أخبار

نشطاء اسرائيليون يحاربون الفصل"المتزايد"بين الجنسين

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

القدس:ينقسم الرجال والنساء الى صفين لركوب احدى الحافلات في حي للمتدينين في القدس الغربية، الرجال في الامام والنساء في الخلف، في مؤشر الى تزايد النزعة للفصل بين الرجال والنساء، وفق ظاهرة تثير قلق الناشطين والمدافعين عن حقوق المرأة.
وكانت المحكمة العليا الاسرائيلية اصدرت حكما يقضي بعدم قدرة الحافلات التي تخدم اكثر المجتمعات الارثودوكسية الاكثر تحفظا على فرض الفصل بين الجنسين.

الا ان ذلك بحسب نشطاء، لم يمنع الاطراف الاكثر تدينا في المجتمع الاسرائيلي من محاولة فرض فصل صارم بين الجنسين بين السكان ومعظمهم من العلمانيين.
ويشير النشطاء الى ان هذا الاتجاه يؤثر على حصول النساء على الخدمات العامة والمشاركة في الجنازات وحتى وضع صور النساء على اللوحات الاعلانية الامر الذي يشكل تهديدا لديمقراطية اسرائيل.

من جهتهم يرى اليهود المحافظون ان اعدادهم المتزايدة وتزايد "الاباحية" في المجتمع الاسرائيلي هو ما يبرر اتخاذهم للتدابير التي ستساعدهم على مراعاة شعائرهم الدينية.
وليست قضية فصل الجنسين جديدة في اسرائيل حيث يراعي كثيرون التعاليم الدينية التي تدعو الى "الاحتشام" وتقيد الاختلاط بين الجنسين.

لكن النشطاء يقولون ان اليهود المتشددين الذين يشكلون نحو 10% من سكان اسرائيل اصبحوا "متطرفين" بشكل متزايد في هذه القضية وحصلوا على تنازلات تضر بالنساء.
وتشرح ريشتيل ازارياالعضو في بلدية القدس انها عندما توجهت لشركة لتضع صورتها في ملصقات على الحافلات للترويج لحملتها الانتخابية عام 2008 ردوا عليها بانه "لا يمكن وضع النساء على ملصقات على الحافلات في القدس لان المتدينين المتشددين لا يوافقون على ذلك".

وتحدت ازاريا ذلك بنجاح الا انها وجدت نفسها بعد ذلك تتحدى رئيس بلدية القدس العلماني نير بركات في سياسة المدينة بتجنب تصوير النساء في الملصقات واللوحات الاعلانية.
وتضيف "اشعر ان التعددية الثقافية سيطرت علينا واصبحت الاغلبية فجاة غير قادرة على ان تقول اي شيء لاننا اضطررنا لاخذ المجموعات الاصغر بعين الاعتبار".

وتوضح اورلي ايريز ليكوفسكي التي ساعدت مركز العمل الديني الاسرائيلي في الفوز بحكم المحكمة العليا منع الفصل بين الجنسين على متن الحافلات ان هناك العديد من ساحات المعارك الاخرى.
وتتعرض الملصقات التي تصور النساء للتشويه بينما تقيم بعض البلديات احتفالات منفصلة للرجال والنساء كما ويغادر الجنود المتدينين من حفلات الجيش التي تغني فيها المجندات.

وتضيف ايريز ليكوفسكي ان الجنازات التي يقيمها في العادة حاخامات ارثودوكس متدينين في الغالب يتم فيها الفصل بين الجنسين وتمنع النساء من الكلام في بعضها.
وتصر ايريز- ليكوفسكي ان معظم المتدينيين الارثودوكس يرفضون مثل هذه الاجراءات ملقية باللوم على"جزء متطرف"يقوم بترويع المجتمع المتدين وكذلك المجتمع العلماني.

وعلى الرغم من ان معركة الفصل بين الجنسين على الحافلات مستمرة منذ سنوات توضح ايريز ليكوفسكي ان هناك زيادة واضحة في محاولات استبعاد المراة من الفضاء العام.
وتضيف "انه نوع من ردة الفعل حيث يصبح المجتمع العام اكثر حداثة بينما يحاول المجتمع المتدين المتشدد ان يصبح اكثر انغلاقا ومعارضا للحداثة المتزايدة في المجتمع الاسرائيلي".

ويوافق الحاخام شموئيل جاكوبوفيتز على ذلك مشيرا الى ان "الاباحية في المجتمع اصبحت متفشية بشكل اكبر".
ويضيف "اليوم عندما يحتاج شخص مفرط في التدين للمرور بجزء معين من المدينة (...) يصادف اشياء كثيرة لا يريد ان يراها".

واوضح الحاخام ان "وجهة النظر الدينية التقليدية تنظر الى الرجال والنساء...على انهم متساوون ولكن في سياقات اجتماعية منفصلة. في عالم ديني مثالي ستكون تلك القاعدة".
ويشير جاكوبوفيتز الى ان الحل الافضل هو ان يكون المجتمعان المتدين والعلماني متواجدين ولكن منفصلين عن بعضهما باكبر شكل ممكن.

الا ان ايريز ليكوفسكي ترى انه يتوجب على زعماء اسرائيل وضع حدود لقضية الفصل بين الجنسين.
وتضيف "عندما اتحدث عن الخدمات العامة والفضاء العام يجب علينا الا نسمح ابدا باي فصل او اقصاء للمرأة. هذه هي الديموقراطية سواء تحدثنا عن حي مئاه شعاريم (المتدين)او تل ابيب انه الامر ذاته".

وتوضح ايريز ليكوفسكي "لا اقول انه يجب ان نقوم بفعل شيء بدافع الحقد لكننا نتحدث عن المجال العام ويجب ان يكون ديموقراطيا".
وهذا الرأي يلقى موافقة ازاريا التي تشعر ان المد يتحول في اسرائيل ضد التنازلات في الفصل بين الجنسين كقرار بلدية القدس باعادة وضع الاعلانات التي يظهر فيها وجه المراة.

وتضيف "اعتقد ان الناس اصبحوا اخيرا ضد الامر. في السابق كان الجميع يقولون انك لا تستطيع فعل شيء بسبب المتدينين ولكنهم يدركون الان انه شيء يجب محاربة ذلك".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف