أخبار

الثورة اليمنية تمهد الطريق للحوثيين لدخول الحياة السياسية

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
دمار في مدينة صعدة اليمنية

يعيش اليمن اليوم حالة من التزعزع الأمني والسياسي، وهي ليست الأولى من نوعها التي تشهدها البلاد. فمنذ توحيد اليمنين شهدت الدولة الحديثة صراعات وحروبا عدة. واليوم يسعى الحوثيون إلى الاستفادة من الثورة للمشاركة في الحياة السياسية.

بيروت: الأزمة الحالية التي تعصف باليمن على الصعيد الأمني والسياسي، ليست الأولى من نوعها التي تشهدها البلاد منذ إعلان توحد اليمنين الشمالي والجنوبي في العام 1990، فمنذ ذلك التاريخ شهدت الدولة الحديثة صراعات وحروبا عدة بدءاً من محاولات انفصال الجنوب، وصولاً إلى الحوثيين في الشمال، راحت ضحيتها أعداد لا تحصى من القتلى.

ابتداء من العام 2004، في القتال الذي كان غير مرئي إلى حد كبير بالنسبة إلى العالم الخارجي، بعث الرئيس اليمني علي عبد الله صالح جيوشه لهزيمة مجموعة من المتمردين المعروفين باسم الحوثيين.

قصفت الحكومة القرى والمدن فيما اتُهم الحوثيين بتنفيذ عمليات الخطف والاغتيالات، وخرج مئات الآلاف من المدنيين من منازلهم ليختبئوا في الملاجئ.

كانت هذه المعركة واحدة من العديد من الصراعات التي زعزعت استقرار اليمن، ويواصل الانفصاليون الضغط في مطالباتهم على الجنوب، وسط تجدد فرع تنظيم القاعدة الذي ضبط الاراضي من الحكومة التي تتلهى بالانتفاضة الشعبية وصفقة الرئيس علي عبد الله صالح للتنحي عن السلطة.

أثارت الأصداء الإقليمية لحروب الشمال رهانات عدة، فالحكومة اتهمت ايران بالتدخل، وعمل صالح على تحويل الموارد من السعي لتنظيم القاعدة، وأرسل قوات مكافحة الإرهاب التي تمولها الولايات المتحدة لمحاربة المتمردين.

الآن في مدينة صعدة، مقر سلطة الحوثيين، هدأ صوت المعركة. وأدت التصريحات الأخيرة والهدوء الأمني إلى موجة من الأمل بأن المتمردين يحاولون الخروج من الأزمة.

في هذا السياق، نقلت صحيفة الـ "نيويورك تايمز" عن صحافيين مرافقين لدبلوماسي من الأمم المتحدة في زيارة نادرة الى المنطقة الاسبوع الماضي، قوله إن الأحياء اليمنية أصيبت بأضرار بالغة في الجولة الأخيرة من القتال، إذ تم تدمير مئات المنازل في المدينة، ما ادى إلى اكتظاظ المخيمات بالنازحين.

وأشارت الصحيفة إلى مخططات لإعادة بناء المنازل والمحلات التجارية المزدحمة ومحطات الغاز، بعيداً عن خطوط التماس التي قسمت المدن اليمنية الأخرى خلال الأزمة السياسية الراهنة.

وقال مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر، إن زعيم الحوثيين أعرب عن استعداده للمشاركة في العملية السياسية الجديدة التي بدأت الشهر الماضي. وعلى الرغم من أن الحوثيين ليسوا جزءاً من الاتفاقية المدعومة دولياً لإسقاط صالح من السلطة، إلا أن البيانات التي أدلى بها الزعيم عبد الملك الحوثي، أثارت احتمال وضع حد لكفاحها المسلح.

وأضاف بن عمر: "انهم بحاجة إلى ممارسة العمل السياسي. كلما كان تحقيق هذا مبكراً كلما كان الأمر أفضل".

أعطت الانتفاضة اليمنية التي دامت 11 شهراً مقدمة لبداية جديدة. دعم الحوثيون الانتفاضة الشعبية وشكلوا تحالفات جديدة في ساحات الاحتجاج في مختلف انحاء البلاد. في الوقت نفسه، استغل الحوثيون الأزمة السياسية لتوسيع نطاق الأراضي الواقعة تحت سيطرتهم.

يقول محللون ان الحوثيين يحاولون الآن بناء أنفسهم على قاعدة الدعم الذي قدموه على مدى السنوات، وايجاد حلفاء لهم بين الناس الغاضبين من الهجمات العشوائية للحكومة خلال الحروب، وجمع المناصرين المعجبين بمهاراتهم التنظيمية.

ونقلت الـ "نيويورك تايمز" عن المجيد فهد، مدير مبادرة المشروع الفنلندي لحل النزاعات وإدارة الأزمات، الذي يسافر إلى صعدة في كثير من الأحيان، أنه على الرغم من أن قادة الحوثيين معظمهم من الشباب القليلي الخبرة، إلا أنهم يتمتعون بالذكاء والمسؤولية، فعملوا على تقسيم حصص الوقود بحيث يتم تخصيص الربع للمولدات الكهربائية ويتم توزيع الجزء المتبقي على المزارعين.

وأضاف: "أعتقد أنهم يريدون أن يكونوا جزءاً من السياسة اليمنية بحيث يمكن أن يكونوا ذوي فعالية على الصعيد الإجتماعي".

