"الناتو" يؤكد أن تعزيز الشراكة مع دول الخليج أمر ملح
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أكد نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسى أهمية تعزيز التعاون والشراكة بين الحلف ودول مجلس التعاون الخليجى لمواجهة التحديات الراهنة .
الدوحة: أكد السيد كلاوديو بيسونيرو نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي أهمية تعزيز التعاون والشراكة بين الحلف ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية لمواجهة التحديات الراهنة التى تواجه العالم برمته.
وقال بيسونيرو في كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر سفراء دول مبادرة اسطنبول للتعاون المنعقد حالياً بالدوحة ان تعزيز هذه الشراكة يصبح ملحا فى عالم مضطرب يواجه تحديات مشتركة تتمثل في الارهاب والقرصنة والجرائم السبرانية وأسلحة الدمار الشامل وتحديات أمن الطاقة، الى جانب ترابط مجتمعاته واقتصادياته بحيث اصبح قرية واحدة بفضل ثورة الاتصالات والمعلومات، مؤكداً أن " الوقت قد حان لاعطاء الشراكة بين دول مجلس التعاون والناتو زخما جديدا فى اطار مبادرة اسطنبول".
كما شدد على اهتمام الحلف بتعزيز علاقاته مع كل من المملكة العربية السعودية وسلطنة عمان اللتين لم تنضما بعد للمبادرة. وقال "ان الحلف سيرحب بالدولتين الخليجيتين فى حال انضمامهما الى مبادرة اسطنبول للتعاون".
واعاد نائب الأمين العام لحلف شمال الاطلسي تأكيده حرص الحلف على أمن منطقة الخليج، مشيراً الى أن هذا ما تم التأكيد عليه فى قمة لشبونة للحلف فى نوفمبر الماضي. وقال "إن السلام والاستقرار في المنطقة على قدر كبير من الأهمية للمنطقة وللعالم برمته نظرا للارتباط الوثيق بين منطقة الخليج والعالم وهذا ما أكدنا عليه خلال قمة الحلف فى لشبونة".
وأوضح انه منذ انطلاق مبادرة اسطنبول عام 2004 تسنت الكثير من الفرص بين الحلف ودول مبادرة اسطنبول "قطر والامارات والكويت والبحرين" لاقامة حوار سياسي وتعاون ميداني بطريقة ثنائية وأيضاً متعددة الأطراف، مشيراً في الوقت ذاته الى أن "هناك المئات من النشاطات التى يوفرها الحلف لدول الخليج في إطار تعاونه مع دول مبادرة اسطنبول للتعاون".
وأقر نائب الأمين العام لحلف "الناتو" انه على الرغم من الانطلاقة القوية للمبادرة الا انه لم يحدث تقدم خلال السنوات الأخيرة، معتبراً هذا المؤتمر فرصة لتبادل الرأي والاطلاع على أولويات دول المبادرة بهدف تعزيز الشراكة وخصوصاً في الوقت الراهن الذى يواجه فيه العالم العديد من التحديات".
ونبه الى انه ما من دولة واحدة او منظمة يمكن ان تواجه هذه التحديات بمفردها كونها تحديات متعددة الابعاد ومواجهتها يجب ان تكون متعددة الأبعاد. وقال "إن تجربتنا فى افغانستان كشفت هذا بشكل واضح ".
ولدى تطرقه للوضع في أفغانستان اوضح كلاوديو بيسو نيرو أن القوة الدولية وفي إطار تفويض للامم المتحدة تقوم باحلال الأمن بمساعدة الافغانيين من خلال تسلم زمام الأمن فى كل محافظة خلال الفترة الانتقالية التي بدأت هذا العام وحتى نهاية العام 2014.
وعلى الرغم من تأكيده على أن هدف القوات الدولية هو أن تتمكن الحكومة الافغانية وقوات الأمن الأفغانية من السيطرة الأمنية في البلاد فى نهاية العام 2014 ،الا انه نبه الى أن الحل العسكري ليس هو الحل الوحيد الذي يؤمن الاستقرار في هذا البلد. وقال "لا بد من التزام دولي تنموي واستثماري في هذا البلد يتجاوز العام 2014 مع تحقيق المصالحة الوطنية".
ودعا بيسونيرو دول مجلس التعاون الخليجي إلى أن تكون جزءاً لايتجزأ من هذا الجهد وهذا الالتزام الدولي.
