أخبار

مخاوف في مصر من سيناريو "الثورة المضادة"

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يحذر مراقبون من محاولاتالاستيلاء على إنجازات الثورة المصرية من خلال النظام السابق والاخوان المسلمين.

القاهرة: بعد نحو عشرة ايام على نجاح "ثورة 25 يناير" في ازاحة الرئيس المصري السابق حسني مبارك بعد ثلاثة عقود في الحكم بدأ الكثير من المفكرين والاعلاميين وايضا الشبان الذين اطلقوا شرارة هذه الثورة يحذرون من سيناريو "ثورة مضادة" يدللون عليه خصوصا بالابقاء على حكومة تضم العديد من رموز النظام السابق.

ومن هؤلاء الصحافي الكبير والمفكر المعروف محمد حسنين هيكل الذي حذر في حديث تلفزيوني مساء السبت من محاولة النظام القديم الانقضاض على هذه الثورة ب"توجيهات من شرم الشيخ" حيث يقيم الرئيس السابق عبر الاستعانة ب"عناصر خارجية واقليمية" وايضا محاولة بعض القوى الاستيلاء على الثورة وخاصة جماعة الاخوان المسلمين.

ويقول الصحافي والمحلل جمال فهمي ان "هذا المخطط بدأ مبكرا وكانت بدايته في جريمة +موقعة الجمل+ في ميدان التحرير التي استخدمت فيها الاساليب المعهودة لنظام مبارك من جلب البلطجية والمأجورين بتمويل من رجال الاعمال المستفيدين منه".

ويشير فهمي ب"موقعة الجمل" الى الهجوم الذي شنه انصار لمبارك في 2 شباط/فبراير على المتظاهرين في ميدان التحرير، وامتطى المهاجمون حينها الجمال والجياد وضربوا المتظاهرين المطالبين بسقوط مبارك بالسياط.

واضاف في تصريح لفرانس برس "اعقبت ذلك ثورة المطالب الفئوية التي اصبح من شبه المؤكد ان الذين يحركونها عناصر تابعة للنظام السابق وخصوصا في اتحادات العمال الحكومية التي تبوأت مواقعها من خلال سطوة الاجهزة الامنية وخاصة جهاز مباحث امن الدولة".

وتشهد مصر اضرابات واعتصامات فئوية متفرقة تطالب خصوصا بتحسين الرواتب. واعتبر فهمي ايضا ان "وجود مبارك في مصر جعله بؤرة استقطاب لكل القوى المستفيدة من نظامه حيث شكل مجلس قيادة للثورة المضادة من شرم الشيخ بمساعدة قوى خارجية على رأسها اسرائيل".

من جانبه قال نبيل عبد الفتاح الباحث في مركز الاهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية لفرانس برس "هناك محاولة حقيقية للانقلاب على الثورة من خلال الاكتفاء بما تحقق ثم محاولة استرداد ما فقد".

واشار الى ان ذلك يتضح من "اصرار رئيس الوزراء احمد شفيق وهو من رموز النظام السابق وصديق لمبارك على الاكتفاء بتعديلات وزارية جزئية بدلا من تغيير الحكومة كلها"، اضافة الى "عدم مطالبة حكومة شفيق بتجميد ممتلكات آل مبارك". وكان شفيق قال ردا على سؤال في هذا الشأن ان "المجلس الاعلى للقوات المسلحة هو المسؤول" عن اتخاذ قرار بشأن هذه الممتلكات.

كما اشار الى "الاصرار على تعديل بعض بنود الدستور الحالي الذي اصبح جثة هامدة بعد سقوط النظام". ويعطي الدستور الحالي سلطات شبه مطلقة لرئيس الجمهورية.

واعتبر ان النظام يستعين في هذا المخطط بالاخوان المسلمين، مشيرا الى ان الدليل على ذلك ان "لجنة تعديل الدستور لا تضم سوى عنصر من الاخوان دون باقي القوى السياسية والاحزاب والعناصر المستقلة" في اشارة الى صبحي صالح النائب السابق عن جماعة الاخوان المسلمين في الاسكندرية.

كما ان رئيس اللجنة المستشار طارق البشري المعروف انه ذو توجهات فكرية اسلامية. واكد ان عبد الفتاح "هناك صفقة سياسية غامضة بين الاخوان وبين بقايا النظام القديم".

واضاف "الاخوان يحاولون الاستيلاء على الثورة وقد اتضح ذلك من استدعاء الشيخ يوسف القرضاوي ليؤم المصلين في ميدان التحرير" بالقاهرة الذي غص باكثر من مليون شخص في جمعة "الانتصار والاستمرار".

وكانت هذه هي المرة الاولى التي يلقي فيها القرضاوي، الذي يقيم في قطر ويحمل جنسيها، خطبة الجمعة في مصر منذ 30 عاما.

