سياسيون مغاربة بعد تنحي مبارك: آخر الفراعنة الشداد سقط

رحب ممثلون لأحزاب وتيارات سياسية مغربية تحدثوا لـ(إيلاف) بإعلان الرئيس المصري محمد حسني مبارك تنحيه عن السلطة بعد ثورة المصريين التي استمرت أكثر من أسبوعين. مؤكدين أنّ العالم العربيّ قد تغيّر بعد ثورتي تونس ومصر.

الرباط: خلّف إعلان الرئيس حسني مبارك تنحيه عن السلطة، الجمعة، ردود أفعال مرحبة في صفوف السياسيين في المغرب، حيث وجّه قياديون التهنئة للشعب المصري على هذا الإنجاز التاريخي الذي وصفوه بالعظيم، وعلى هذه الثورة المباركة.

وقال محمد مجاهد، الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد (المعارضة)، "نعلن، أولا، عن ارتياحنا لتنحي مبارك، ونتقدم بالتحيات العالية للشعب المصري، ونهنئه على هذا الإنجاز التاريخي العظيم، وعلى هذه الثورة المباركة، إذ إن الشعبين المصري والتونسي أعطيا للعالم وشعوبه المضطهدة نموذجا جديدا من الثورات بقيادة الشباب المتعطش لقيم الحرية، والديمقراطية، والتنمية، والمساواة".

وأضاف محمد مجاهد، في تصريح لـ "إيلاف"، "نأمل أن يستمر الشعب المصري في نضاله بمختلف الطرق والوسائل حتى إقرار ديمقراطية حقيقية، كما هي متعارف عليها كونيا"، مشيرا إلى أن "العالم العربي بعد ثورتي مصر وتونس لن يكون كما كان عليه قبلهما، فالمنطقة العربية برمتها، ستشهد بالضرورة تغيرات جوهرية".

وأكد الأمين العام للحزب الاشتراكي الموحد أن الثورتين" تؤشران إلى أن الوقت حان ليحترم العالم العربي قيم العصر، وأن يتمثل للحداثة، والديمقراطية، وحقوق الإنسان، والعدالة الاجتماعية".

وأضاف القيادي السياسي "كفى. فكل الأنظمة مطالبة الآن بأن تقوم، وباستعجال، بإصلاحات دستورية، وسياسية عميقة، لبناء ديمقراطية حقيقية، بتأمين شروط الاستقرار، والتقدم الاقتصادي والاجتماعي".

من جهته، قال لحسن الداودي، نائب الأمين العام للعدالة والتنمية (المعارضة)، "الله يمهل ولا يهمل، وآخر الفراعنة الشداد سقطوا"، مشيرا إلى أن "المتاحف المصرية مليئة بهم".

وأشار لحسن الداودي، في تصريح لـ "إيلاف"، إلى أن "حسني مبارك بدوره سيدخل إلى المتحف"، مبرزا أن "مصر البارحة لن تكون هي مصر الغد، والعالم العربي البارحة لن يكون العالم العربي الغد. البوعزيزي إنسان بسيط في مدينة بسيطة، وفي بلد بسيط، قلب العالم".

وأضاف القيادي في العدالة والتنمية "العالم العربي كله سيتغير بسبب البوعزيزي. ونتمنى أن طغاة العالم العربي كلهم يسقطون".

وخلص إلى القول "علينا في المغرب أن نسرّع قطاع الإصلاحات، حتى يكون أسرع من قطار العدوى".

من جانبه، أكد عبد المومن الشباري، قيادي في النهج الديمقراطي (الحزب الذي يقاطع الانتخابات) أن "كلمة الشعب هي الأولى والأخيرة،وأنها دائما كانت كلمة الفصل في جميع التحولات التي عرفتها البشرية".

وذكر عبد المومن الشباري، في تصريح لـ "إيلاف"، أن "سقوط مبارك هو نتيجة حتمية لأن الأنظمة الفاسدة المبنية على الرشوة، والمحسوبية، والقمع، وتكميم الأفواه، لا يكون مآلها إلا مزبلة التاريخ. وبالتالي مبارك هذا هو مآله. شأنه شأن جميع الدكتاتوريات في العالم".

وأضاف القيادي في النهج الديمقراطي "ويبقى السؤال هل ستكون استفادة من سقوط هذه الأنظمة، التي تتهاوى كالأوراق، في تونس ومصر والعديد من البلدان العربية المشابهة من حيث الواقع، وتقدم الأنظمة على خطوات جريئة، من خلال، على الأقل، إعطاء الشعوب حقوقها كما هو متعارف عليها في مجال الحريات، أم تكون نهايتها كما حدث لزين العابدين بن علي، وحسني مبارك".

يشار إلى أن ثورة الشعب المصري استأثرت باهتمام خاص في المغرب، حيث تجري يوميا متابعة آخر التطورات.