وأكد أن من مصلحة العالم ان تكون أفغانستان الاسلامية قادرة على الاعتماد على نفسها لتأمين الأمن والاستقرار وتوفير المتطلبات الغذائية والصحية والتعليمة وغيرها من المتطلبات التي يحتاجها المواطن الأفغاني، لافتاً إلى ان هذه المقاربة متعددة الأبعاد هي نظرة جديدة للأمن.
واشار السيد كلاوديو بيسونيرو الى أن لدى الحلف اليوم مفهوم استراتيجي جديد تم التصديق عليه فى قمة الحلف الأخيرة في لشبونة، مبيناً أن هذا المفهوم الجديد يحمل نظرة جديدة للعالم.
وذكر أن هذه الاستراتيجية تشدد على المخاطر والتهديدات الجديدة المتثملة في القرصنة والارهاب والجرائم السبرانية وامن الطاقة وانتشار الاسلحة كما تشدد على تعزيز التعاون مع الشركاء وجعل الشراكة معهم أكثر مرونة مع التشديد على السمة الخاصة التي تطبع مبادرة اسطنبول للتعاون.
وأكد بيسونيرو أن لدى الحلف الكثير مما يقدمه للشركاء والمتمثل في اتاحة فرص متزايدة للتشارو حول المسائل الامنية ذات الاهتمام المشترك مما يحسن فهم الطرفين لكل ما يحدث ويساعد على تدارك الأزمات وادارتها عندما تقع، منبهاً إلى أهمية ذلك للحلف ولدول الخليج.
وتابع نائب الأمين العام لحلف الناتو قائلاً "إن الحلف يقدم لشركائه جملة من انشطة التعاون ولكل دولة أن تختار ما يناسبها من هذه النشاطات مثل التعاون العسكري وتبادل المعلومات الاستخباراتية واصلاح قطاع الأمن".
كما قدم تصورا للقطاعات التي يمكن تعزيز التعاون فيها في اطار مبادرة اسطنبول ابرزها مسألة أمن الطاقة، مشيراً الى الأهمية الاستراتيجية لدول المنطقة وخصوصا دول الخليج. وقال "إن نحو 50 بالمئة من امدادات الطاقة تمر عبر هذه المنطقة، كما أن دول مجلس التعاون تمتلك 60 بالمئة من احتياطي النفط بالعالم و40 بالمئة من احتياطي الغاز وهذا يبين بشكل واضح أن هذه الامور مهمة بالنسبة للجانبين".
ورأى أن أول خطوة يتعين القيام بها فى مسألة أمن الطاقة تتمثل في إجراء مشاورات ومداولات حول المسألة، فيما تتمثل الخطوة الثانية في البحث المشترك عن مبادرات ملموسة عمليا وتطويرها، مؤكداً استعداد الحلف لتقديم كل ما لديه من خبرة في هذا المجال وتعلم كل مايجهله.
وشدد على أهمية التعاون بين الحلف ودول مبادرة اسطنبول في مجال التدريب والتعليم المتعلق بأمن الطاقة الى جانب التعاون في مجال الأمن البحري، منوهاً بأنه تم التركيز مؤخراً على الامن البحري في ظل مخاطر القرصنة التي طالت ناقلات النفط، مؤكداً استعداد الحلف لحمايتها.
كما أعرب عن رغبة الحلف في أن يناقش مع الشركاء قضية انتشار اسلحة الدمار الشامل. ورأى أن المنطقة لامناعة لديها تجاه هذه التهديدات،
وختم نائب الأمين العام لحلف شمال الأطلسي كلمته بالاشارة إلى أن التعاون بين حلف الناتو والشركاء في منطقة الخليج مهم وواسع ولكنه لم يصل الى حدوده القصوى"على حد تعبيره، لكنه نبه في الوقت ذاته إلى أن الشراكة مازالت مجدية وتسمح للطرفين التطرق لكل الاشكاليات والتحديات التي تواجه المنطقة والعالم.
وشدد على ان الحلف مصمم على إعطاء كل طاقته في هذه الشراكة من جل تحقيق الامن والاستقرار على المدى الطويل في المنطقة والعالم أجمع.
وعقب الجلسة الافتتاحية للمؤتمر دخل المشاركون في ثلاث ورش عمل متوازية تناقش المفهوم الاستراتيجي الجديد للناتو وتحديات الأمن الاقليمي وتعزيز التعاون بين الحلف ودول مبادرة اسطنبول للتعاون، على أن يختتم المؤتمر بجلسة عامة تقدم خلاصة ورش العمل الثلاث وبعض الملاحظات الختامية.