تشابك بالايدي بين الموالين لمبارك والمتظاهرين في ميدان التحرير
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
القاهرة: بدأ تشابك بالايدي بعد ظهر الثلاثاء بين الموالين للرئيس حسني مبارك والمتظاهرين الذين يطالبون باسقاطه في ميدان التحرير حيث يرابط المحتجون لليوم التاسع على التوالي، بحسب صحفي من وكالة فرانس برس.
وقالت ثلاثة حركات احتجاجية تشارك في التظاهرات المطالبة باسقاط حسني مبارك في بيان ان "عناصر من الامن بملابس مدنية وعددا من البلطجية" اقتحموا ميدان التحرير "لترويع المتظاهرين" بهدف "اظهار ان الشعب المصري منقسم".
ونزل الاربعاء المدافعون عن حسني مبارك الاربعاء الى شوارع القاهرة للمرة الاولى منذ بدء التظاهرات المضادة للرئيس المصري في اختبار قوة، كاد يتحول الى صدامات لولا تدخل الجيش للفصل بين المجموعات المتنافرة.
وفي حين لا يزال المطالبون باسقاط الرئيس يحتلون ميدان التحرير الرئيسي في قلب القاهرة، اختار المدافعون عن الرئيس وانصاره ميدان مصطفى محمود في حي المهندسين مكانا لتجمعهم. وقد نجحوا في حشد نحو عشرة الاف شخص فيه عند الظهر.
وبين الساحتين سارت مجموعات تضم الواحدة عشرات وهي تحمل الاعلام المصرية، متوجهة اما الى ساحة المعارضين او الى ساحة الموالين. وخالد العوضي (35 عاما) لاعب سابق في منتخب مصر لكرة اليد كان يقف مع مجموعة من الشبان في ميدان مصطفى محمود.
وقال لفرانس برس "هذا هو الشعب المصري، لقد قرر (الرئيس) الرحيل لماذا يريدون اهانته؟". واعتلت الممثلة امل رزق سيارة وبدأت بالهتاف تأييدا للرئيس المصري مثيرة حماسة مئات الاشخاص الذين تجمعوا حولها.
وقالت لفرانس برس "الريس والدنا هو الذي ربانا وهو صاحب الانجازات الكبيرة ولن نتخلى عنه". ونالت قناة الجزيرة نصيبا وافرا من تهجمات المشاركين. وكان الشعار الاكثر حماسا ضدها يقول "الجزيرة فين الشعب المصري اهو".
المحاسب محمد عباس مصطفى (26 عاما) شن هجوما على الاخوان المسلمين معتبرا انهم يقفون وراء تحرك المحتجين وانهم يحاولون السيطرة على الحكم. وقال "الاخوان يريدون تحويلنا الى افغانستان ثانية بجلابيب وتخلف، انهم الاخوان المنافقون والاسلام بريء منهم".
ويؤكد المشاركون في هذه التظاهرة انهم سيبقون في هذا الميدان وينتظرون وصول المزيد من المتظاهرين. والاحتكاك الوحيد بين الطرفين حصل امام حاجز الجيش عند كوبرى قصر النيل امام مدخل ميدان التحرير. فقد تقدم نحو خمسين شخصا من مؤيدي مبارك، حسبما نقل مراسل فرانس برس الى امام الحاجز واغلقوا مدخله نحو الساعة العاشرة (الثامنة تغ) مانعين المعارضين من الدخول الى الميدان.
وحصل تدافع مرارا بين انصار الفريقين كاد يتحول الى مواجهات لولا تدخل عناصر الجيش للفصل بينهم. نوال سيدة محجبة في الاربعين وقفت امام حاجز الجيش وبدات بالصراخ باتجاه المتجمعين داخل ميدان التحرير "انتم تخربون مصر". وهتفت "بالروح بالدم نفديك يا مبارك".
الا ان هذا الامر لم يردع المعارضين بل واصلوا التدفق بالمئات الى الساحة من مدخل جانبي متجنبين حمل اللافتات لعدم الاصطدام بانصار مبارك. داخل ميدان التحرير وقف عبد الحكيم علي (30 سنة) مهندس الالكترونيات ملتفا بعلم مصر يتابع من بعيد انصار مبارك. وقال لفرانس برس "انهم قلة. همهم احداث البلبلة على مدخل الميدان لمنع المحتجين من الدخول".
واضاف "انهم يريدون احداث صدام ليتدخل الجيش ويخرج الجميع من الشارع" مؤكدا ان المحتجين في ميدان التحرير سيبقون في المكان حتى رحيل مبارك.
من جهته بدا احمد سلمي (25 سنة) خريج كلية اصول الدين من جامعة الازهر الذي وقف قرب حاجز الجيش بين الفريقين.
وقال لفرانس برس "كنت اشارك مع المحتجين الا ان ما قاله الرئيس قد يكفي فقد اكد انه راحل بعد ستة اشهر" رافضا مبدأ "طرد من حارب اسرائيل عام 1973" في اشارة الى تسلم مبارك قيادة القوات الجوية خلال حرب عام 1973.
وكان الرئيس مبارك اعلن ليل الثلاثاء الاربعاء انه لن يترشح لولاية ثانية وطلب من مجلسي النواب والشورى العمل على تعديل مواد الدستور التي تحد كثيرا من امكانيات الترشح، واعدا بانتخابات حرة وب"انتقال سلمي للسلطة" بنهاية ولايته الصيف المقبل.
وسارع المتجمعون في ميدان التحرير مساء الثلاثاء الى رفض العرض مصرين على ضرورة رحيله على الفور. وامام هذا التطور في الشارع دعت القوات المسلحة "المتظاهرين للعودة الى ديارهم من اجل توفير الامن واستعادة الاستقرار في الشارع".
وقال بيان القوات المسلحة ان "القوات المسلحة تناديكم ليس بسلطان القوة ولكن برغبة فى حب مصر. انتم بدأتم الخروج للتعبير عن مطالبكم وانتم القادرون على اعادة الحياة الطبيعية لمصر".
واضاف متوجها الى المتظاهرين "رسالتكم وصلت ومطالبكم عرفت، ونحن ساهرون على تأمين الوطن من اجلكم انتم شعب مصر الكريم" . وكان الجيش وهو عماد النظام في مصر، اقر مساء الاثنين "بمشروعية مطالب الشعب" مؤكدا انه "لم ولن يلجأ الى استخدام القوة ضد الشعب".
ولم يتضح حتى الان اذا كان بيان الجيش المصري الجديد يعني انه سيقوم بالتدخل لتفريق المتظاهرين.