المعارك تدفع بالاف الصوماليين الى اللجوء الى اثيوبيا
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
دولو ادو: عندما اعلنت الامم المتحدة ان جنوب الصومال يشهد مجاعة الصيف الماضي، لم يشأ ابراهيم محمد وهو من مربيي الجمال الانضمام الى الذين غادروا منطقته أملا منه في وجود مساعدة وفضل البقاء لانقاذ مواشيه.
لكن عندما سرق منه متمردو حركة الشباب الاسلامية اخر جماله وامروه بالالتحاق بالميليشيا سلك مع عائلته طريق المنفى في اثيوبيا.
واوضح ابراهيم الجالس تحت شمس حارقة في مخيم دولو ادو جنوب اثيوبيا "هربت لانني ارفض ان يرغموني على حمل السلاح ومحاربة الحكومة".
ومثله فر اكثر من 300 صومالي من الجفاف واعمال العنف والجوع ولجاوا هذه السنة الى اثيوبيا وكينيا حسب الامم المتحدة.
وتدفع كثافة المعارك بين المتمردين من جهة وقوات الحكومة الانتقالية الصومالية وقوات السلام الافريقية من جهة اخرى بالالاف الاخرين ايضا الى المنفى.
وكان مخيم دولو ادو يحتضن نحو عشرين لاجئا يوميا قبل اسبوعين لكنهم الان يصلون بالمئاة.
وقال ابراهيم محمد "قررت الرحيل من اجل النجاة".
وقد توغلت القوات الحكومية مطلع تشرين الثاني/نوفمبر في منطقة باكول وهي من معاقل حركة الشباب. وقال "كنا نسمع دوي المعارك وسقوط القتلى".
وفر ابراهيم مع زوجته وابنائه الستة ليلا كي لا ينتبه اليه المتمردون وساروا ثلاثة ايام في اجواء من الحر الشديد باتجاه اثيوبيا حيث ينتظرون الان خياما وطعاما.
واعلنت الامم المتحدة ان ثلاثة مناطق صومالية ما زالت تعاني من المجاعة مقابل ستة الصيف الماضي.
لكن 250 الف شخص ما زالوا معرضين الى خطر الموت جوعا وقد طردت حركة الشباب مطلع كانون الاول/ديسمبر 16 منظمة انسانية من المناطق التي تسيطر عليها.
وسمح انتهاء موسم الامطار بتسهيل الرحلات وساهم في نزوح الصوماليين كما يرى الخبراء بينما زادت المعارك عند حدود الصومال وكينيا في صعوبة الوصول الى اكبر مخيم لاجئين في العالم مخيم دداب في شمال كينيا.
وتوقعت سيتوفاينين نيك يومهاريد المسؤولة في الامم المتحدة في مخيم دولو ادو وصول مزيد من النازحين الصوماليين خلال الاشهر القادمة، مؤكدة ان "الناس يئسوا واصبحوا عاجزين عن مواجهة الصعوبات بوسائلهم الخاصة".
وفتح مخيم لاجئين اضافي يضم 25 الف شخص في البلاد نهاية اب/اغسطس فامتلأ في ظرف ستة اسابيع.
كذلك فتح مخيم بور امينو في تشرين الثاني/نوفمبر لكن بناءه تاخر ما ارغم الاف اللاجئين على البقاء في اكتظاظ مركز انتقالي لاشهر عديدة.
وفي هذا المركز الذي ما زال اليوم يحتضن نحو ثمانية الاف لاجئ، اي ضعف ما كان يستطيع استقباله في البداية، واصل الوضع الصحي تدهوره باستمرار.
وقالت ابشيرو اسحقبول الجالسة تحت خيمة مرتجلة خارج المخيم وهي مستسلمة لقدرها "لسنا في حالة جيدة منذ وصولنا الى هنا، مرضنا لكن لا حل لدينا سوى البقاء هنا".
وبعد ان عانت من الجوع طيلة اشهر اضطرت الى الفرار مطلع كانون الاول/ديسمبر مع ابنها في سن الثالثة مع اندلاع المعارك في قريتها.
واوضحت بمرارة ان "الناس ليس لديهم شيء. الجفاف قتل تقريبا كل المواشي والشباب يصادرون المزارع بالقوة".