واكد عبد الفتاح ان "بعض قيادات الاخوان سيطروا على الميدان ومنعوا شخصيات قبطية وشبابية من الكلام على المنصة ومن بينهم وائل غنيم" المدون الشهير الذي منعه حراس القرضاوي من اعتلاء المنصة لالقاء كلمة في الحشود فما كان منه الا غادر المكان وقد غطى وجهه بعلم مصر.

ويؤيد الباحث في مركز الاهرام للدراسات السياسية عماد جاد هذا الراي معتبرا ان "الاخوان هم الاداة الرئيسة" للثورة المضادة.

وقال جاد لفرانس برس ان "مشهد القرضاوي وهو يخطب في الميدان يشبه مشهد استقبال الامام الخميني" وهذا معناه ان "النظام يريد ان يوجه رسالة الى الخارج تقول +اما نحن او الاخوان+".

وتساءل عن دور الجيش في ذلك و"اصراره على نقل السلطات خلال ستة اشهر فقط" وهي فترة غير كافية لترتيب الاوضاع وتنفيذ مطالب الثورة.

واعتبر ان هناك "مخططا جهنميا لانصار النظام السابق حتى لو كان الثمن حرق البلد".

وفي هذا الاطار حذر المعارض البارز محمد البرادعي الاحد في تصريح لصحيفة ملييت التركية من تنظيم انتخابات مبكرة، وقال ان حزب مبارك الذي تنحى تحت ضغط الشارع "يعتزم العمل على عودته تحت شعار جديد. هؤلاء الناس يملكون اصلا كل شيء: المال ووسائل الاعلام... والذهاب سريعا الى الانتخابات يعني السماح للنظام السابق بالعودة مجددا الى الساحة بوجه جديد".

من جانبه اعتبر شادي الغزالي حرب، احد القياديين الشباب للانتفاضة الشعبية ان "الانجاز الوحيد حتى الان هو رحيل مبارك"، مؤكدا ان "كل رموز النظام موجودة من عمر سليمان (نائب الرئيس السابق) الى زكريا عزمي (مدير ديوان رئيس الجمهورية السابق) وكذلك كل القيادات الاعلامية" التي كانت مع النظام السابق والتي تسعى الان الى المحافظة على مواقعها بركوب موجة الثورة.

واكد شادي ان التظاهرات ستستمر "كل يوم جمعة الى ان تتحقق مطالبنا" محذرا من ان "كل شيء قابل للتصعيد اذا ما استمر الوضع الحالي".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
نعم
د. بسام -

قرأت هذا منذ "إنتصار" الثورة، وأن الرئيس المخلوع مبارك قابع في شرم الشيخ على إتصال مستمر بالجيش وبنائبه المجرم الآخر. يظهر أن اللعبة ستمشي على المصريين كما أنها ستمشي على التونسيين، وفي كلا الحالتين قيل أن الرئيسين المخلوعين في حالة إغماء، وهذا ليس بالصدفة، ويجب المتابعة. هل كتب على العرب أن يحكموا إلى الأبد من قبل المريضين نفسياً والمجرمين؟

نعم
د. بسام -

قرأت هذا منذ "إنتصار" الثورة، وأن الرئيس المخلوع مبارك قابع في شرم الشيخ على إتصال مستمر بالجيش وبنائبه المجرم الآخر. يظهر أن اللعبة ستمشي على المصريين كما أنها ستمشي على التونسيين، وفي كلا الحالتين قيل أن الرئيسين المخلوعين في حالة إغماء، وهذا ليس بالصدفة، ويجب المتابعة. هل كتب على العرب أن يحكموا إلى الأبد من قبل المريضين نفسياً والمجرمين؟

لة كل الحق
سيرفنت -

الاخوان الانتهازيون يحاولون فرض سيطرتهم علي الميدان ومحاولة لبس قناع الوداعة بخطاب القراضوي لاسترضاء الاقباط الذين يعلمون انهم لهم بالمرصاد ومحاولة منع وائل غنيم من صعود المسرح ان دل يدل ان مليونيتهم ماهي الا محاولة لعمل دعاية لهم وليس الاحتفال بالنصر وعلي الشباب والقوات المسلحة توخي الحظر لان سيطة الاخوان علي الحكم ستكون بداية الخراب الحقيقي

لة كل الحق
سيرفنت -

الاخوان الانتهازيون يحاولون فرض سيطرتهم علي الميدان ومحاولة لبس قناع الوداعة بخطاب القراضوي لاسترضاء الاقباط الذين يعلمون انهم لهم بالمرصاد ومحاولة منع وائل غنيم من صعود المسرح ان دل يدل ان مليونيتهم ماهي الا محاولة لعمل دعاية لهم وليس الاحتفال بالنصر وعلي الشباب والقوات المسلحة توخي الحظر لان سيطة الاخوان علي الحكم ستكون بداية الخراب الحقيقي