أخبار

مجيد بودان: الرهان مطروح على الجيش المصري

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

اعتبر مجيد بودان رئيس جمعية المحامين الدوليين في باريس ، في حوار خاص لإيلاف، أن ما يحدث في ميدان التحرير بالقاهرة، "محاولة من قوة ما لتكسير الاحتجاجات الشعبية"، و أوضح ، أن "المصريين فهموا أن النظام لا يمكن أن يستمر"، كما أن الأنظمة العربية أمام "جيل جديد لا يقبل بالذل و الإهانةّ".

أعمال العنف الحاصلة في ميدان التحرير بين أنصار الرئيس المصري حسني مبارك من جهة و المتظاهرين من جهة أخرى، هل هو سيناريو محبوك من طرف أجهزة معينة في الدولة، أم مجرد ردة فعل من جانب متعاطفين حقيقيين مع مبارك؟
ما يحدث في هذه الساحة ليس بصراع بين طرفين في الشعب المصري، و إنما هناك قوة أخرى نزلت إلى الشارع للانقضاض على هذه الاحتجاجات، و لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تتحول تظاهرة من ذلك الحجم إلى ما هي عليه اليوم، و ما يحصل هو تأكيد قاطع على أن هناك محاولة لكسر الاحتجاجات الشعبية.

الولايات المتحدة الأميركية لم تتعاطى بنفس الحدة مع الانتفاضتين التونسية من جهة و المصرية من جهة ثانية، بماذا تفسر هذا الكيل بمكيالين في مقاربة الانتفاضتين؟
البرقيات التي نشرها موقع ويكليكس كشفت أن الولايات المتحدة لم تكن راضية على نظام زين العابدين بن علي، و هذا لعب لصالح تعبئة الرأي العام التونسي، و ظلت أميركا عند انطلاقة الأحداث مراقبة للوضع، إلا أنه عندما بدأ بن علي يطلق الرصاص على المتظاهرين تدخلت بشكل خفي، و أظهرت أنه لا يمكن لها دعمه، و عندما فر من تونس مارست حصارا عليه، ووجهت السعودية لاستقباله على أن تمنعه من الخروج حتى لا يضر بثورة تونس، و بالتالي هي رفضت أي عودة له إلى بلده، و صار موقفها هنا إيجابي، و السؤال المطروح اليوم، هل ستساعد تونس على اقتلاع بقايا نظام بنعلي في دواليب الدولة؟.

أعود بك إلى مصر، لم تجب بعد عن السر وراء الموقف الأميركي تجاه مبارك؟
لقد استفادت أميركا من التجربة التونسية ولو أن موقفها كان ينقصه نوع من الجرأة، فالمطلوب منه، اليوم، كما هو شأن فرنسا و الاتحاد الأوروبي ربط جسور الثقة مع الشعب المصري و مساعدته على بناء دولة ديمقراطية.

يبدو أن إسرائيل غير متحمسة لرحيل مبارك من على رأس مصر، و تتابع بقلق كبير تطور الأحداث في هذا البلد. لماذا برأيك هذا الارتباط الإسرئيلي بمصر؟
موقف إسرائيل هو ضد مصلحتها.فإسرئيل وقعت اتفاقيات سلام مع حكومات عربية و لم تنزل إلى شعوبها، حتى تصل معها إلى إجماع حول تعايش سلمي بين الطرفين.صحيح أن إسرائيل لها حكومة ديمقراطية تفرزها صناديق الاقتراع إلا أنها ظلت تتعامل مع حكومات عربية غير شرعية، و هي مناورة من الدبلوماسية الأميركية حتى تجد نفسها أمام حكومات ديكتاتورية بدون شرعية شعبية، ضعيفة، يسهل عليها انتزاع توقيعات على الاتفاقيات التي تخطط لها.فمصلحة إسرائيل في عقد اتفاقيات سلام مع حكومات لها شرعيتها الشعبية.

دعا مبارك في خطابه الأخير السلطات القضائية إلى متابعة المتسببين في ما أسماه "بالانفلات الأمني"، هل هو تهديد مبطن لقوى سياسية معينة، خصوصا و أنه تحدث في نفس الخطاب عن "قوى سياسية محرضة"؟
هو تهديد غير مجدي ضمن نظرية المؤامرة الداخلية أو الخارجية التي صارت متجاوزة اليوم، و لا يسمع لها أحد.الموضوع هو موضوع شرعية.لقد نزلت الآلاف مطالبة برحيله و البقية أشياء تافهة.و هذه مناورات يمكن أن تنجح بشكل مؤقت، و لكن لا يمكن أن تذهب بعيدا.المصريون فهموا أن هذا النظام لا يمكن أن يستمر، و مثل هذه الأنظمة هي نمور من ورق أمام جيل جديد واعي، يكره الذل و الدوس على كرامته، و كأنهم اليوم يثأرون لآبائهم الذين عاشوا الإهانة و الاحتقار.

