المعارضة الشيعية البحرينية تعتبر فضّ الاعتصام اعتداء "وحشيًا"

توقيت النشر 15/2/2011 اخر تحديث 6:31 غ ت

خاص من المنامة- وكالات:اعتبر الشيخ علي سلمان، الأمين العام لحركة الوفاق الشيعية المعارضة، الخميس أن قيام قوات الأمن البحرينية بفضّ الاعتصام الذي سقط فيه قتيلان و50 جريحًا في دوار اللؤلؤة في العاصمة البحرينية بأنه "اعتداء وحشي وغير مبرر ضد معتصمين مسالمين".

وقال لوكالة فرانس برس إن "الذي حصل هو هجوم بدون إنذار مسبق ومفاجىء للمعتصمين" مشيرًا الى ان فضّ الاعتصام حصل "في حدود الساعة الساعة 3:00 (00:00 تغ)" صباح الخميس.

واضاف "استخدمت في الهجوم كميات كبيرة من القنابل المسيلة للدموع ومن الرصاص المطاطي والانشطاري" موضحًا ان "الهجومجرى من جهات عدة في وقت واحد، مما جعل المغادرة صعبة على المعتصمين".

وقتل شخصان خلال تفريق قوات الامن البحرينية ليل الاربعاء الخميس للمتظاهرين المعتصمين في ساحة في وسط المنامة، حسب ما اعلنت عائلات الضحايا.

والقتيلان هما محمود مكي علي (22 عاما) وعلي منصور احمد خضر (52 عاما)، حسب ما قال اقارب الضحيتين ولكنهم لم يوضحوا ظروف مقتلهما.

وقال الشيخ علي سلمان ايضا ان ما حصل هو "اعتداء وحشي غير مبرر ضد معتصمين مسالمين"، مؤكدا ان "هذا يشكل بلطجة رسمية في التعاطي مع الاعتصام". واضاف "اعتقد ان هذا قرار خاطىء وكارثي على استقرار البحرين" موضحا انه "لا حاجة لمزيد من القتل فالمعالجات الامنية لا تحل الازمات، بل تزيد من تعقيدها".

واكد الامين العام لحركة الوفاق الشيعية ان "المسيرة التي تعتزم حركات المعارضة تنظيمها يوم السبت تضامنا مع المحتجين ستستمر كما هو مقرر لها". وتوقع "ان يبادر المحتجون الى تنظيم انفسهم والى الاعتصام في اماكن اخرى".

وعبر وزير العدل البحريني الشيخ خالد بن علي آل خليفة عن ثقته بأن شعب البحرين قادر على تجاوز أي مسالة تواجهه فقد مر بمواقف واستطاع اجتيازها، اذ هو على درجة عالية من الوعي، خاصة ان المملكة مستمرة في عمليات التنمية والتطوير والاصلاح، فيما شهدت البحرين عشرات المسيرات، شارك فيها الآلاف، في رد واضح على التجمع الاحتجاجي في ميدان دوار اللؤلؤة، الذي شارك فيه ايضا آلاف الشيعة.

وقال وزير العدل خلال مؤتمر صحافي انه اذا كانت هناك مطالب فيجب أن تكون من خلال أرضية مشتركة وعامة تصب في مصلحة هذا البلد، خاصة ان لدينا آلية حوار وهي المؤسسة التشريعية التي انشئت، وهي تضمن الطريق الصحيح لتوصيل الأصوات والطلبات، حيث ان أخذ هذه الموضوعات خارج هذه المؤسسة لا يخدم احد.

واكد الشيخ خالد ان الملك أولى سلامة الوطن والمواطن عناية قصوى، داعيا الى اهمية عدم استباق الأحداث وعدم إحباط عمل هذه اللجنة والتسرع في الحكم، وقدم الوزير تعازيه إلى أهالي المتوفين وتمنياته للمصابين بالشفاء، مقدرا مشاعرهم ومعاناتهم في هذا المصاب.

