انفجار وإطلاق نار في نيجيريا يزيدان من مخاوف العنف الطائفي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
لاغوس: قتلت طفلة في الثالثة ووالداها من قرية مسيحية في وسط نيجيريا، بينما القى مهاجمون قنبلة على مدرسة قرآنية، ما اسفر عن إصابة ستة اطفال واحد الراشدين، حسبما قالت الشرطة الاربعاء إثر هجمات عيد الميلاد، ما يثير مخاوف من اشتباكات طائفية.
في تلك الاثناء، نزح نحو 90 الف شخص في مدينة داماتورو في شمال شرق نيجيريا، بعد اشتباكات بين جماعة بوكو حرام الإسلامية وقوات الامن في الاسبوع الماضي، بينما هرع المسؤولون لتقديم إغاثة للمشردين.
وكانت التفجيرات، التي استهدفت مواقع عدة، تزامنًا مع عيد الميلاد، اسفرت عن مقتل 40 شخصا، وكان اعنفها انفجار خارج كنيسة قرب العاصمة الادارية ابوجا مع انتهاء قداس الميلاد، واتهمت بوكو حرام بالمسؤولية عن تلك الهجمات.
ويسعى الزعماء النيجيريون إلى تهدئة التوترات، خشية ان تؤدي هجمات عيد الميلاد الى اشتباكات طائفية في اكبر دول افريقيا من حيث عدد السكان والبلد المنتج للنفط المقسم بين شمال إسلامي وجنوب ذي غالبية مسيحية.
وقال متحدث حكومي وسكان محليون ان مسلحين قتلوا بالرصاص طفلة في الثالثة ووالديها قرب مدينة جوس في الحزام الاوسط المضطرب بالبلاد.
وقال ايوبا بارو المتحدث باسم ولاية بلاتو لفرانس برس "تأكد مقتل ثلاثة اشخاص - هم رجل وزوجته وابنتهما - في القرية. تعرضوا للهجوم ليلاً وهم نيام".
ونقل بارو عن سكان قرية اووك ذات الغالبية المسيحية قولهم ان المهاجمين الذين نفذوا هجومهم ليل الثلاثاء/الاربعاء يشتبه في انهم من قبائل الفولاني المجموعة العرقية المسلمة، التي اتهمت بالمسؤولية عن هجمات سابقة على القرية. والقرية التي تبعد 20 كيلومترا خارج جوس عاصمة ولاية بلاتو، تنتمي إلى عرق البيروم المسيحي.
وقالت شقيقة القتيلة "كنت في القرية المجاورة حينما استدعوني ليقولوا لي إن أختي قتلت، هي وزوجها وطفلتهما في الثالثة، بالرصاص وطعنًا في غرف نومهم"، بينما نجا الشقيق الأصغر للزوج بعدما قفز من النافذة.
كما لم تتضح الجهة المسؤولة عن الهجوم على المدرسة الإسلامية في ولاية الدلتا الواقعة في منطقة دلتا النيجر المنتجة للنفط في جنوب البلاد. وبينما وقعت عشرات الانفجارات في الولاية في السنوات الاخيرة، فقد كانت تستهدف غالبًا المنشآت النفطية ولم تتخذ طابعًا طائفيًَا.
وقال تشارلز موكا المتحدث باسم الشرطة انه "جرى القاء عبوة ناسفة ضعيفة بدائية الصنع على مدرسة عربية في سابيلي في العاشرة مساء امس". واضاف المتحدث "القيت القنبلة من سيارة مجهولة.. اصيب ستة اطفال وراشد، ويتلقون العلاج في المستشفى".
وقال المتحدث ان الاطفال بين الخامسة والثامنة من اعمارهم، وكانوا في المدرسة، التي تعلم القرآن واللغة العربية. واضاف موكا ان الشرطة طوقت المنطقة المحيطة بالمدرسة التي تضم نحو 50 تلميذا.
وقد حثّ الزعماء المسيحيون السلطات على التحرك ضد العنف المتزايد لبوكو حرام، مع الإحباط البالغ جراء ما يبدو عجزًا من جانب السلطات عن وقف الهجمات رغم الحملات العسكرية الشديدة.
وحذر زعيم مسيحي في شمال نيجيريا من احتمال اندلاع "حرب دينية" اذا لم يتم معالجة المشكلة، وحثّ في الوقت عينه المسيحيين على عدم الانتقام.
والتقى زعيم إسلامي بارز في البلاد بالرئيس غودلاك جوناثان الثلاثاء على خلفية هجمات عيد الميلاد، وصرح لاحقا ان العنف لا يؤشر إلى صراع ديني.
وقال سلطان سوكوتو محمد سعد ابو بكر للصحافيين بعد اللقاء الذي استمر ساعة ونصف ساعة "اود ان اطمئن كل النيجيريين الى انه ليس هناك صراع بين المسلمين والمسيحيين، ولا بين الاسلام والمسيحية، بل هو صراع بين اشرار واخيار، والاخيار اكثر من الاشرار، ومن ثم يتعين ان يوحد الاخيار جهودهم لهزيمة الاشرار، وهذه هي الرسالة".
ولم يتحدث جوناثان عقب الاجتماع، غير ان مستشاره للامن القومي حثّ المسيحيين على عدم الرد على هجمات عيد الميلاد. وقال اوويي ازازي "نحن نيجيريون، ولا ارى اي صراع كبير بين المجتمع المسيحي والمجتمع المسلم".
وتابع "الانتقام ليس الحل، لانك إن انتقمت، فعند أي حد سيتوقف الأمر؟ لا بد لنيجيريا ان تبقى كبلد" موحد. يذكر ان اعمال عنف كانت مستمرة قبل تفجيرات عيد الميلاد، خاصة في مدن داماتورو وبوتيسكوم ومايدوغوري في شمال شرق البلاد، والقسم الاكبر من العنف يعزى إلى الجماعة الاسلامية في الشمال الشرقي.
وكان العشرات قتلوا عشية الميلاد في العام الماضي في جوس في تفجيرات متعددة، اعلنت بوكو حرام مسؤوليتها عنها، فضلاً عن اشتباكات لاحقة.
كما شهد شمال نيجريا عشرات التفجيرات والهجمات بالرصاص المتهمة بها الجماعة، التي اعلنت أيضًا مسؤوليتها عن تفجير انتحاري لمقر الامم المتحدة في ابوجا في اب/اغسطس، ما اسفر عن مصرع 24 شخصًا.
وفي داماتورو، نزح عدد يقدر بتسعين الف شخص، حسبما قال مسؤول اغاثة، بينما قال مصدر امني وجماعة حقوقية في وقت سابق انه يخشى ان يصل عدد القتلى الى مئة شخص.
وقال ابراهيم فارينلويي من الهيئة الوطنية للكوارث "بعض المشردين فقدوا منازلهم، بينما فرّ آخرون طلبًا للامن.. نصحنا الفارين بعدم التوجه الى مخيمات مؤقتة لاسباب امنية، ومن ثم لجأ معظمهم الى ببيوت اصدقاء واقارب في المدينة والقرى المجاورة".
وامكن مشاهدة مئات السكان يسعون إلى الفرار من المدينة عقب الاشتباكات وهجمات عيد الميلاد في داماتورو، حيث اصطفوا بانتظار الحافلات وسيارات الاجرة. وخلا وسط المدينة من الحركة المعتادة، بينما انتشر جنود مسلحون يقومون بدوريات.