وفاة كيم جونغ ايل تثير املا باصلاح النظام في كوريا الشمالية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
سيول: يشكل انتهاء حكم الزعيم الكوري الشمالي الراحل كيم جونغ ايل منعطفا لكوريا الشمالية التي تملك السلاح النووي لكن الخبراء يتحفظون ازاء احتمال اصلاح النظام الشيوعي في ظل قيادة نجله الاصغر.
ويبدو ان وفاة "الزعيم الغالي" انعشت بعض الامل في تشكيل حكومة برغماتية اكثر تعقلا على رأسها الابن الاصغر للزعيم الراحل كيم جونغ اون.
ويرى مراقبون ان كيم جونغ اون الذي يحب كرة السلة والذي درس في سويسرا ويقل عمره عن ثلاثين عاما، قد يكون اقل عدائية تجاه الغرب من والده الذي توفي السبت عن 69 عاما.
ورات شيونغ سيونغ تشانغ الاخصائية في شؤون الحكم الكوري الشمالي في مؤسسة الابحاث الكورية الجنوبية سيجونغ "انها لحظة هامة بالنسبة لكوريا الشمالية التي يتسلم مقاليد الحكم فيها جيل جديد".
وقالت شيونغ سيونغ تشانغ ان "والده كان اكثر ايديولوجية ولم يكن ملما كثيرا بالرأسمالية. فكيم جونغ اون درس في سويسرا خلال اربع سنوات ونصف السنة في بلد يتمتع باقتصاد السوق وقد يكون اكثر برغماتية".
لكن من المرجح ان تمضي سنوات قبل ان يخرج الشاب كيم جونغ اون من ظل والده، وهذا اذا تمكن من ذلك يوما.
وكان كيم جونغ ايل تدرب خلال عشرين عاما قبل ان يخلف والده مؤسس كوريا الشمالية الشيوعية كيم ايل سونغ الذي توفي في 1994.
لكن بالنسبة لكيم جونغ ايل لم تمر سوى ثلاث سنوات بين تقديمه كوريث للحكم ووفاة والده. وقد يخضع لتأثير عمته شقيقة كيم جونغ ايل، وزوجها.
وبالرغم من الدعوات الغربية لتحذو كوريا الشمالية حذو بورما وتطلق اصلاحات سياسية واقتصادية، فانه يتوقع ان يتمسك الزعيم الجديد، على الاقل في البداية، بالعقيدة العائلية للسلالة الحاكمة الشيوعية الوحيدة في العالم.
وقالت ساره ماكدوال من مكتب الاستشارات في المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية "هناك فرص ضئيلة لرؤية تقدم".
واضافت ان "اولويات كيم جونغ اون على المديين القصير والمتوسط ستكون كسب احترام النخبة السياسية والعسكرية وترويج صورته لدى الرأي الكوري الشمالي".
اما الموضوع الاساسي المثير للقلق فهو ان وريث الحكم الذي رقي حديثا الى رتبة جنرال باربع نجوم قد يرغب في اظهار سلطته عبر عرض قوة عسكرية مع المجازفة باشعال شبه الجزيرة الكورية.
وراى ماركوس نولاند من معهد بيترسون الاميركي للدراسات الاقتصادية الدولية ان "الخطر الاكبر يتمثل في محاولة اثبات انه فعلا قائد قوي من خلال القيام بعملية استفزاز".
وتحدث عن امكانية القيام بتجربة نووية جديدة او توجيه ضربة عسكرية لكوريا الجنوبية التي اتهمت الشمالية بانها اغرقت احدى سفنها الحربية في اذار/مارس 2010 مما ادى الى مقتل 46 بحارا.
ونفت بيونغ يانغ من جهتها اي مسؤولية لكنها قصفت رسميا جزيرة كورية جنوبية في تشرين الثاني 2010 مما اسفر عن سقوط اربعة قتلى.
وفي ذلك الحين راى خبراء في تلك الاضطرابات رغبة في تأكيد هيبة الشاب جونغ اون الذي كان لا يزال في كنف والده.
لكن سيول حذرت ان كوريا الجنوبية سترد بضربات جوية على اي قصف.
وقد تتحول الانظار بذلك عن سؤ التغذية المزمن الذي يعاني منه العديد من الكوريين الشماليين الذين قضى مئات الالاف منهم في تسعينات القرن الماضي بسبب مجاعة استمرت طويلا.
يبقى مسالة المحادثات بشأن الملف النووي الكوري الشمالي التي تشارك فيها ست دول هي فضلا عن الكوريتين، الولايات المتحدة والصين وروسيا واليابان. فبيونغ يانغ تقاطع المحادثات السداسية منذ سنتين ونصف.
وفي هذا الصدد يتساءل نولاند "اذا عاد الكوريون الشماليون الى طاولة المحادثات، فهل سيكونوا في موقع تفاوض او هل ستكون حكومتهم ضعيفة جدا لتتمكن من تقديم تنازلات؟".