وشدد الوزير البحريني على ان حرية التعبير هي مسؤولية الجميع، مشيرا الى ان اسلوب حرية التعبير يجب ان يضمن عدم المساس بحرية وامن البلد والاخرين، وعدم بث الكراهية أو الإخلال بالوحدة الوطنية. وقال ان عبء التطوير والتحديث في المملكة هو مسؤولية مشتركةيتحملها الجميع، حيث اننا نشهد خطوات متخذة في سبيل النهوض بمملكتنا الغالية والمضي قدما من خلال كل الوسائل الرسمية والأهلية كالمؤسسات والجمعيات، حيث اتيح المجال للجميع بالتعبير عن رايه، منذ العهد الإصلاحي لملك البلاد.

كما أوضح ان حرية التعبير هي وسيلة الحوار، ويجب أن تكون هناك آلية سليمة لتحقيق هذه الحرية، موضحا ان ميثاق العمل الوطني الذي توافق عليه الجميع قد أسس لإعادة الحياة الدستورية في البحرين.واضاف انه بالامس القريب انتهينا بنجاحمن عملية الانتخابات النيابة والبلدية، التي شارك فيها الشعب باجماع منه بنسبة 67.7 %، وقرر المضي قدما والمشاركة في هذه العملية تحت مظلة الدستور، وبتعاونمؤسسات الدولة التشريعية والتنفيذية والقضائية، وهي القنوات الصحيحةالتي ينبغي علينا جميعا اتباعها، وليس القفز عليها، موضحا ان دور وزارة العدل والشؤون الاسلامية والاوقاف هو تقديم المساندة الادارية للجهاز القضائي، مضيفا ان الخطاب الديني يجب ان يكون من خلال المساجد ويؤكد على أهمية الحب والتعايش والالفة بين الجميع.

بدوره، أوضح العميد طارق حسن الحسن المتحدث الرسمي لوزارة الداخلية البحرينية أن التجمع في دوار اللؤلوة لم يستوف الإجراءات القانونية، وأن السماح به كان تعاطفاً مع الحوادث التي وقعت خلال الأيام الماضية.

وأكد على أن هذا التجمع قد ترتب عليه أزمات مرورية وتعطيل لمصالح الناس وإرباكهم حيث أدى إلى قطع الحركة المرورية عن جزء كبير من شارع خليفة بن سلمان، وبالتالي غلقه مدة طويلة، الأمر الذي نتج منه حدوث إعاقة في انسياب حركة سير المركبات، مشيرا إلى أن الإدارة العامة للمرور قداتخذت الإجراءات السريعة ووضعت الخطط البديلة لتسهيل الحركة المرورية.

جاء ذلك خلال لقاء أجراه تلفزيون البحرين مع المتحدث الرسمي باسم الوزارة لاطلاع المواطنين على تطورات الوضع الحالي.

في معرض إجابته على سؤال عن ملابسات حادث الوفاة الذي حصل أثناء تشيع الجنازة، أوضح أن إحدى سيارات الدوريات الأمنية تعطلت على جانب الشارع الذي كانت الجنازة تمر من خلاله، حيث توجه إليها عدد من الأشخاص وهاجموا أفراد الدورية المتعطلة، الأمر الذي أضطرهم إلى الترجل والمقاومة والتعامل معهم بعد نفاد طلقات الغاز ورمي طلقات تحذيرية، مؤكدا انه لولا هذا الهجوم لما حدثت إصابة لأحد الأشخاص ثم وفاته في ما بعد.

وكان آلاف من المحتجين المعارضين للحكومة إحتلوا وسط العاصمة البحرينية المنامة بعد مقتل اثنين من المحتجين في مواجهات مع قوات الأمن خلال الأيام الماضية، وذلك لليوم الثالث على التوالي. ويدعو المتظاهرون الى اجراء اصلاحات سياسية، والى استقالة رئيس الوزراء الشيخ خليفة بن سلمان آل خليفة، الذي لايزال في منصبه منذ استقلال البحرين عام 1971.

