اجل الجمهورية) عام 2001 باسقاط نظام بن على عوضا عن السعي لاصلاحه ودعوته في عام 2006 الى العصيان المدني والثورة على هذا النظام ليعيش في المنفى بفرنسا الى حين عودته بعد أحداث 14 يناير الماضي.
على صعيد متصل أعرب الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي اليوم عن تهانيه للرئيس التونسي الجديد معتبرا في برقية بعث بها الى المرزوقي هذا الحدث "مرحلة هامة في تعميق المسار الديمقراطي في تونس".
وعبر ساركوزي في هذه البرقية عن تهانيه الحارة للمرزوقي بهذا "النجاح الباهر"ودعاه الى القيام بزيارة رسمية الى فرنسا "في أي وقت يراه مناسبا".
وأضاف الرئيس الفرنسي في برقيته هذه مخاطبا المرزوقي"ان انتخابكم لهذا المنصب أنتم الذين ناضلتم طويلا من أجل تونس حرة تحترم فيها دولة القانون والانتخابات لهو بالتأكيد لحظة مؤثرة تمتزج بذكريات الانتظار الطويل طوال سنوات المنفى".