أخبار

الرئيس التونسي الجديد يؤكد صحة المسار الإنتقالي وحساسية المرحلة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

ألقى الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي خطاباً أمام أعضاء المجلس التأسيسي تطرق خلاله إلى مختلف القضايا على المستويين الداخلي والخارجي، واعتُبرخطابه شاملاً لامس توقعات التونسيين.

المنصف المرزوقي الرئيس الجديد للجمهورية التونسية الثانية

تسلم المنصف المرزوقي الرئيس الجديد للجمهورية التونسية الثانية صباح الإثنين مقاليد السلطة من الرئيس المؤقت السابق فؤاد المبزع بعد أدائه اليمين أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي، وبذلك يكون المرزوقي الرئيس الرابع لتونس منذ استقلالها في 20 مارس 1956.

وألقى الرئيس التونسي الجديد المنصف المرزوقي خطاباً أمام أعضاء المجلس التأسيسي تطرق خلاله إلى مختلف القضايا على المستويين الداخلي والخارجي وتناول مختلف المواضيع التي تشغل بال التونسيين.

المرزوقي أشار إلى المرحلة التاريخية التي تمر بها تونس، فقال: "كلنا نعي أننا نعيش منعطفاً في تاريخ تونس وأننا نساهم في أحداث ستطبع بطابع لن يمحى مستقبلاً، وقد يذكرنا بكل خير إن كنا على قدر المسؤولية العظمى التي ألقاها التاريخ فجأةً على أكتافنا وقد يذكرنا بكل شرٍّ لا قدّر الله إن نحن خيّبنا الأمل الذي وضعه فينا شعب وربما أمة بأكملها".

وتحدّث الرئيس التونسي الجديد عن الفترة التأسيسية للبلاد التونسية بعد الإستقلال بوصف "النظام السياسي الذي قاده الرئيس الحبيب بورقيبة ورفاقه بأنه نجح إلى حدّ ما في وضع أسس الدولة العصرية وتعميم التعليم وتحرير المرأة وتحسين مستوى عيش التونسيين، لكن من شرعوا لنظام سياسي صادر بشقيه السياسي والتنفيذي سيادة الشعب وتلاعب بالدستور وفرض إرادة الحزب الواحد وحتى الفرد الواحد على الإرادة الجماعية ووزع بكيفية ظالمة الإعتبار والثروة والسلطة وأنكر الطبيعة التعددية للمجتمع وحاول ضرب مقومات الهوية الوطنية ورفض التداول السلمي للسلطة" .

كما تحدّث المرزوقي عن فترة النظام السابق و"ما تركه في البلاد من ديكتاتورية وفساد" بالقول: "هكذا فشلت تونس كبلد في بناء الدولة التي حلم بها شهداء 9 أفريل واستشهد من أجلها أبطال معركة التحرر الوطني" .

المنصف المرزوقي أكد على المهمة التاريخية للمجلس التأسيسي فقال: "إن المهمة التاريخية للمجلس التأسيسي الثاني هي تجاوز وتعويض كل ما فشل فيه المجلس التأسيسي الأول حتى لا تضطر تونس بعد سنة أو عقد أو قرن لثورة أخرى بكل دمها ودموعها تأتي بمجلس تأسيسي ثالث".

وأبرز المرزوقي التحديات التي تنتظر النظام الجديد: "المشاكل التي ستواجهنا جميعاً بمنتهى الفظاظة وعلى رأسها البطالة وهي مشكلة كرامة قبل أن تكون مسألة اقتصادية، إضافة إلى تحديات من تعقيد هذه المشاكل واستعصائها على التبسيط والخطابة والتجاوز السحري .. ونحن مطالبون في نفس الوقت بأن نحقق أهداف الثورة وأن نحفظ الإستقرار... نحن مطالبون بأن نسرع في الإصلاحات العاجلة وألا نتسرع في الإصلاحات الهيكلية... نحن مطالبون بأن نخلق أكبر عدد ممكن من فرص العمل دون الغرق في الديون... نحن مطالبون بتشجيع الإستثمار دون السماح بالإستغلال... ومطالبون بأن نحمي حقوق أصحاب العمل وحقوق العمّال... نحن مطالبون بأن ننمّي الجهات المحرومة دون إيقاف تطور الجهات الأخرى... نحن مطالبون بأن نجد الموازنة العادلة بين المحاسبة والمصالحة ، ومطالبون بأن ننمي هويتنا العربية والإسلامية وأن ننفتح على كل الشعوب مع تعميق علاقاتنا بالغرب والشرق والجنوب... نحن مطالبون بأن نحمي المنقبات والمحجبات والسافرات... نحن مطالبون بأن نحمي المتظاهرين والمؤسسات التي يستهدفها المتظاهرون... مطالبون بأن نحفظ الأمن دون أن نهدد الحرية... نحن مطالبون بطمأنة القوى المتوجسة خيفةً من النظام الجديد ونقول لهم بأن لا مكان للثأر والإنتقام لكن يجب أن نبعث أيضا برسالة أوضح أن هذه السلطة الممثلة لإرادة الشعب لأول مرة في التاريخ لن تخضع لابتزاز أو تهديد أو ترضخ لما بقي من شرعية القوة وهي التي تمثل قوة الشرعية ".

