أخبار

العودة ينقل "الحياة كلمة" من "mbc" إلى فضاء تويتر

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

إزداد نشاط رجل الدين السعودي سلمان العودة بعد برنامجه "الحياة كلمة"، الذي كان يبثّ عبر شاشة الـ(mbc)، ولم تبد الأخيرة أية أسباب لإيقاف بثّ البرنامج، الأمر الذي حرّك اتصالات وأموال "الجزيرة" نحو الظفر بالعودة النشيط في كسب قلوب أطياف من الأجيال الجديدة الشابة.

لم تمض سوى عشرة أيام فقط على مغادرة رجل الدين السعودي سلمان العودة وبرنامجه "الحياة كلمة" شاشة mbc إلا ووجد أن لفضاء الإنترنت ما "يكفر" عن "ذنب" الالتحاق بركب الشاشات التلفزيونية العديدة.

فمنذ قيام قناة mbc الأولى خلال الجمعتين الأخيرتين، وهو اليوم المعتاد لظهور برنامج العودة إيقاف بثّه، لم يكن حال العودة المستغرب من أسباب الإيقاف سوى تبرير ذلك أنه قرار من وزير الثقافة والإعلام السعودي الدكتور عبدالعزيز خوجة، الذي نفى الأخير ذلك قائلاً إنه "من أشدّ المتابعين لبرنامجه".

الحديث الدائر بين خوجة والعودة لم يكن عبر خطابات رسمية أو اتصالات هاتفية سرية، بل إن الأمر كان جليًا أمام الملايين عبر شبكة "تويتر" الإلكترونية، حيث لجأ إليها سلمان العودة كبديل لشاشة mbc مستقبلاً، وباثّا بشكل مصغر ووقت أرحب للـ"الحياة كلمة".

"تويترات" العودة التي جذب بها جيل الشباب الحالي بصفة خاصة من الجنسين زادت من متابعي الموقع الصغير ذي الرسائل الموجهة والمباشرة، جعلت من العودة في أعينهم معيار التصحيح والصواب في قضايا المجتمع والسياسة عامة.

رجل الدين والناشط الإسلامي العودة مابعد "العودة" ماذا قال عبر رسائله في "تويتر"لجموع متابعيه المتنقلين من الشاشة إلى الفضاء الإنترنتي؟.. يقول عبر معرفه الخاص "يجب أن يراجع المرء اجتهاداته وفق مستجدات العلم والمعرفة لديه، ويصححها وفق مقتضيات الإيمان الحق، ويعدلها وفق الواقع ومتغيراته".

وقال العودة، وهو صاحب الخطب الحماسية والثورية، لجموع شباب ميادين أفغانستان والبوسنة في السبعينات الميلادية أو مايعرف بدعاة شباب الصحوة الإسلامية في دفاع عن نفسه وعن أصحابه من الـ"ثلة" الأولين من رفاق دربه في المعسكر الإسلامي "لم نكن دعاة للتفجير والعنف، لكن كنّا دعاة إلى الإصلاح، ووقفنا مع المضطهدين في البوسنة وأفغانستان وفلسطين، ولانزال".

جذب العودة بخطابه الشبابي الموجّه فرق الشباب من ألوان مختلفة لم تجدمكانًا لمناقشة نواحيها المجتمعية إلا عبر شاشة العودة "الهاربة" وموقعه عبر الشبكات الاجتماعية على الإنترنت "المفتوحة"، وكأن الشباب كان ينتظر من "مدافع" العودة أن تنطلق لتحطم جدران الخجل والعيب في مجتمع يغلب عليه المحافظون.

وعلى الرغم من نشاط العودة عبر المواقع الاجتماعية التي لجأ إليها بشكل متفرغ بعد قرار إيقاف المجموعة الإعلامية الكبرى له ولبرنامجه الذيما زالت أسباب ذلك مجهولة، إلا أن حراك "جزيرة" قطر لا يزال متواصلاً، فمع ساعة إعداد هذا التقرير، أعلنت "الجزيرة" أنها ستبثّ في وقت لاحق لقاء مع سلمان العودة عبر أحد برامجها.

الحلقة المقرر عرضها عبر "الجزيرة" تم تسجيلها وفق العودة قبيل أربعة أشهر، وكانت تحت عنوان "الشباب بين اغتراب الهوية ومساحات الفعل"، الأمر الذي يجعل التيقن أن طبخة القناة القطرية على وشك النضوج في جذب العودة وبرنامجه الشهير، في وقت تدور فيه رحى الثورات العربية بيد الشباب.

إعلان "الجزيرة" الذي علمت "إيلاف" من مصادر مطلعة رفض العودة إليه، ربما سيكون من دواعي الامتناع والتراجع في بثّ حلقة الشباب المنتظرة عبر الشاشة القطرية التي عرضت له أضعاف ما تموّله به قناة mbc التي تتخذ من مدينة دبي الإماراتية مقرًا لها.

ويعتبر العودة صاحب نشاط كبير، يتجلى ذلك عبر ظهوره المتكرر عبر وسائل الإعلام العديدة، خصوصًا في المرحلة ما قبل العام 2003، التي أظهرت كذلك عودة بعض من أبناء جيله أمثال عائض القرني وسفر الحوالي، الذين أمضوا فترات تزيد عن الأعوام الخمسةداخل السجون السعودية.

يرأس العودة كما يمتلك قناة "دليل" الدينية، التي رشّحها الكثير لأن تكون منطلقًا لعودة "العودة" و"الحياة كلمة"، إضافة إلى إشرافه على موقع "الإسلام اليوم" على الانترنت، وكذلك عضويته في عدد من اللجان الإسلامية في دول عدة.

ورغم تحقيق البرنامجالديني إرثًا في أعداد مشاهديه المليونية، إلا أن طريقه للعودة إلى شاشة الـ(mbc) لا يزال محفوفًا باشتراطات ستجعل من عودته شأنًا صعبًا في القريب من الأيام، رغم ضبابية واسعة لأسباب إيقافه مع شقيقه البرنامج التلفزيوني الرمضاني الآخر المسمى بـ"حجر الزاوية".

الجدير ذكره أن برنامج العودة الذي يناقش موضوعات ومواقف مجتمعية عبر رؤى إسلامية "وسطية" بحسب تعبير العودة عنه، امتنع عن الإفتاء منذ شهر تشرين الأول/أكتوبر من العام الماضي، بعد تقييد العاهل السعودي للفتوى عبر هيئة كبار العلماء في المملكة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف