انهيار اتفاق أمني بين الولايات المتحدة وحركة طالبان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أشرف أبوجلالة من القاهرة: كجزء من مساعيها المتسارعة إلى إنهاء العمليات القتالية التي تخوضها منذ سنوات في أفغانستان، توصلت خلال الشهر الماضي إدارة الرئيس الأميركي، باراك أوباما، إلى اتفاق مبدئي مع مفاوضين ممثلين لحركة طالبان، تضمن على نقل خمسة مواطنين أفغان من معتقل غوانتانامو، ونبذ حركة طالبان بشكل علني من قائمة الإرهاب الدولي.
أوصى الاتفاق بأن يتم نقل المساجين إلى مقار يخضعون فيها للإقامة الجبرية في قطر، حيث تخطط طالبان لافتتاح مكتب تابع لها هناك، إضافة إلى إجراءات أخرى، ينتظر أن يقوم بها كلا الجانبين، وفقاً لما ذكره مسؤولون أميركيون وأوروبيون، خاضوا نقاشات بشأن المفاوضات الحساسة ورفضوا الإفصاح عن هوياتهم.
إلى الآن، لم يغادر سجين واحد المعتقل، مع تحول المساومة إلى صفقة أكبر. وقال مسؤولون إن تلك الصفقة كانت الأقرب إلى التوقيع، مع توصل الطرفين إلى مفاوضات سلام حقيقية، بعد مرور ما يقرب من عام من المفاوضات. وأوضحوا أن الاتفاق انهار في نهاية المطاف بعدما اعترض على بنوده الرئيس الأفغاني حامد كرزاي.
نقلت في هذا الصدد اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية عن مسؤول بارز في الإدارة الأميركية، قوله:" لقد توقفت الأشياء في الوقت الراهن. والجميع يأخذون نفساً عميقاً". فيما يتوقع أن تعود الاتصالات مع حركة طالبان مع بداية العام الجديد.
وتابعت الصحيفة بقولها إن المفاوضات جاءت لتعكس تغيراً ملحوظاً على مدار العام المنقضي، فيما تعتقد الإدارة أنه أمر مقبول، وممكن إنجازه في أفغانستان، بعيداً عن الهدف الأساسي المتعلق بالقضاء على تنظيم القاعدة، والاحتمالية التي تتحدث عن أن التنظيم من الممكن أن يعاود التواجد مرة أخرى في أفغانستان.
هذا وقد ساعدت عوامل عدة، من بينها خيبة الأمل بحكومتي أفغانستان وباكستان، والضغوط الاقتصادية والسياسية داخلياً، والتعب والجهد الذي تم بذله على مدار عِقد من الزمان، على خفض سقف التوقعات، وذلك بالاتساق مع تحرك الولايات المتحدة والدول الحليفة لها صوب الانسحاب المقرر لكل القوات الأجنبية بحلول عام 2014.
وقال مسؤول آخر من داخل الإدارة الأميركية "نحن لا نبحث عن السعادة القصوى. ونحن متفائلون للغاية بأن مستقبلاً جيداً بما فيه الكفاية ينتظر أفغانستان. وهذا هو إطار العمل بالنسبة إلى مناقشات الإستراتيجية الحالية. ولهذا نحن جادون بشأن المصالحة".
ورأى قادة أميركيون أن اهتمام طالبان بالمحادثات نابع من مكاسب التحالف داخل ساحة القتال. وربما يعتقد قادة طالبان أن التسوية السياسية ستضعهم في مكانة أفضل الآن بالنسبة إلى الصراعات المستقبلية، التي قد تحدث في أعقاب انسحاب القوات.
مضت الصحيفة تقول إن الاتفاقات قصيرة الأجل مع المسلحين، مثل إقامة مناطق يحظر فيها إطلاق النار، قد تؤثر على القرارات المتعلقة بتوقيت نقل المناطق لتصبح تحت تصرف السلطات الأفغانية. فيما قال في الأسبوع الماضي الجنرال جون ألين، قائد القوات الأميركية وقوات الناتو في أفغانستان، إن وتيرة الانسحاب بعد أيلول/ سبتمبر لن تُحَدَّد إلا بعد أن يكمل مساعدوه نقاشاً مبني على إستراتيجية، يجري الآن، ويتلقى أوامر محددة من جانب أوباما. غير أن ألين أوضح أن مهمة القوات قد تغيرت بالفعل بصورة تدريجية من عمليات مكافحة التمرد إلى القيام بدور استشاري.
وأضاف أحد مسؤولي إدارة أوباما "ننظر إلى المصالحة في الوقت الراهن باعتبارها الجزء الأكثر أهمية في جهودنا. وهذا جانب متشابك مع كل الأشياء الأخرى التي نقوم بها، وبخاصة العناصر العسكرية".
ثم مضت الصحيفة تتحدث عن حالة التعثر التي بدأت تشهدها الصفقة، بعد إعراب محامين أميركيين عن قلقهم بشأن التفاصيل، حتى رفضت الولايات المتحدة بعد ذلك الإفراج عن المساجين، ولم يكن أي من الطرفين راضياً عن نقلهم إلى أحد السجون الأفغانية.
ورغم إعلان قطر عن موافقتها على الإشراف على هؤلاء المساجين بعد وضعهم قيد الإقامة الجبرية، إلا أن كرزاي رفض في اللحظات الأخيرة التوقيع على الصفقة. ونقلت الصحيفة في الختام عن مسؤول أوروبي، قوله "أثناء المفاوضات، لعبت أطراف مختلفة الجزء المختلف في أوقات مختلفة. وفي الوقت الراهن، كان كرزاي هو من قام بذلك".