جلبت الاحتجاجات المناهضة للحكومة التي اجتاحت اليمن، الآلاف الى الشوارع في مسيرات أسبوعية من بوابة المدينة القديمة في صعدة إلى ثكنة أمنية. في آذار/مارس، هرب حاكم المدينة القديمة عندما تقدم مقاتلون حوثيون فيها.

يرى العديد من سكان مدينة صعدة أن الحوثيين كانوا أقوى أعضاء في التحالف، على الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير من الارتباك والقلق تجاه أهدافهم.

في الوقت نفسه، لا تزال متاعب الشمال بعيدة عن نهايتها، فمقتل عشرات الاشخاص في الاسابيع الاخيرة خلال اشتباكات ضارية في دماج، وهي بلدة تقع على مشارف صعدة، وبين مقاتلين حوثيين والسلفيين، وهو صراع من عدة طبقات، تفاقمت مع مرور الوقت، ويمكن أن تعرقل أي تقدم سياسي. على أحد المستويات، فإن المعركة بين المتشددين والجماعات الدينية ذات الأجندات المتنافسة يمكن أن تمثل أيضاً حرباً بالوكالة، وفقاً لبعض المحللين.

ويشكو الحوثيون في صعدة من أن العديد من السلفيين هم من الأجانب. في أحد المستشفيات في مدينة صعدة، كان هناك عدة جرحى من السلفيين، وبعضهم قالوا انهم يخشون المغادرة خوفاً من تعرضهم للهجوم من قبل الحوثيين. وقال مسؤول في المستشفى ان المستشفى الممول من السعودية، يهدف الى توفير الرعاية والبقاء بعيداً عن السياسة، "لكن فجأة بدأ القتال".

وينظر البعض إلى القتال بأنه فخ للحوثيين، تم تدبيره للزج بهم في صراع جديد لإبقائهم بعيدين عن السياسة.

في بيان صدر بعد زيارة بن عمر، نقل مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن عن الحوثي أنه كان أكثر استشرافاً للمستقبل، إذ قال انه "في سياق نظام عادل، ستنظر الحركة في تشكيل حزب سياسي". وقال بن عمر: "هذه خطوة إلى الأمام في طريق الألف ميل".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
باسم المواطنة الاقلية تحكم الاكثرية
Murad -

بس انتبهوا لهم لا تمسكوهم المواقع المهمة والأجهزة الحيوية باسم المواطنة والمساواة لتجدوهم بعد فترة يحكمون الاغلبية مثل ما حصل في سوريا ?!

الجنوب
ابو عبود -

شعب الجنوب يسعى الى تقرير المصير وتحرير الجنوب من الاستعمار نحترم ثورة الشباب في الشمال لكن ثورتهم ثورة تغير بينما ثورة الجنوب ثورة تحرير

الحرية للجنوب
مدقق إملائي -

بسبب التعتيم الإعلامي المطبق على القضية الجنوبية يلجئ الإعلام الخارجي بما فيه من صحف وقنوات فضائية إلى التحدث عن الحراك الجنوبي والقضية الجنوبي دون فهمها ، وهذا مايولد في نفوس الشعب الجنوبي الغضب الشديد تجاه تلك الوسائل ، فالقضية الجنوبية معروفة لا تقبل التأويل دولة الجنوب توحدت مع اليمن سلميا ووفق اتفاقيات نقضها اليمن واحتل الجنوب بالقوة العسكرية استمرت حرب احتلاله 70 يوماً اتخذ مجلس الأمن حينها قرارين 924 و 931 لعام 1994 ولازالا قيد النظر حتى اليوم !! إذا كان لابد من حوار مع الجنوب فسينطلق وفق هذه القرارات ومادونها فهو عبث .

استقلال الجنوب اقل مطلب لشعبه
الجني -

الازمة في اليمن لا تعني شعب الجنوب الذي يطالب برحيل الاحتلال اليمني من ارضه .. موضوع الحوثيين وثورة شباب تعز لا تعنينا كجنوبيين ، ونعتذر من شعب الجمهورية العربية اليمنية على عدم تفاعلنا فمصيبتنا كبيرة بفقدان الجنوب واحتلاله .

شعب الجنوب
ابو عبود -

وهكذا تم تهميش أبناء الجنوب في وطنهم وأرضهم وزرع ثقافة الشمال كالرشوة والنهب وزرع الفتن بين أبناء الجنوب لكي يتسنى لهم العبث بمقدّرات وثروات الجنوب وهو ما تحقق لهم ووصلوا إليه لقد تبين لأبناء الجنوب الهدف من الحرب عليهم ,ولتصحيح مسار الوحدة قام أبناء الجنوب بتنظيم المسيرات منذ عام 1997م ولكن دون جدوى فقوبلت المسيرات السلمية بالرصاص والقتل والاعتقالات مما اضطر شعب الجنوب بتشكيل الحراك السلمي لفك الارتباط وإعادة دولة الجنوب الحرة والمستقلة وذات السيادة عاصمتها عدن مهما كلفت هذه المهمة من تضحيات فداء للوطن ودولة الحق والقانون وسنظل نطالب باستعادة دولتنا وسيتحقق بإذن الله المثل القائل ; ماضاع حق وراؤه مطالب ;