كوريا الشمالية تروج لدعم الزعيم الجديد بعد رحيل كيم جونغ ايل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
سيول: عمت مشاعر الحزن كوريا الشمالية الثلاثاء اثر وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل فيما تروج الصحافة الرسمية لنجله الاصغر وخليفته كيم جونغ-اون باعتباره "دعامة الشعب" وسط ترقب دولي كبير للتطورات في هذه الدولة المعزولة التي تملك السلاح النووي.
وتعهد الرئيس الاميركي باراك اوباما بالدفاع عن حلفاء الولايات المتحدة الاقليميين كوريا الجنوبية واليابان بعدما اعلنت الدولة الشيوعية بشكل مفاجىء عن رحيل كيم عن عمر 69 عاما.
وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية "في مقدمة ثورتنا يقف الرفيق كيم جونغ اول، الخليفة العظيم للثورة والزعيم البارز للحزب والجيش والشعب".
واضافت ان "الرفيق كيم جونغ اون هو الدعامة الروحية والعقائدية لشعبنا".
وقد اعلنت كوريا الشمالية الحداد 13 يوما في كافة انحاء البلاد تعبيرا عن الحزن على رحيل الزعيم كيم جونغ ايل الذي توفي السبت اثر اصابته بنوبة قلبية.
وابقى النظام على خبر الوفاة سريا لمدة يوميا الى ان اعلنت مقدمة تلفزيونية وهي تذرف الدموع الاثنين النبأ وحثت الشعب على الالتفاف حول الزعيم الجديد.
وقد زار الزعيم الكوري الشمالي الجديد كيم جونغ أون الثلاثاء المكان المسجى فيه جثمان والده حسب ما ذكرت وسائل اعلام حكومية.
وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية ان "الرفيق كيم جونغ أون (...) القى نظرة على جثمان الرفيق كيم جونغ ايل مع ممثلين عن الحزب والحكومة والجيش تعبيرا عن تعازيه وحزنه".
ومن المقرر ان تنظم مراسم تشييع الزعيم السابق في 28 كانون الاول/ديسمبر وطلب من الكوريين الشماليين مبايعة نجله الاصغر كيم جونغ اون الذي عين زعيما جديدا للبلاد.
من جانب اخر، اعلن مسؤول عسكري كوري جنوبي الثلاثاء ان وحدات من الجيش الكوري الشمالي قطعت تدريبها الشتوي وعادت الى ثكناتها في الساعات التي اعقبت الاعلان عن وفاة الزعيم الكوري الشمالي.
وقال هذا المسؤول الذي فضل عدم الكشف عن هويته لوكالة فرانس برس "علمنا ان بعض الوحدات التي كانت تقوم بتدريبات شتوية عادت الى قواعدها ليلا".
وكانت كوريا الجنوبية قد وضعت قواتها في حالة انذار الاثنين.
يشار الى ان الكوريتين هما عمليا في حالة نزاع مسلح منذ الهدنة الهشة التي وقعت اثر الحرب الكورية (1950-53).
وفي المواقف الدولية، توجه الرئيس الصيني هو جينتاو صباح الثلاثاء الى سفارة كوريا الشمالية في بكين حيث قدم تعازيه.
وكانت الصين التي تعتبر احد الحلفاء النادرين لكوريا الشمالية قد اعربت الاثنين عن "تعازيها الحارة" بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي السبت اثر ازمة قلبية.
كما اعلنت الحكومة الكوبية الاثنين حدادا رسميا لمدة ثلاثة ايام حسب ما جاء في بيان بثه التلفزيون الكوبي.
واوضح البيان ان "مجلس دولة كوبا اعلن حدادا رسميا بعد وفاة الرفيق كيم جونغ ايل، رئيس لجنة الدفاع الوطني والامين العام لحزب العمال في جمهورية كوريا الشعبية الديموقراطية، ايام 20 و21 و22 كانون الاول/ديسمبر".
وفي واشنطن، دعا البيت الابيض بيونغ يانغ الاثنين الى الوفاء بالتزاماتها الدولية على صعيد الملف النووي، وذلك بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي.
وقال المتحدث باسم الرئاسة الاميركية جاي كارني "نأمل في ان تتخذ القيادة الجديدة في كوريا الشمالية الاجراءات الضرورية لدعم السلام والازدهار ومستقبل افضل للكوريين الشماليين، وخصوصا عبر سلوك ينسجم مع التزاماتها في موضوع نزع السلاح النووي".
ومن جهة أخرى، أعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساء الاثنين ان الولايات المتحدة "قلقة جدا" على شعب كوريا الشمالية بعد وفاة الزعيم كيم جونغ ايل.
وقالت كلينتون "نحن قلقون جدا على خير شعب كوريا الشمالية وافكارنا وصلواتنا هي معهم في هذه الاوقات الصعبة".
وعبرت واشنطن عن الامل في ان تختار القيادة الكورية الشمالية الجديدة "توجيه امتها نحو طريق السلام عبر الوفاء بالالتزامات التي قطعتها كوريا الشمالية وتحسين علاقاتها مع جيرانها واحترام حقوق شعبها" كما جاء في بيان كلينتون الذي نشرته في وقت متاخر الاثنين.
وتابعت كلينتون ان "الولايات المتحدة مستعدة لمساعدة الشعب الكوري الشمالي وتحث القيادة الجديدة للبلاد على العمل مع المجموعة الدولية وضمان حقبة جديدة من السلام والازدهار والامن الدائم في شبه الجزيرة الكورية".