وشيّع مئات البحرينيين اليوم الأربعاء شابًا بحرينيًا، قتل خلال تفريق تظاهرة مطالبة بالإصلاح أمس، وردد بعضهم شعارات مطالبة بـ"إسقاط النظام"، بينما يستمر الاعتصام في وسط المنامة لليوم الثاني على التوالي.

وذكرت وكالة الانباء الفرنسية أن أكثر من ألفي شخص يشيّعون الشاب فاضل المتروك إلى مثواه الأخير في الماحوز بالقرب من المنامة. ولفّ جثمان المتروك بالعلم البحريني الأبيض والأحمر. وردد بعض المتظاهرين عبارة "الشعب يريد إسقاط النظام"، وحملوا الأعلام البحرينية وصور المتروك.

وكان المتروك قُتل برصاصة انشطارية أثناء تفريق مشيّعي قتيل أول سقط مساء الاثنين في قرية في شرق المنامة. وفي الأثناء، استمر المئات بالتظاهر في ميدان اللؤلؤة في وسط المنامة لليوم الثاني على التوالي، تلبية لدعوات إلى التظاهر أطلقت عبر الانترنت للمطالبة بإصلاحات سياسية وبالإفراج عن معتقلين شيعة ووقف "التجنيس السياسي".

وجرى نصب عشرات الخيام في الدوار، الذي بات يطلق عليه المتظاهرون، اسم "دوار الحرية" أو "دوار الشهيد". ومن المتوقع أن ينضم عدد من المشيعين إلى المتظاهرين في دوار اللؤلؤة في وقت لاحق.

وقال الموظف حسين عطية (29 عامًا) لوكالة فرانس برس "نمت الليلة هنا، وسأنام الليلة المقبلة حتى تحقيق المطالب". وذكر أن أبرز المطالب تتمثل في "الإفراج عن المعتقلين واستقالة رئيس الوزراء" الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة.

يأتي استمرار التظاهر بالرغم من اعتذار وزير الداخلية لسقوط القتيلين وتوقيف "المتسببين"، وبالرغم من تشكيل الملك حمد بن عيسى آل خليفة لجنة تحقيق وزارية ووعده باستمرار الإصلاحات.

وكان ناشطون على موقع فايسبوك دعوا إلى قيام "ثورة 14 فبراير/شباط في البحرين"، وطالبوا بالاحتجاج سلميًا من أجل الإصلاح السياسي، إلا أن البعض منهم بدأ يطلق مطالب أكثر تشددًا منذ سقوط القتيلين، بما في ذلك الدعوة إلى "إسقاط النظام".

البيت الأبيض يدعو البحرين إلى إحترام حق التظاهر

ودعا البيت الابيض الاربعاء السلطات في البحرين الى احترام حق مواطنيها في التظاهر بطريقة سلمية، وذلك بعدما تجمع الاف الاشخاص في ساحة في المنامة عاصمة المملكة للمطالبة باجراء اصلاحات.
وقال جاي كارني المتحدث باسم الرئيس باراك اوباما ان واشنطن تتابع عن كثب الوضع في المملكة.

واندلعت حركة الاحتجاج الاثنين بناء على دعوات عبر الانترنت لتنظيم تظاهرات للمطالبة باصلاحات سياسية واجتماعية في البحرين في غمرة الثورة التونسية وحركة الاحتجاج الشعبية غير المسبوقة في مصر. وقال جاي كارني "ان الرئيس (اوباما) يعتقد ان البحرين، مثل كل دول المنطقة، ينبغي ان تحترم الحقوق العالمية لمواطنيها في التظاهر واسماع معاناتها".

واضاف "ان على الطرفين ان يمتنعا عن اللجوء الى العنف. ونحن بالتأكيد نتابع عن كثب الوضع في البحرين وفي كل المنطقة". والبحرين حليف الولايات المتحدة. وتؤوي المملكة مقر الاسطول الخامس الاميركي وتشكل مرفأ وسيطا للسفن الحربية الاميركية التي تقوم بمهمات في المنطقة. ولم يشأ المتحدث باسم البيت الابيض القول ما اذا كانت التظاهرات التي تهز البلد سيكون لها تأثير على الاسطول الخامس.