«ذي ديلي» على «آي باد».. مرحلة صحافية جديدة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
ومع ان الصحف والمجلات ووسائل الإعلام الأحرى تقاطرت على تحميل برامجها الى متجر "أبل" على "آي تيونز"، فقد بدأ عددها يتناقص شيئا فشيئا، بسبب امتناع أبل عن قبول البرامج التي يفرض أصحابها اشتراكات دورية على الأرجح. وقد أدى هذا في حد ذاته الى أن العملاق التكنولوجي أعاد النظر في هذه السياسة.
وكان المستفيد الأول هو امبراطور الإعلام الاسترالي روبرت ميردوخ الذي بدأ تجربة جديدة قد تثبت أنها منعطف رئيسي - وربما ثورة حقيقية - في مجال الصحافة المقروءة، وخصص لمشروعه هذا مبلغ 30 مليون دولار وستة أشهر في الإعداد له.
"الثورة" تتمثل في The Daily "ذي ديلي"، وهي صحيفة جديدة لا تتوفر الا لأصحاب "آي باد" باشتراك يبلغ 99 سنتا في الأسبوع أو 39.99 دولار في السنة. وتلقى الجمهور الأميركي العدد الأول من الصحيفة الجديدة يوم الأربعاء مستفيدا من صحيفة تتميز بأشياء لا تتاح لغيرها. ومن هذه الصور على 360 درجة، وأفلام الفيديو بالصورة العالية الوضوح HD، وشرائط صوتية يمكن تشغيلها مثل الراديو، إضافة الى الرسوم البيانية المتحركة.
ووفقا لصحيفته البريطانية "تايمز"، فقد رفع ميردوخ، مالك"نيوز كورب" ومديرها التنفيذي، النقاب في متحف غاغينهام بمانهاتن. نيويورك، عن الصحيفة الإلكترونية الجديدة قائلا: "الأزمان الجديدة هذه تستدعي صحافة جديدة"، ومشيرا الى أن التكنولوجيا العصرية خلقت من وسائل الإيصال الإعلامي ما هو أكثر كثيرا مقارنة بأي وقت مضى.
والواقع ان المشروع - وإن كان بمبادرة من ميردوخ - فهو ليس حكرا لها لأن "أبل" نفسها طرف أساسي فيه. وقد عمل الملياردير الاسترالي بشكل لصيق مع مدير ابل التنفيذي، ستيف جوبز، لتطويره. وفي حفل الافتتاح قال ميردوخ إنه يأمل ان "تجتذب الصحيفة الجديدة الملايين من الأميركيين المتعلمين الذين لا يقرأون الصحف أو يشاهدون التلفزيون لكنهم لم يفقدوا شهيتهم الجامحة للأنباء ومعرفة ما يدور حولهم سواء في أميركا أو في مختلف أنحاء العالم".
ويذكر أن "نيوز كورب" تملك في بريطانيا "تايمز" و"الصن" ونسختها الاسبوعية الصادرة يوم الأحد "نيوز اوف ذي ويرلد" إضافة الى فضائية "سكاي" بقنواتها المتعددة وأشهرها "سكاي نيوز" الإخبارية. ويأمل القائمون على شؤون "ذي ديلي"أن تصبج مصدر دخل مهم لأن مطبوعاتها الورقية تعاني، كغيرها حول العالم، من الخسارة بسبب انصراف الناس عنها الى المصادر الإعلامية الأخرى مثل التلفزيون والإنترنت.
وهذا طموح ليس بعيد المنال لأن ذي ديلي لا تستلزم الورق أو المطابع الجديثة العالية التكلفة أو مختلف وسائل النقل لتوزيعها. ويقول ميردوخ إن تكاليف انتاجها أقل من 500 ألف دولار في الاسبوع وهذا رقم يقل كثيرا عنه لو كانت ورقية. وستكون الصحيفة في الوقت الحالي حكرا على آي باد وعلى السوق الأميركية. لكن ثمة خطط مستقبلية لنقلها الى وسائل تكنولوجية أخرى ومختلف الأسواق في العالم.