وكانت كلينتون دعت في وقت سابق الى انتقال "سلمي ومستقر" للسلطة في كوريا الشمالية بعد رحيل الزعيم كيم جونغ ايل السبت الذي خلفه ابنه كيم جونغ اون.
بكين تدعو كوريا الشمالية للاتحاد وراء زعيمها الجديد
وتوجه الرئيس الصيني هو جينتاو الثلاثاء الى سفارة كوريا الشمالية في بكين ليقدم تعازيه شخصيا بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل، فيما دعت بكين الشعب الكوري الشمالي للاتحاد وراء زعيمه الجديد كيم جونغ اون.
ولمجيء الرئيس الصيني منعت حركة المرور تماما خلال ساعة أكان للسيارات او المارة في الشوارع المحيطة بالسفارة الكورية الشمالية مع انتشار عدد كبير من قوات الامن كما افاد مراسل لوكالة فرانس برس.
وكانت الصين التي تعد ابرز الحلفاء النادرين لكوريا الشمالية، عبرت عن "تعازيها الحارة" بعد وفاة الزعيم الكوري الشمالي بازمة قلبية السبت تاركا الحكم لاصغر ابنائه.
وحرص العديد من الكوريين الشماليين المقيمين في الصين اليوم الثلاثاء ايضا على التوجه الى السفارة للتعبير عن تأثرهم بعد وفاة "زعيمهم الغالي".
وقد عرج عشرات منهم الى محل للزهور قريب من السفارة الكورية الشمالية لشراء الاقحوان الابيض. وقال صاحب المحل لفرانس برس ان حركة البيع ناشطة جدا منذ وفاة كيم جونغ ايل.
كذلك وجه وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي بدوره رسالة تعاطف مع النظام الكوري الشمالي اثناء لقاء مساء الاثنين مع المكلف بالاعمال باك مينغ هو. وتمنى الوزير ان يعزز الكوريون الشماليون وحدتهم.
وقال يانغ جيشي بحسب بيان للخارجية الصينية "نعتقد ان الشعب في جمهورية كوريا الشعبية الديمقراطية سيعزز لحمته في ظل قيادة حزب العمال الكوري والرفيق كيم جونغ اون، وسيستمد القوة من حزنه".
وبالطبع فان وفاة الزعيم الكوري الشمالي كان العنوان الرئيسي للصفحات الاولى في الصحف الصينية الرسمية . كذلك يطغى هذا الخبر على كل مواضيع النقاشات على المواقع الاجتماعية الصينية الشعبية.
ونشرت صحيفة تشاينا دايلي صورة كبيرة لكيم جونغ ايل وارفقتها بعنوان "صديق يغادرنا".
وكتبت هذه الصحيفة في مقال افتتاحي يشيد بروابط الصداقة القديمة بين بكين وبيونغ يانغ، "ان استقرار جمهورية كوريا الشعبيةالديمقراطية هو لخير شعبها والمنطقة في آن".
وعنونت صحيفة غلوبال تايمز القومية من جهتها "الصين يجب ان تضمن انتقالا هادئا في كوريا الشمالية" واعدة بان بكين ستقدم "دعما قويا" للنظام بقيادة الابن الوريث.
بكين تجري اتصالات مع واشنطن وسيول حول وضع كوريا الشمالية
هذا واعلنت الصين الثلاثاء انها بحثت مع الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية اهمية الحفاظ على الاستقرار في شبه الجزيرة الكورية بعد وفاة الزعيم كيم جونغ ايل.
وتحدث وزير الخارجية الصيني يانغ جيشي عبر الهاتف مع وزير الخارجية الكوري الجنوبي كيم سونغ-هوان وكذلك مع وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون كما اعلن الناطق باسم الخارجية الصينية ليو وايمين.
واضاف ليو "لقد اتفقوا على انه من المهم الحفاظ على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية وعلى ان يبقيا على اتصالات وثيقة مع الصين والتنسيق معها".
وتابع ان الصين تعهدت "بالقيام بجهود بالتشاور مع كل الاطراف" للحفاظ على الامن في المنطقة.
وتخشى الصين بشكل خاص ان تؤدي اي زعزعة استقرار في كوريا الشمالية الى تدفق لاجئين الى اراضيها كما انها لا ترغب بحصول تغير سياسي سريع لدى جارتها كما يقول محللون.
واضافت الصحيفة في مقال افتتاحي محذرة انه بما ان كيم جونغ اون "صغير السن نسبيا فان بعض الدول تتوقع حدوث تغييرات جذرية وستتصرف على هذا النحو".
وتابعت "ان كوريا الشمالية بلد صغير وقد تواجه ضغوطا في اطار الظرف الجيوسياسي الحالي. وعلى الصين ان تقدم دعما قويا وحازما من اجل انتقال هادىء في كوريا الشمالية".
ويتوقع المحللون ان تعزز الصين دعمها لكوريا الشمالية لتجنب اي زعزعة للاستقرار لدى جارتها قد يؤدي خصوصا الى تدفق اللاجئين.
اما صحيفة الشعب الناطقة الرسمية باسم الحزب الشيوعي الصيني فاوردت وفاة كيم جونغ ايل بدون ارفاق ذلك باي تعليق.
وكان كيم جونغ ايل قام في 2010 و2011 بزيارات عدة الى الصين التي تعد اكبر مانح للمساعدات الاقتصادية لبيونغ يانغ.
وقد ازداد النفوذ الصيني على جارتها كوريا الشمالية التي تعاني من اقتصاد متهاو، بينما اوقفت كوريا الجنوبية والدول الغربية مساعدتها امام التهديد النووي الكوري الشمالي.