البابا يحث على اصلاحات خلال زيارته لسجن في روما مكتظ بالسجناء

روما: زار البابا بنديكتوس السادس عشر احد اضخم السجون في ايطاليا الاحد في روما ليحتفل مع السجناء بعيد الميلاد في اجواء مؤثرة، في الوقت الذي تتأهب الحكومة لتنفيذ اجراءات بهدف الاقلال من مشكلة ازدحام السجون.

وقال البابا خلال جلسة اسئلة وأجوبة مع السجناء "هذه الزيارة لافتة عامة المقصود منها تذكير مواطنينا وحكومتنا بوجود مشكلات كبيرة وصعوبات في السجون الايطالية".

وقال البابا "اعرف ان الاكتظاظ والاوضاع المتردية في السجون يمكن ان تجعل سجنكم اشد مرارة"، داعيا الحكومة لضمان تحسين اوضاع السجناء "حتى لا تتضاعف احكام المسجونين".

ويضم سجن ريبيبيا خارج روما الذي زاره البابا 1740 سجينا -- ما يزيد بخمسمائة عن قدرة السجن على الاستيعاب -- وهو الوضع الذي تشهده سجون بطول ايطاليا وعرضها حيث يوجد 68 الف سجين في البلاد بينما طاقة الاستيعاب هي ل44 الفا و385 سجينا.

وانتحر اكثر من 60 سجينا حتى الان هذا العام في ايطاليا.

وردا على سؤال وجهه احد السجناء عن النظرة السلبية للسجناء المصابين بفيروس الايدز، قال البابا "علينا ان نتحمل من يسيئون إلينا بكلامهم، فالبعض يسيء الى البابا بكلامه ولكننا نمضي في طريقنا رغم ذلك".

وكان في استقبال البابا في سجن ريبيبيا وزيرة العدل باولا سيفيرينو التي قالت ان زيارة البابا "مصادفة سعيدة جدا" حيث انها اكدت ان خفض اعداد السجناء في السجون على رأس اولوياتها.

وقالت الوزيرة "اعتقد ان هذه الزيارة.. ستذكر ضمائرنا وارواحنا واذهاننا بمشكلة السجون كمشكلة بين كبرى المشكلات في حياتنا ومجتمعنا".

وقالت سيفيرينو التي انضمت الى حكومة رئيس الوزراء ماريو مونتي الشهر الماضي ان السجون تشهد "اوضاعا استثنائية صعبة"، مؤكدة انه لا ينبغي اللجوء الى الحبس كعقوبة الا "كإجراء استثنائي جدا".

وتشمل الاجراءات التي اقترحتها الحكومة خفض الامد الاقصى الذي يمكن حبس شخص بموجبه قبل النطق بالحكم بحقه الى 48 ساعة بدلا من 96 ساعة في الوقت الراهن، واللجوء الى مراكز الشرطة لاحتجاز الاشخاص لفترة قصيرة بدلا من ايداعهم السجون.

كما اشارت سيفيرينو الى امكان اصدار عفو عن بعض المحكوم عليهم.

وصلى بنديكتوس مع السجناء وقبل منهم الهدايا مباركا شجرة سرو تبرع بها ليتم غرسها في ساحة السجن.

وكان البابا قد زار عدة سجون في إيطاليا منذ تولى البابوية في 2005 وهو ليس البابا الاول الذي يزور السجون اذ بدأت تلك الزيارات بزيارة تاريخية في العصر الحديث قام بها البابا يوحنا الثالث والعشرين الى سجن ريجينا كويلي في روما اليوم التالي لعيد الميلاد في السادس والعشرين من كانون الاول/ديسمبر 1958.

كما زار البابا يوحنا بولس الثاني الذي سبق بنديكتوس في البابوية السجون الايطالية 12 مرة بما في ذلك زيارة لسجن ريبيبيا في 27 كانون الاول/ديسمبر 1983 حيث التقى مع التركي علي اغا الذي حاول اغتياله قبل عامين من ذلك.