هل ما يعيشه العالم العربي من غليان، مصر كمثال اليوم، إعلان ضمني لساعة نهاية الديكتاتوريات فيه، أم أن ما يحدث مجرد موجة سينتهي مفعولها مع مرور الوقت؟
هذه حتمية واضحة، و الشعوب لن تتراجع إلى الوراء بعد اليوم.هؤلاء الرؤساء وصلوا إلى سدة الحكم في ظروف خاصة، و وظفوا القضية الفلسطينية، ليضعوا كل الإشكالات الاجتماعية و السياسية جانبا.و هذه الشعوب أدت الثمن غاليا دون أن يتم تحرير فلسطين، بل استدامت معاناتها.و هي تقول اليوم نحن مع فلسطين كما يرونها الفلسطينيون، و لا يمكن أن تستغل القضية الفلسطينية لطمس احتياجاتنا اليومية.

يراهن المتتبعون اليوم على الجيش المصري لقلب المعادلة و مساعدة مصر على تجاوز هذه المرحلة نحو مرحلة أكثر ديمقراطية. هل هذا الأمر ممكن برأيك؟
الجيش له موقف إيجابي إلى حد ما حتى الآن من هذه التظاهرات، و لم يتصدى إلى الجماهير، و يتفهم مطالب الشعب، و قد يضطر للتدخل من خلال عدة سيناريوهات أهمها، أنه سيضحي بأشخاص لنقل السلطة بشكل سلس من مرحلة إلى مرحلة أخرى.فالرهان مطروح على الجيش، و عليه لوحده أن يكون في مستوى هذه الظرفية، و يتخد بذلك موقفا جمهوريا.

لكن لا ننسى أن النظام المصري في عمقه يبقى نظاما عسكريا و الجيش هو الذي ظل يسير البلاد منذ جمال ع الناصر؟
الجيش بالفعل هو قوة سياسية و اقتصادية في مصر، إلا أن هذا لا يمنعه من أن يلعب الدور الذي لعبه الجيش التونسي.فالجيش كان جمهوريا رغم أن النظام التونسي بدوره كان على رأسه جنرال، وهو الخطأ الذي ارتكبه بورقيبة بتعيينه لعسكري على رأس حكومة، و رغم ذلك فالجيش التونسي كان جمهوريا في ثورة الياسمين، و الدور نفسه يلعبه الجيش في تركيا.
و نحن بصدد مرحلة أخرى ليس في الوطن العربي فقط، و إنما في العالم برمته، إذ يتم فيها انتقال السلطة من العسكر إلى المدنيين كما في عدد من بلدان إفريقيا، و أميركا اللاتينية...و الجيش المصري سيسير في نفس هذا المنحى، لأنها حتمية مرحلة لا تهم مصر لوحدها و إنما جميع الدول.

أي أن الإشكال لم يعد في نظام بأكمله و إنما في شخص الرئيس بالتحديد؟
الشعب المصري ليس له أي مشكل مع الجيش، و إنما مع العائلات الحاكمة و الجيش لا يمكن له أن يضحي بنفسه من أجل هذه الأسر.

بماذا تفسر هذه الصحوة، إن صح القول، في أوساط الشعوب العربية ضد أنظمتها؟
إنها مسألة جيل جديد، متعلم منفتح، لا يقبل بما كان يقبل به أباؤه، يرى في نفسه أنه ليس هناك ما يميز الأميركي أو الفرنسي أو غيره عنه، و بالتالي له نفس الحقوق التي يتمتع به هؤلاء...هو موضوع نفسي و اجتماعي تلزمه لوحده دراسات خاصة.

على من سيأتي الدور من الأنظمة العربية في المرة القادمة؟
الأكيد أن الأدوار قادمة، هناك اليمن، سوريا، بعض دول المغرب العربي.

من تقصد ببعض دول المغرب العربي؟
الجزائر، ليبيا كذلك. فالشعب وصل إلى مرحلة النضج.و إذاكانت هناك ملكيات فعليها أن تطور نفسها إلى ملكية دستورية، و إذا كانت هناك جمهوريات، فعليها أن تتحول إلى جمهوريات برلمانية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
مصر ليست منقسمة
اللبوةالعربيةالشرسة -

كل الكلام حول مصر منقسمة بين معارض ومؤيد لمبارك كذب كذب لأن مؤيدو مبارك هو جهاز الأمن السري والمخارات بلباس مدني وبعض كوادر الحزب الحاكم،العجوز السفاح مبارك لايترك السلطة طواعية ولا ينصع للشعب،يجب إزالته والهجوم على محل إقامته وجلبه الى ميدان التحرير لإعدامه لإعدامه لإعدامه فورا ليكون عبرة لكل ديكتاتور، على المحتجين أن يتسلحو أيضا بنفس أسلحة البلطجيين،العين بالعين والسن بالسن والباديئ أظلم،والله البلطجيين هم من عناصر الأمن السري وبعض الخابرات بملابس مدنية.