كيف يقارب أوباما الأزمة المصرية؟
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
فيما لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث في شوارع مصر، فإن أوباما يخطط للتمسك بخارطة طريق وضعها عند زيارته للقاهرة قبل عامين.
كتبت مجلة التايم الأميركية مقالا حللت فيه موقف الإدارة الأميركية من الانتفاضة التي تشهدها مصر، فتوقفت عند لافتة كانت مرفوعة وسط ميدان التحرير وترجمتها بالإنكليزية: "نعم نحن أيضا نستطيع".
وبدت كأنها رسالة موجهة لباراك أوباما الذي إستعمل شعارا مماثلا خلال فترة الانتخابات الرئاسية الأميركية الأخيرة. كذلك كانت رسالة من المرجح أن يحبها أوباما.
فبصفته رئيسا قال ليلة الثلاثاء الماضي في تصريح قرأه من "الردهة الكبيرة" داخل البيت الأبيض والمجاورة لسكنه العائلي: "ستستمر الولايات المتحدة في وقوفها إلى جانب الديمقراطية والحقوق المشتركة التي يستحقها كل البشر في مصر وشتى أنحاء العالم".
ونقلت مجلة التايم عن مسؤولين في البيت الأبيض أن هناك مبدأين متعارضين يحكمان تفكير أوباما، وقد عبر عنهما في خطابه الذي ألقاه في القاهرة عام 2009.
الاول هو أن الولايات المتحدة ستستمر في الترويج للقيم الديمقراطية باعتبارها حقوقا لكل البشر. والثاني هو أن الولايات المتحدة لا تريد فرض أي شكل من الحكم أو شكل من الحكام على أي بلد أجنبي. وقال أوباما في خطابه ذلك: "يجب عدم فرض أي نظام حكم من قبل أمة ما على امة أخرى".
أما القوة الثالثة التي تحرك أوباما، حسبما ترى التايم، فهي المصالح البراغماتية للولايات المتحدة في وجود شريك مستقر في الشرق الأوسط، لمنع مصر من التحول إلى ملجأ للتطرف وللحفاظ على السلام المهزوز بين إسرائيل وجاراتها، ولإبقاء قناة السويس مفتوحة وآمنة بين الطرفين. لذلك فإن المجلة ترى أحداث الأسبوع الماضي في مصر باعتبارها دافعا للولايات المتحدة كي يتعامل مع هذه المبادئ الثلاثة المتعارضة.
وفي خطابه الأخير: "حال الأمة" الذي القاه أوباما الأسبوع الماضي تجنب الرئيس الأميركي أن ينوه صراحة الى الانتفاضة المصرية التي كانت قد بدأت. وبدلا من ذلك لمّح إلى النزاع قائلا إن الولايات المتحدة دعمت " آمال كل الشعوب بالديمقراطية "، وبعد أسبوع على ذلك الخطاب قدم تصريحه الثاني أمام كاميرات التلفزيون حول مصر، تبعها مكالمة هاتفية مع حسني مبارك استمرت 30 دقيقة ، وخلالها قال أوباما نقلا عن أحد مساعديه في البيت الأبيض (كما تزعم المجلة) بأن الرئيس الأميركي "أوضح" لمبارك أن "انتقالا منظما للسلطة لا يمكن تمديد أجله" وأنه يجب أن يبدأ الآن مباشرة". وحسب مساعدين في البيت الأبيض فإن أوباما يدرك كم يحب الرئيس المصري وطنه وكم كانت الانتفاضة صعبة عليه.
وبعد لحظات قليلة وأمام عدسات الكاميرات دفع بالقضية أبعد مما يمكن تصوره قبل أسبوع حين كانت الحكومة الأميركية قلقة من فقدان نظام مبارك قوته. وحاول أوباما تحقيق التوازن بين القوى الثلاث - نيته في عدم فرض أي حل، ودعمه للديمقراطية والمصالح الأميركية. وجاء تعبيره بهذا الشكل:
"الآن ليس لأي بلد آخر دور في تحديد زعماء مصرالجدد، فذلك يعود للشعب المصري نفسه. ومن الواضح أنني أؤمن بأن انتقالا منتظما للسلطة يجب أن يكون ذا قيمة، ويجب أن يكون سلميا، ويجب أن يبدأ الآن. والأكثر من ذلك، هو أن العملية يجب أن تشمل طيفا واسعا للشخصيات والقوى السياسية المعارضة. ويجب أن تؤول إلى انتخابات حرة ونزيهة. ويجب أن ينجم عنها حكومة قائمة على المبادئ الديمقراطية فحسب بل أن تستجيب لطموحات الشعب المصري.
ويأمل البيت الأبيض، حسبما تراه مجلة تايم، أن تتمكن الولايات المتحدة من إقامة علاقات وطيدة مع مصر بغض النظر عما سيحدث هناك وبغض النظر عمن سيفوز بالسلطة. لهذا السبب تسعى الولايات المتحدة إلى إقامة جسور مع "الطيف الواسع" من الأصوات، وهذا هو السبب أيضا وراء دعوة تلك الأصوات بما فيها أصوات من حركة الاخوان المسلمين كي تسمع أوباما عند إلقاء خطابه في القاهرة.
وتستنتج "تايم" بأنه لا أحد يستطيع التنبؤ بما سيحدث غدا في شوارع مصر، ناهيك عما سيحدث في الانتخابات القادمة. لكن على الأقل فإن أوباما يخطط حاليا للتمسك بخارطة طريق وضعها عند زيارته للقاهرة قبل عامين تقريبا.