أخبار

غينيا- بيساو تسعى الى الاستقرار وسط تشابك السياسة والعسكرة

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

وصف خبراء هجوم 26 كانون الأول (ديسمبر) الذي وقع في غينيا - بيساو بالمحاولة الانقلابية، في بلد يسعى الى الاستقرار منذ أعوام.

دكار: يرى عدد من الخبراء ان هجوم 26 كانون الاول/ديسمبر في غينيا- بيساو الذي قدمته الحكومة على انه محاولة انقلابية، يمزج بين السياسة والعسكرة وهي معضلة دائمة في هذا البلد الذي يسعى الى الاستقرار منذ 37 عاما بدون وسائل كبيرة وما يزيد الوضع تفاقما مشكلة تهريب المخدرات.

فعندما هاجم مسلحون مقر رئاسة الاركان ووحدتين من الجيش في بيساو "كانت محاولة لتغيير الوضع في البلاد سياسيا وعسكريا"، كما قال الباحث مامادو جاو من المعهد الوطني للابحاث والدراسات في اتصال هاتفي في بيساو.

وهذه الفرضية تحدث عنها الجيش بنفسه عندما اعلن احباط الهجوم وتوقيف عدد من الضباط بينهم قائد البحرية الاميرال جوزيه اميريكو بوبو نا تشوتو الدماغ المدبر للمخطط.

وتحدثت الحكومة عن "محاولة انقلاب" فيما رأي مراقبون انها تصفية حسابات بسبب الخصومات المعروفة بين قادة عسكريين و/او مسؤولين سياسيين. وكل ذلك في غياب رئيس الدولة ملام باكاي سانها الذي يتلقى العلاج في فرنسا.

ولفت فانسان فوشيه الباحث في مجموعة الازمات الدولية، المنظمة غير الحكومية، مقرها في دكار، الى "انه من الصعب دوما التمييز بين السياسة والعسكرة" في هذه المستعمرة البرتغالية السابقة التي تعد 1,5 مليون نسمة والتي نالت استقلالها في 1974 بعد كفاح مسلح.

واضاف "ويتم التوجه مع ذلك نحو بعد سياسي لان هناك نائبا على الاقل يعتبر مرتبطا بالعسكريين" المتمردين.

وهذا البرلماني ويدعى روبرتو كاشو عضو في الحزب الحاكم لكنه معروف بمعارضته داخل حزبه لرئيس الوزراء كارلوس غوميز.

وبحسب مصادر عسكرية، فانه من السياسيين الملاحقين في الوقت نفسه مع المتمردين. ومطاردة المشبوهين تميزت باعمال عنف ادت الى سقوط قتيلين على الاقل احدهما قائد للشرطة قتل فيما كان يستسلم للسلطات بحسب بعض الشهادات.

ويعتبر كثيرون من الموقوفين من الموالين السابقين للرئيس جواو برناردو فييرا الذي قتله جنود في 2009 كما قال فوشيه.

وقال بابكر جوستين نديايي المحلل السنغالي المعروف بالمامه بشؤون البلاد ان "الجيش يشغل مكانة مركزية في الحياة السياسية في غينيا-بيساو، فهو العمود الفقري للبلاد وهو الذي يلعب عمليا الادوار ويوزعها في آن"، لكن "الدولة والحزب الحاكم والجيش الكل يتشابك (...) ومراكز القرار متعددة وفي تنافس دائم".

وقد انطبع تاريخ غينيا بيساو بالانقلابات العسكرية وحركات التمرد واعمال العنف. وما زاد من اضطراب الوضع تأثير ظاهرة تهريب المخدرات في السنوات الاخيرة على الاقتصاد الهش في هذا البلد الذي اصبح منطقة عبور للمخدرات بين اميركا الجنوبية واوروبا.

ولفتت مجموعة الازمات الدولية في تقرير في كانون الثاني/يناير 2009 الى ان "العسكريين المتورطين في تهريب المخدرات منظمون ومسلحون ويفلتون في الوقت الحالي من نظام قضائي في غاية الضعف". ومنذ 2010 تعتبر الولايات المتحدة بوبو نا تشوتو من "اسياد المخدرات".

وبعد الهجوم عاد الوضع الى "طبيعته" على الارض "لكن المشكلات الحقيقية ما زالت قائمة. والمشكلات كثيرة ومنها اصلاح الجيش"، كما قال رئيس مفوضية الاتحاد الافريقي جان بينغ في ختام زيارة الاربعاء الى بيساو.

والاصلاح المنشود سيؤدي خصوصا الى خفض عديد القوات الدفاعية والامنية من حوالى 10 الاف الى 3400 بحسب تقديرات عسكرية.

وقال مامادوجاو في هذا الصدد "انه التحدي الاكبر امام غينيا-بيساو" التي لم تنجح رغم محاولات سابقة في "تحويل المقاتلين في حرب التحرير الوطني الى قوة مسلحة جمهورية".

وراى فانسان فوشيه "انه حل، لكنه ايضا من الامور التي تثير توترات ومخاوف في بيساو لدى قسم من العسكريين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف