كلينتون: ندعم الجيش المصري في تحركه لتحقيق الديمقراطيّة

دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون المعارضة المصرية الى توحيد مواقفها ليس حول الشخصيات وإنما حول مطالب محددة يجب أن تلبى كي ينجح الانتقال السلمي للسلطة وأكدت دعم بلادها للجيش المصري الذي قالت إنه يتحرك في الاتجاه الصحيح لإلغاء قانون الطوارئ وإجراء إصلاحات دستورية والسماح بتشكيل أحزاب سياسية في انتقال حقيقي باتجاه الديمقراطية.

دعت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون زعماء الدول العربية إلى تحقيق المزيد من الإصلاحات ونفت تخلي الولايات المتحدة عن حلفائها داعية المتظاهرين في البحرين والجزائر واليمن إلى عدم اللجوء إلى العنف. وأكدت استمرار بلادها في دعم عمل المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق رفيق الحريري. وطالبت الوزيرة في مقابلة مع قناة "الحرة"، ستعرضها في وقت لاحق اليوم وبعث مكتب العلاقات والاعلام فيها بنصها الى "إيلاف"، القيادة السورية بتحويل أقوالها أفعالا في ما يتعلق بالإصلاح.

الوضع في مصر

وحول اتصالاتها الأخيرة مع عدد من الزعماء والمسؤولين الدوليين حول الوضع في مصر وفيما اذا كانت واشنطن مرتاحة للخطوات التي اتخذت حتى الآن أوضحت وزيرة الخارجية الاميركية ان "هذا يعود للشعب المصري ولكن بالتأكيد أملنا أن كل شيء وعد به من إنهاء قانون الطوارئ إلى التحرك باتجاه الإصلاحات الدستورية والسماح بتشكيل أحزاب سياسية كل هذه الأمور معا تشكل انتقالا حقيقيا في اتجاه الديمقراطية وسيتم تنفيذها ونحن سنستمر بدعم هذا الأمر".

وفيما اذا كان هناك قلق حول مستقبل دور العسكر في مصر قالت "أعتقد أنه من المهم أن تلتقي المعارضة والمجتمع المدني حول مجموعة من المطالب تتعلق بما ينبغي عمله بالنسبة إلى الجدول الزمني ومن الواضح أن الجيش أثبت رغبته في التحرك في الاتجاه الصحيح ولكن هناك حاجة إلى جهود مستمرة من جانب المعارضة للمساعدة في رسم الاتجاه الذي تسير به مصر. نأمل أن نرى من هذه المعارضة المتنوعة التي كانت موجودة في الأسابيع الثلاثة الماضية توحدا ليس حول الشخصيات وإنما حول مطالب محددة يجب أن تلبى كي ينجح الانتقال".

ونفت الوزيرة الاميركية بشدة تخلي بلادها عن حلفائها في المنطقة وقالت "لم نتخل عنهم.. جزء من أن تكون صديقا وشريكا جيدا يتمثل في أن تقول لصديقك ما تراه يحدث لسنوات طويلةعلانية وعلى انفراد. الرؤساء الجمهوريون والديمقراطيون أوصلوا الرسالة نفسها إلى الحكومة المصرية يجب أن يتحقق الإصلاح والتغيير ولم ننجح في ذلك كما لم تنجح المعارضة المصرية والمجتمع المدني المصري وازداد الضغط ورأينا النتيجة في الأسابيع الثلاثة الماضية".

التغيير في العالم العربي

وحول قول رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن زلزالا تشهده المنطقة العربية والعالم الإسلامي في هذا الوقت قالت كلينتون في حديثها مع "الحرة" الممولة أميركيا "أعتقد أن التغيير يحدث وهذا شيء ناصرته الولايات المتحدة وهذه الإدارة وأنا شخصيا ، وذلك لأننا نؤمن بأن هذا من مصلحة ليس فقط المنطقة والدول وإنما الأهم الناس وخصوصا الشبان لديهم فرصة للتمتع بالإصلاحات الاقتصادية السياسية والديمقراطية".

وعما اذا ستغير الولايات المتحدة سياستها أو استراتيجيتها في الشرق الأوسط بعد التغيير في مصر، اشارت الى ان الولايات المتحدة ضد العنف من أي طرف وهي مع الحقوق الإنسانية لكل الناس.

وقالت "في الأسابيع الثلاثة الأخيرة كنا نحن والشعب المصري مع التغيير السياسي وفي الخطاب الذي ألقيته في الدوحة نهاية العام الماضي قلت إن أسس الأنظمة تغرق في الرمال وقلت ذلك لأنه من المحبط بالنسبة إلينا أن نشاهد أصدقاء حميمين وأناسًا ذوي موهبة لا يتمكنون من الاستفادة من ظروفهم وأنا فقط آمل أننا سنرى تغييرا من الداخل، هذه هي الطريقة الوحيدة".

دعوة المتظاهرين في العالم العربي للابتعاد عن العنف

وحول التظاهرات التي تشهدها حاليا الجزائر واليمن والبحرين والعراق، دعت كلينتون المتظاهرين الى ان "يبقوا مسالمين وغير عنيفين.. لقد نجح هذا الأمر في مصر وسينجح دائما لأنه يعطيك مكانة لا يمكن النيل منها. إنك تحتج لكنك لا تستخدم وسائل عنيفة وأن تستمر في الوقوف إلى جانب الحقوق العالمية والإدراك أن التغيير هو عملية عليك أن تكون مستعدًا لتصبح جزءا منها".

كلام أحمدي نجاد

وردّت كلينتون على قول الرئيس الايراني أحمدي نجاد بأنه سيكون هناك شرق أوسط جديد من دون الولايات المتحدة وإسرائيل بعد هذه التظاهرات قائلة "هذا الكلام يدعو إلى السخرية أن تحاول إيران أن تعطي دروسا في الديمقراطية لأي طرف. عندما نتحدث عن الثورة، نتحدث عن ثورة اختطفت، إيران هي الدليل الأول. هناك تظاهرات احتجاجية، الإيرانيون يحاولون إسماع صوتهم لكنهم يقمعون بشكل وحشي من قبل قوات الأمن الإيرانية. لا أعتقد أن أحدا في الشرق الأوسط أو في العالم ينظر إلى إيران على أنها مثال لهم. لا يود أحد أن ينتهي به المطاف هناك. إنها ديكتاتورية عسكرية مع نفحة أوتوقراطية".

عملية السلام

وعن رؤيتها لمستقبل عملية السلام في الشرق الأوسط بعدما حدث في مصر قالت كلينتون "ما زلنا نعتقد أن التحرك باتجاه حل الدولتين هو من مصلحة الإسرائيليين والفلسطينيين ومن مصلحة المنطقة ونحن مستمرون في الدفع بهذا الاتجاه مع أصدقائنا الإسرائيليين والفلسطينيين. حل الدولتين سيكون مساهمة عظيمة لما يمثله الناس في تقرير المصير بحصول الفلسطينيين على دولة فلسطينية وأن تستطيع إسرائيل العيش بأمان في المنطقة وأن تساهم في تحول المنطقة".

الوضع في سوريا ولبنان

وحول وعود الرئيس السوري بشار الاسد بإجراء إصلاحات في بلاده قالت كلينتون "أود أن أرى أفعالا إيجابية. الكلام فقط، لن ينجم عنه التغيير الذي يتطلع إليه الناس. آمل أن يتحقق ما قاله".

وفي ما يخص دعوتها إلى التزام الحكومة اللبنانية المقبلة بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان قالت وزيرة الخارجية الاميركية ان "الولايات المتحدة تؤمن بقوة بعمل المحكمة لأننا نعتقد أنه يجب ألا تكون هناك حصانة للقتل. وليس من مصلحة لبنان تجنب المحاسبة بالنسبة إلى أولئك الذين قتلوا ليس فقط رئيس الوزراء الحريري ولكن اثنين وعشرين من الأبرياء. سنستمر في دعم عمل المحكمة. ونعتقد أن لبنان سيستفيد من حل هذه المشكلة أو المعضلة. ونحن نأمل من أن هذه الحكومة التي ستتشكل أخيرا ستعترف بالحاجة إلى عمل المحكمة واستمرارها".