النساء العراقيات يتطلعن لاستعادة مكانة محتها الحروب
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بغداد:تسعى النساء العراقيات الى استعادة مكانتهن التقليدية في العالم العربي بعد ان شهدت اوضاعهن تدهورا على مدى العقود الماضية وخصوصا السنوات التسع لوجود القوات الاميركية في البلاد.
وتقول النائبة ندى ابراهيم ان "التدهور في اوضاع المراة العراقية كان كبيرا".
وتوضح ان العراقيات دفعن "ثمنا باهظا" خصوصا في مجال التربية بسبب الصراع العسكري وانتشار الاسلحة في البلاد وتزايد نفوذ الميليشيات المسلحة وخصوصا الاسلامية منها.
اضافة الى ذلك، فان العراقيات عانين من مقتل ازواجهن او اصابتهم، وحتى اعتقالهم او انخراطهم في الجماعات المسلحة، ما جعلهن يؤدين ايضا دور رب العائلة.
وخلفت الحروب المستمرة التي شهدها العراق على مدى ثلاثة عقود نحو 1,5 مليون ارملة، علما ان معدل اعمار نصف المجتمع العراقي يبلغ حاليا اقل من 18 عاما.
وتقول منظمة هيومن رايتس التي تعني بحقوق الانسان ان العراقيات كن يتمتعن بظروف افضل مقارنة مع اوضاع النساء الاخريات في الشرق الاوسط قبل حرب الخليج عام 1991.
وبحسب المنظمة الدولية، فان حزب البعث اعتمد لدى وصوله الى الحكم عام 1968 اطارا قانونيا ينص على "تحسين وضع المراة في القطاعين العام والخاص".
واوضحت المنظمة ان هذا الاطار القانوني كان يحفظ المساواة، ويوفر صيغة للتعليم الاجباري ويشمل قوانين تصب في صالح المراة في مجالات العمل وايضا في حالات الطلاق.
وقضت حرب العام 1991 وسنوات الحصار التي تلتها على هذا الامتياز، قبل ان تشهد اوضاع النساء العراقيات تدهورا اضافيا بعد اجتياح العام 2003 عندما حاز المتشددون على ادور اكبر في السياسة والمجتمع، وفقا لهيومن رايتس ووتش.
وترى ابراهيم ان الاميركيين لم تنقصهم النوايا الايجابية تجاه المراة، الا انهم كانوا "عبارة عن غزاة" ومهمتهم الاساسية تقوم على ترسيخ "ديموقراطية معلبة لا تناسب العراق".
من جهتها تقول النائب صفية السهيل ان الاميركيين قاموا بخطوات ايجابية على ارض الواقع، الا ان مقاربتهم كانت خاطئة حيث انهم شجعوا على تهميش المراة في السياسة من خلال رفض دعمها في بداية مرحلة اعادة اعمار البلاد.
واوضحت "كانوا يتخوفون من ان مجتمعنا لن يقبل هذا الامر، علما ان العام 2003 كان التوقيت الانسب لنا، ولو بدانا العمل من ذلك الحين لكان للعراق اليوم رئيسة وزراء".
ووصفت قيام رئيس الوزراء نوري المالكي مؤخرا باستبعاد المراة من الوفد الذي رافقه في زيارته الاخيرة الى الولايات المتحدة، بانه "عار للعراق".
وترى من جهتها وزيرة شؤون المراةابتهال جاسم الزيدي ان "المراة العراقية عاشت صراعا وحروبا وارهابا، الا ان الوضع الامني بدا يتحسن اليوم في العراق، لذا فان وضع المراة سيتحسن ايضا".
وتضيف "اعتقد ان وزارتي الداخلية والدفاع قادرتان على حماية العراق والعراقيين في فترة ما بعد الانسحاب الاميركي" الذي اكتمال صباح الاحد بعد نحو تسع سنوات من اجتياح البلاد لاسقاط نظام صدام حسين.
وتعبر مستشارة برنامج الامم المتحدة الانمائي انو بوراي بدورها عن تفاؤل حيال وضع المراة العراقية، رغم الشكوك التي يلقيها الانسحاب الاميركي على استقرار الاوضاع في البلاد.
وتوضح ان "هناك امكانية لان يتصاعد العنف، الا ان هناك ايضا تفهما اضافيا للقانون وبان من يتعرض للمراة سيواجه عقوبة".
وتضيف ان "النساء بدورهن اصبحن اكثر تنظيما واكثر ادراكا لقدراتهن وواجباتهن".
وتخلص ندى ابراهيم الى القول ان "الاميركيين لم يقدموا شيئا للمراة عندما كانوا هنا. اعتقد ان الناشطات والمدافعين عن المراة سيغيرون الاوضاع، ومن خلال المراة العراقية ستتبدل الامور".