المصريّون في طوابير الإنتخابات... وسفيرة أميركا تزور اللجان

بدأت المرحلة الثانية من الانتخابات البرلمانية في مصر صباح اليوم، وسط إقبال كثيف ولكن أقل من المرحلة الأولى. وزارت السفيرة الأميركيةفي القاهرة آن باترسون بعض اللجان وتحدثت إلى الناخبين. كما لوحظ التواجد الأمني الكثيف في مراكز الانتخاب.

القاهرة: بدأت المرحلة الثانية من الإنتخابات البرلمانية في مصر صباح اليوم، وشهدت إقبالاً كبيراً من جانب المصريين في تسع محافظات، وإصطف الناخبون في طوابير طويلة أمام لجان الإقتراع منذ الصباح الباكر، ولكن بكثافة أقل من التي شهدتها المرحلة الأولى. فيما وقعت بعض الإنتهاكات، منها "تأخر فتح اللجان واستمرار الدعاية الإنتخابية في فترة الصمت".

طوابير طويلة

اصطف المصريون في طوابير طويلة أمام لجان الإقتراع للمشاركة في المرحلة الثانية من الإنتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة التي أطاحت بنظام حكم الرئيس حسني مبارك في 11 فبراير الماضي، وبدا واضحاً أن الإقبال على التصويت كثيف، لكنه أقل كثافة من الإقبال في المرحلة الأولى التي بدأت في 28 نوفمبر الماضي، ولم تشهد الإنتخابات أية مظاهر عنف في الساعات الأولى من اليوم الإنتخابي الأول.

وصل طول بعض الطوابير أمام مراكز الاقتراع إلى مائة متر أمام اللجان في أحياء الدقي والعمرانية وبولاق والطالبية والهرم وكرداسة والسادس من أكتوبر في الجيزة، وكان الإقبال كثيفاً منذ الثامنة صباحاً في لجان محافظة الشرقية، لاسيما لجان أبو كبير ومشتول السوق وبلبيس والزقازيق وهيهيا، وكان لأعمال الحشد والتعبئة التي قام بها أنصار مرشحي الحرية والعدالة والنور والمصريين الأحرار، الأثر الواضح في الإقبال على الإنتخابات. فيما استمر أنصار الأحزاب في استخدام مكبرات الصوت لدعوة الناخبين للتصويت.

السفيرة الأميركية في لجان الإقتراع

وزارت السفيرة الأميركية في القاهرة آن باترسون لجنة مدرسة جمال عبد الناصر التجربية في منطقة الدقي، واقتربت من طوابير النساء وتحدثت إلى بعض الناخبات حول سير العملية الإنتخابية، وأعربت باترسون عن سعادتها من سير العملية الإنتخابية بنزاهة ومن دون عنف أو مخالفات تؤثرفي شفافيتها، وقالت إن "هذه الانتخابات تضم مصر إلى المجتمعات الديمقراطية في العالم أجمع".

وأضافت في تصريحات صحافية أثناء الجولة أن الولايات المتحدة ستعمل مع من يختاره الشعب المصري في الانتخابات البرلمانية، مشيرة إلى أن أي حزب سيفوز بالإنتخابات، فسيكون السبب الوحيد لفوزه، هو الديمقراطية.

18 مليون ناخب

ووفقاً للجنة العليا للإنتخابات فإن التصويت يجري على مدار يومين في تسع محافظات هي: الجيزة، البحيرة، الشرقية، المنوفية، الإسماعيلية، السويس، سوهاج، أسوان، وبنى سويف، وتضم هذه المحافظات 15 دائرة بنظام القائمة لانتخاب 120 نائباً في مجلس الشعب، و30 دائرة بنظام الفردي لاختيار 60 نائباً، وتجري عملية التصويت في10 آلاف و922 مقراً انتخابياً و 20 ألفا و19 لجنة فرعية. ويحق لـ 18 مليونا و826 ألفا و394 ناخباً الإدلاء بأصواتهم في التسع محافظات التي تشملها المرحلة الثانية. و يتنافس 3670 مرشحاً، منهم 1429 مرشحاً عن القوائم و 2241 مرشحاً عن المقاعد الفردية في المرحلة الثانية من الإنتخابات المخصص لها 180 مقعداً في مجلس الشعب.

وتجري عمليات التصويت والفرز بإشراف 10 آلاف و143 قاضياً. توفر لهم الدولة وسائل المواصلات، وكافة السبل التي من شأنها إعانتهم على القيام بالمهمة، ومنع أية تجاوزات، وقررت اللجنة تعيين امرأة في كل لجنة فرعية للكشف عن هوية السيدات المنتقبات، والكشف عن وجوههن ومقارنتها بالصورة التي تحملها على بطاقة الهوية.

