أخبار

تطرف المستوطنين بالضفة الغربية يثير قلق إسرائيل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

أشرف أبوجلالة من القاهرة: قبل سبعة أشهر، وخلال الساعات الأولى من صباح يوم الثلاثين من شهر أيار/ مايو الماضي، دخل مستوطنون يهود كانوا يزرون قبر يوسف في نابلس في الضفة الغربية الفلسطينية، في مباراة تدافع مع جنود تابعين لجيش الدفاع الإسرائيلي مكلفين بحمايتهم.

من صِدام سابق بين مستوطنين وقوات جيش الدفاع الإسرائيلي

وفي غضون دقائق، تصاعدت المواجهة، وتعرّض العديد من الجنود للَّكم من جانب المتعبدين اليهود، وانهالت الأحجار عليهم من مستوطنين، كانوا يعتلون قمة القبر. وكانت تلك الواقعة، التي شوهدت لها تسجيلات مصورة على موقع يوتيوب، من بين الوقائع الأولى في سلسلة متزايدة من المواجهات بين المستوطنين والجيش الإسرائيلي - وقد تسببت في حدوث حالة من الصدمة داخل المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.

وهو ما جعل القائد في الجيش الإسرائيلي، يوآف مردخاي، يصف المستوطنين بـ "الخارجين على القانون غير المسؤولين"، موضحاً أنه قد تم نشر قوات جيش الدفاع الإسرائيلي في الضفة الغربية من أجل حماية المستوطنين من الإرهابيين. وكانت رسالته واضحة، وهي أن مواجهة المستوطنين قد عرَّضت حياة جنوده للخطر.

في هذا الصدد قالت اليوم مجلة فورين بوليسي الأميركية إن تعليقات مردخاي هذه لابد وأنها قد أثارت ابتسامات ساخرة لدى القرويين الفلسطينيين المقيمين بالقرب من نابلس، الذين تعرّضت بساتين الزيتون الخاصة بهم للحرق، وتم تدنيس مساجدهم من قبل المستوطنين أنفسهم، فقاموا بمهاجمة كتيبة جيش الدفاع الإسرائيلي.

بيد أن المجلة أوضحت أن واقعة قبر يوسف هذه لم تكن إلا البداية، حيث دخل هؤلاء المستوطنون بعد ذلك (على مدار شهري تموز/ يوليو وآب/ أغسطس) في سلسلة من المواجهات مع وحدة جيش الدفاع الإسرائيلي. ثم لفتت المجلة إلى تزايد تلك المواجهات خلال الأسابيع الأخيرة، ما أثار حالة من القلق داخل المؤسسة العسكرية.

وفي الوقت الذي لم يخرج فيه مسؤول إسرائيلي بارز منتخب ليقول إن برنامج توسيع الاستيطان بحاجة إلى أن يعاد فيه النظر، فإن وجهة النظر هي تلك المتعلقة بموضوع انعكاسات الصوت الخفيض في كل أنحاء الدولة اليهودية. فبعد هذا كله، يعتبر الهدف غير المعلن من وراء المشروع الاستيطاني الوطني هو وضع العراقيل في طريق المطالبات الوطنية الفلسطينية - وليس إحداث صراع داخلي كريه وناشئ.

والآن، وإذا استمرت المواجهات تحديداً في التصاعد، فسيتعين على المسؤولين الإسرائيليين أن يسألوا أنفسهم ما إن كان من الحكمة الاستمرار في برنامج، يوفر طابورًا معادلاً للطابور الخامس الفلسطيني. وقال أخيرًا أحد ضباط جيش الدفاع الإسرائيلي المحنكين، معلقاً على واقعة نابلس: "لا أريد أن أبالغ، لكن الوقت حان لنحدد ما حدث. فقد يكون ذلك بمثابة الخبر في أميركا، لكنه ليس سرّاً في إسرائيل. فهذه مشكلة حقيقية للغاية. وما لدينا هنا هو ولادة دولة داخل دولة. ولادة نوع من حزب الله اليهودي".

وأضاف هذا الضابط المتقاعد: "ما يتضح في الضفة الغربية هو أن هناك حلاً يعني بإقامة ثلاث دول، هي: إسرائيل والسلطة الفلسطينية ودولة تقف بينهما عبارة عن دولة للمستوطنين المتطرفين". وقال كذلك يهودا شاؤول، وهو أحد منظمي جماعة "كسر حاجز الصمت"، المكونة من مجموعة من جنود جيش الدفاع الإسرائيلي، والملتزمة بنشر واقع أن تكون جندياً إسرائيلياً في الضفة الغربية "يتواجد الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية للسيطرة على عشرات الآلاف من الفلسطينيين. لكنه يواجه المشكلة نفسها في ما يتعلق بالسيطرة على المستوطنين. وهذه مفارقة".

ولفت شاؤول كذلك إلى أن جيش الدفاع الإسرائيلي يتواجد في الضفة الغربية بغية حماية المستوطنين، وليس الفلسطينيين، وأضاف "إذا هاجم المستوطنون الفلسطينيين، فهذه ليست مشكلتنا. لأن المسألة حينها تصبح ذات صلة بقوات الشرطة".

وتابعت المجلة الأميركية بتأكيدها على أن تلك النوعية من الحوادث، التي لم يتم الإعلان عن العشرات منها في الضفة الغربية على مدار العام الماضي، قد وصلت إلى ذروتها خلال الآونة الأخيرة. هذا وقد قام أخيرًا وزير الدفاع الإسرائيلي، إيهود باراك، بتعيين القائد، نيتسان ألون، ليشغل منصب القائد الجديد للقيادة المركزية في جيش الدفاع الإسرائيلي - وتكليفه بمهمة الإشراف على الضفة الغربية. وبالنسبة إلى إسرائيل، فإن المشكلات الناشئة في الضفة الغربية تقدم تحدياً مزدوجاً: هو إخماد تطرف المستوطنين، وفي الوقت نفسه ضمان استمرار الانضباط من جانب الجيش الإسرائيلي.

هذا وقد بدأ يحذر الجيش الإسرائيلي قادته من أنهم قد يتعرّضون للرصاص الحي من جانب المستوطنين المعترضين على تفكيك البؤر الاستيطانية بالقرب من نابلس. ورسمت الانتقادات اللاذعة المتبادلة الخط في إسرائيل بين حكومة تدعم المستوطنات، باعتبارها مشروعًا سياسيًا، وأولئك الذين ينظرون إليها باعتبارها دعوة دينية تعويضية. وبدأ يشعر الجيش بأنه محاصر في منتصف هذا الصراع، في الوقت الذي يتحدث فيه الجنود عن أن وقتهم في الضفة الغربية سيخصص لحماية الإسرائيليين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف