عزيز ميلاد رجل اعمال تونسي تعاطى مع أقارب بن علي

تونس: عزيز ميلاد الذي اثار كرمه مع وزيرة الخارجية الفرنسية فضيحة في باريس، هو رجل اعمال تونسي جمع ثروته عبر الاستثمار في قطاعي الفنادق والطيران قبل تولي زين العابدين بن علي السلطة، لكنه تعاطى بالتاكيد مع اقارب بن علي.

وقد اتهمت ميشال اليو ماري باستخدام طائرة خاصة يملكها عزيز ميلاد نقلتها من تونس الى طبرقة لقضاء عطلة عائلية في فندق يملكه ايضا هذا الرجل في نهاية 2010.

وأوضحت شركة الطيران نوفيل اير الخاصة التي يملكها ميلاد في بيان الاربعاء ان رجل الاعمال "دعا اسرة اليو ماري الى مرافقته الى طبرقة" المدينة السياحية التي تقع في الشمال الغربي التونسي وذلك "على متن طائرة خاصة تابعة للشركة".

وأضاف البيان ان ميلاد "رجل اعمال معروف جيدا في تونس بنزاهته ونظافته" موضحا ان "افراد اسرة اليو ماري هم اصدقاء قدامى" لعزيز ميلاد.

وعزيز ميلاد السبعيني، كان بدأ حياته يعمل في بيع السجاد ثم في مهن صغيرة قبل ان يؤسس امبراطوريته.

وغادر باكرا القيروان (وسط) المدينة التي ولد فيها ليتجه الى المنطقة السياحية في الضاحية الشمالية للعاصمة ثم الى مدينة نيس في جنوب فرنسا حيث درس في مدرسة للفنادق.

ولدى عودته الى تونس اسس في 1968 وكالة سياحة شكلت حجر الاساس لما سيصبح "تونيجيا ترافل سيرفس- تي تي اس"، عملاق صناعة السياحة التونسية.

وقال ميلاد في شباط/فبراير 2010 لمجلة "لو افريك" "اتحدر من وسط متواضع، لقد اخترت ان اعيد استثمار ارباح كل شركاتي لاحداث فرص عمل".

وتسوق تي تي اس حاليا لدى كبريات وكالات السفر الاوروبية نحو 20 بالمئة من طاقة الاستيعاب في الفنادق التونسية (اكثر من 200 الف سرير واكثر من 800 فندق) وخصوصا لدى توماس كوك ثاني اكبر وكالة اسفار اوروبية، بحسب الصحافة الاقتصادية التونسية.

وفي نهاية ثمانينات القرن الماضي، بدأ عزيز ميلاد الاستثمار في قطاع الطيران واسس شركة اير ليبرتي المتفرعة من الشركة الفرنسية التي تحمل الاسم نفسه قبل ان تصبح لاحقا نوفيل اير (تابعة لمجموعة تي تي اس).

وفي 2003 جذبت شركته المزدهرة بلحسن الطرابلسي شقيق زوجة بن علي الذي كان يسعى لاحتواء اي منافسة تهدد شركته للطيران كارتاغو ايرلاينز.

وفي كانون الاول/ديسمبر 2009 اشترى بلحسن الطرابلسي 21 بالمئة من اسهم نوفيل اير التي دمج شركته بها. والامر الغريب الذي حصل حينها ان ميلاد الذي يملك 79 بالمئة من اسهم الشركة تخلى عن منصب رئاسة مجلس ادارتها لصهر بن علي.

واعتبر اصدقاء قدامى لميلاد هذا الامر تنازلا ضروريا للنظام "للحفاظ على المصالح".

في المقابل، اتهم منافسون لعزيز ميلاد الاخير بانه "كان متورطا مع المجموعة التي كانت تنهب البلاد" وذكروا في هذا السياق بانه كان مسؤولا في الحملة الانتخابية للرئيس المخلوع بن علي في 2004 وكان من اول الموقعين على لائحة مطالبته بالترشح لانتخابات 2014.

واستعاد عزيز ميلاد منصب رئاسة مجلس ادارة شركة نوفيل اير في 28 كانون الثاني/يناير بعد فرار بلحسن الطرابلسي الى كندا بعد اسبوعين من سقوط نظام بن علي.

ولعزيز ميلاد العديد من الشركات الاخرى العاملة في قطاعات الصناعة والزراعة والمعلوماتية.