تأخر فتح اللجان

واستمر العديد من السلبيات في المرحلة الثانية من الإنتخابات، وكان أبرزها تأخر فتح اللجان الإنتخابية حتى الساعة الحادية عشرة والنصف، رغم أنها كان من المفترض أن تبدأ في الثامنة صباحاً، ووفقاً لتقرير لحزب الحرية والعدالة الجناح السياسي لجماعة الإخوان فإن التأخير حدث في لجان 232 و237 في مدرسة بني حدير في مدينة الواسطي، و221 في مدرسة بليكة الجديدة ومدرسة بني سليمان الإبتدائية في قرية الميمون محافظة بني سويف، واللجان 377 و378 و379 و380 في مدرسة الوصفية في أبو صوير محافظة الاسماعيلية ولجنة 349 في مركز ساقلته ولجنة 202 مركز طهطا واللجان 173و174 مركز جرجا، ولجان مدرسة البصراوي في أخميم و20 لجنة في العتامنة، ولجان المدرسة الاعدادية المشتركة والمعهد الابتدائي الأزهري في روافع القصير. ولجان 26 و27 في ساحل طهطا الابتدائية محافظة سوهاج وأرجع التقرير السبب في التأخير إلى عدم وصول القضاة المشرفين على العملية الانتخابية. واتهم التقرير أنصار الكتلة المصرية بالإستمرار في الدعاية الإنتخابية لقوائم ومرشحي الفردي التابعين لها، من خلال مكبرات الصوت وذلك في لجان مدرسة علي مبارك محافظة الاسماعيلية. ورصد التقرير رفض بعض القضاة دخول مندوبي المرشحين والأحزاب إلى لجان الإقتراع، ومنها اللجان الموجودة في مدرسة كوم دريجة في الواسطي محافظة بني سويف، واللجان 367 و368 في مدرسة ابن خلدون الابتدائية في ابو صوير و692 في مدرسة الروضة في القنطرة غرب في الإسماعلية.

الدعاية الإنتخابية مستمرة

فيما استمرت الدعاية الإنتخابية بالقرب من مراكز الإقتراع على الرغم من قيام قوات الجيش والشرطة بجهود كبيرة لمنعها، وتساوت جميع الأحزاب في ذلك، ومنها: الوفد والنور والحرية والعدالة والأحرار المصريين، والأحزاب المنبثقة من الحزب الوطني المنحل ومنها: الحرية، المحافظين، والإصلاح والتنمية. ولكنها كانت فى الشوارع والطرق المؤدية الى اللجان الانتخابية لتجنب مصادرتها من جانب قوات الأمن قوات الجيش وحدث ذلك في محافظات: الجيزة، الإسماعيلية، سوهاج، بني سويف، وغيرها من المحافظات التي تشهد الإنتخابات.

ورصد مراقبو شبكة المدافعين عن حقوق الإنسان استمرار استخدام الشعارات الدينية من جانب الأحزاب ذات الصبغة الدينية، ومنها: الحرية والعدالة الإخواني، والنور السلفي، ففي لجان مركز كفر الدوار محافظة البحير، وزّع أنصار الإخوان تقويم عام 2012 يحمل شعار الاخوان المسلمين "الاسلام هو الحل "، فيما استخدم السلفيون صورة الشيخ محمد حسان والشيخ محمد اسماعيل المقدم، مع كلمة لكل منهما تدعو للتصويت لحزب النور، الأمر الذي أدّى تحرير المرشح محمود ابراهيم سعيد المحضر رقم 5468 لسنة 2011 اداري كفر الدوار بالواقعة.

بينما اشتكت بعض منظمات المجتمع المدني من عدم السماح لمراقبيها بالدخول إلى لجان الإقتراع من جانب قوات الجيش والشرطة، ومنهم مراقبو منظمة عالم واحد للتنمية وحقوق الإنسان، وحدث ذلك في لجنة المدرسة الاعدادية في دشطوط - قرية دشطوط، مركز ببا، محافظة بني سويف، ولجان مدرسة عاشور الابتدائية في منيل شيحة محافظة الجيزة.

تواجد أمني كثيف

وتجرى الإنتخابات وسط تواجد أمني مكثف من جانب قوات الشرطة والجيش، وتواجدت سيارات القوات المسلحة والمدرعات بكثافة في شارع الهرم وأمام قسم الطالبية، في الجيزة، وخلقت نقطة تمركز للقوات تساعد في تعزيز الإمدادات لباقي اللجان في حالة حدوث طوارئ.

دعاية ضد الفلول

ونشطت الحركات الثورية الشبابية في العمل ضد أحزاب الفلول، ومنها حركة 6 أبريل التي وزعت آلاف البيانات تحث فيها الناخبين على عدم التصويت لأعضاء الحزب الوطني المنحل، وعرفت الناخبين بهم بالإسم والشعار، وذلك ضمن حملتها الدائرة السوداء، ولم تنزلق الحركة في الترويج لأي حزب أو مرشح وقالت في بيان لها "هناك أحزاب كثيرة ومستقلين ممكن اختيارهم، وحملت داعيتهم المضادة شعار "حاسب من الفلول اللى باعونا من الحزب الوطني وجردونا من حقوقنا".