ونوّه الرئيس التونسي الجديد بما قامت به السلطة المؤقتة التي ساهمت في الوصول إلى هذه المرحلة الحاسمة من تاريخ تونس الحديث إلى جانب الجيش التونسي الذي حمى البلاد خلال الثورة ولا يزال برغم المرحلة الحرجة بعد الثورة كما ترحم على شهداء الثورة وتأثر بذلك :" لولا تضحياتهم بحياتهم لما كنت في هذا المكان الذي تتجسد فيه سيادة الشعب وقدرته على كسر القيود التي كبلها بها طغاة تناسوا أن لا إرادة فوق إرادته إلا إرادة الله".

وختم المرزوقي خطابه الذي توجه به إلى الشعب التونسي أمام أعضاء المجلس الوطني التأسيسي بالقول: "إنّنا تونسيون وعرب، علينا أن نضع ثقتنا في الله وفي شبابنا ولننطلق على الطريق الصعب والطويل بنفسية المنتصرين الذين ضرب لهم التاريخ موعدا لن يخلفوه... تعيشوا تعيشوا ويحيا الوطن ." .

"خطاب شامل لامس التوقعات"

ومن جهته، نور الدين البحيري عضو المجلس الوطني التأسيسي عن حركة النهضة أنّه "يوم تاريخي بامتياز حيث استطاع الشعب التونسي أن يحقق الكثير من أحلامه بانتخاب رئيس جديد بديمقراطية وشفافية وهي المرة الأولى، وبالتالي، يقول البحيري لـ(إيلاف) : "إنها الخطوة الأولى الثابتة والحقيقية في مسار الإنتقال الديمقراطي الذي يجعلنا نقطع نهائيا مع سياسة الحزب الواحد والرئيس الأوحد. فالرئيس المنصف المرزوقي الآن وبكامل الشرعية وعن طريق الديمقراطية الحقيقية التي باركها الجميع هو الرئيس الشرعي للجمهورية التونسية وسيتولى الرئيس الجديد تعيين رئيس للحكومة الذي سيختار حكومته التي ستجد أمامها مسائل ومواضيع هامة وعالقة تنتظر التدخل ومن أبرز هذه المسائل المطالب الإجتماعية والوضع الأمني وملفات الجرحى والشهداء وغيرها من الأمور المستعجلة الأخرى .. لقد انتخبنا رئيساً للجمهورية ومارسنا حقنا بكل حرية وديمقراطية لأول مرة و بالتالي فأنا سعيد جدا".

من جانبه، عبر الأمين العام الجديد للمؤتمر من أجل الجمهورية عبد الرؤوف العيادي عن فرحته وعميق فخره قائلا : "إنه يوم تاريخ لتونس وهو الحلم الذي راودنا كمناضلي المؤتمر من أجل الجمهورية الذين ناضلنا مع غيرنا ولم نستكن حتى جاء اليوم الذي حققنا فيه حلمنا وانتخبنا رئيسا للجمهورية بكل ديمقراطية وشفافية وممارسة حرة ."

أما عن خطاب المرزوقي أمام أعضاء المجلس التأسيسي فقد أكد العيادي أنه "شامل حيث كان ملامساً لما ينتظره التونسيون وبالتالي ما على الجميع وكل من موقعه العمل يداً واحدة من أجل المرور بتونس من الوضع الصعب وتجاوز الركود الإقتصادي والحراك الإجتماعي من أجل تحقيق أهداف الثورة ، ثورة الحرية و الكرامة".

وأبرز مؤسس الحزب الديمقراطي التقدمي أحمد نجيب الشابي أنّ عملية انتخاب رئيس للجمهورية كانت ديمقراطية وشفافة لكن المعارضة قررت التحفظ عن المشاركة في التصويت لعدة أسباب .

وأضاف الشابي أنّ المعارضة ستكون معارضة فعالة وفاعلة داخل المجلس التأسيسي كغيرها من المعارضات في الدول المتقدمة وهي مستعدة للتعاون لما فيه مصلحة البلاد .

الجنرال رشيد عمار، قائد الجيوش الثلاثة، أشار إلى أنه يهنئ الشعب التونسي بنجاح ثورته وبالإنتقال الديمقراطي السليم الذي يعيشونه الآن وهو يتمنى أن يمنّ الله على تونس بالخير حتى تسطيع الثورة تحقيق ما يتطلب إنجازه من استحقاقات وتونس لها من الرجال الصالحين القادرين على السير بها إلى الأمام والمرزوقي أحد هؤلاء .

أما الأستاذ علي فارس فقد أكّد على أن خطاب الرئيس التونسي الجديد منصف المرزوقي الذي ألقاه أمام أعضاء المجلس التأسيسي شامل حيث لامس مشاغل المواطنين من خلال العمل على تحقيق أهداف الثورة والإستجابة لرغبات التونسيين وقد لقي استحسان كل الأطراف من المعارضة إلى الترويكا، فهو خطاب جياش كان تأثيره كبيرا في نفوس الحاضرين.

وأضاف الأستاذ فارس في حديث لـ ( إيلاف ) أنّ المرزوقي استطاع أن يقنع الجميع حتى المعارضين منهم حيث كان خطابه مؤثرا إلى جانب الجرأة التي تميز بها نتيجة تطرقه لعديد النقاط الهامة و التي تتطلب تدخلا سريعا .

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رئيس مؤقت
تونسي حر -

لم تبدأ بعد الجمهورية الثانية! الجمهورية التونسية الثانية ستبدأ بعد المصادقة على الدستور الذي لم نبدأ بعد بصياغته!السيد المنصف المرزوقي هو رئيس مؤقت للبلاد لن تتجاوز مدة رئاسته السنة