يد عبد الله السنوسي في قمع الثوار الليبيين

يقول المطلعون على الشؤون الليبية إن الأرجح هو أن عبد الله السنوسي، عديل الزعيم الليبي، يقدم له مشورة مهمة في كيفية رده على الثورة الشعبية التي تهدده بزلزلة نظامه بعد 41 عاما ظل يجثم فيها على صدر البلاد.

إذا كان الزعيم الليبي معمر القذافي ينصت لأي نصائح في الكيفية التي يجب أن يتعامل بها مع الثورة التي تجتاح مدن بلاده، فعلى الأرجح أنها تأتيه من عديله وأقرب مستشاريه وخلصائه عبد الله السنوسي، تبعا لما يذهب اليه الخبراء والمطلعون على الأمور.

ويقول هؤلاء إن السنوسي اكتسب سمعة سيئة منذ منتصف السبعينات بسبب وحشيته في التعامل مع يظن أنهم معارضون للنظام. ولهذا فإن المعارضة تصنفه في المرتبة الثانية بعد القذافي على قائمتها المعنْوَنة "مجرمو الحرب المطلوبون للعدالة".

وتنقل "غارديان" البريطانية عن نعمان بن عثمان، وهو "جهادي" سابق يعرف السنوسي عن قرب قوله: "السنوسي سيقف مع القذافي الى النفَس الأخير. وهو رجل بالغ الجرأة ويفتقر تماما الى التحضّر والمسلك الشفّاف. وكلاهما يتفق على أن القوة الساحقة والبطش الماحق هما السبيل الوحيدة لوقف عجلة الثورة".

وتُلقى المسؤولية على السنوسي في مقتل المئات في بنغازي، ثانى أكبر مدن البلاد في الشرق، وفي تجنيد المرتزقة الأجانب الذين يستخدمهم النظام لحصد أرواح المتظاهرين. وهو الرجل الذي يلقي عليه الليبيون باللائمة في مجزرة سجن أبو سليم بطرابلس في 28 و29 يونيو / حزيران 1996 وفقد فيها قرابة 1200 معتقل أرواحهم برصاص الشرطة بسبب اعتراضهم على ظروفهم السيئة داخل السجن.

وتبعا للموسوعة الحرة "ويكبيديا" فقد قام الجناة بدفن بعض الجثث في باحة السجن وبعضها في مقابر جماعية متفرقة في ضواحي طرابلس. وقد أنكر النظام الليبي في البداية وقوع المجزرة، لكنه اعترف بها في نهاية الأمر، ووعد بالتحقيق في القضية واتخاذ الاجراءات اللازمة بحق المسؤولين عنها، وهو ما لم يحدث بالطبع.

وفي مطالع الثمانينات، عندما كان السنوسي مسؤولا عن الأمن الداخلي، لقي العديد من المعارضين حتفهم أو اختفوا في ظروف غامضة. وعُرف عنه أنه شغل في السنوات الأخيرة منصب رئيس الاستخبارات العسكرية بعد ترقيته الى لواء، ولكن لا يعرف ما إن كان يشغل هذا المنصب حتى الآن. لكن الثابت أنه من أكبر مَن يسمون "أهل الخيمة" مقاما، وهؤلاء هم أقرب المقربين الى القذافي ويشكلون الدائرة التي تحيط مباشرة به.

ويقول لاجئ ليبي طلب حجب هويته: "السنوسي معروف بطول البلاد وعرضها لأنه يزرع الخوف في نفوس الناس بشكل مريع. هذا رجل وحشي وعالي الطموحات، وأينما توجه القذافي كان في معيته لأن هذا الأخير يأتمنه على حياته نفسها".

ويعرف أن السنوسي حد كثيرا من تحركاته العلنية في السنوات الماضية. فهو عاجز عن السفر بعدما أدانته محكمة فرنسية غيابيا في العام 1999 بدور رئيسي في تفجير طائرة تابعة لشركة "اتحاد وسائل النقل الجوية الغينية" في سماء النيجر وقتل في الحادث 170 راكبا.

في ذلك الوقت، كان السنوسي يترأس جهاز الأمن الخارجي. وبسبب صفته هذه قيل إنه جنّد عبد الباسط المقراحي الذي أدين بتدبير تفجير طائرة "بان آم" الأميركية فوق بلدة لوكربي بجنوب غرب اسكتلندا في العام 1988. ومثل المقراحي فإن السنوسي ينتمي لقبيلة آل مقرح التي تتخذ مقرها في أطراف الصحراء الكبرى بمنطقة سبها في جنوب غرب البلاد. وتربطه أيضا عمومة مع عبد السلام جلود، أحد أذرع القذافي اليمنى.
وتصف برقيات الدبلوماسيين الأميركية المسرّبة على "ويكيليكس" السنوسي بأنه مقرّب من القذافي بحيث يتولى ترتيب معظم مواعيده الطبيّة. ومثل بقية كبار المسؤولين الليبيين فإن له مصالح تجارية واسعة النطاق.

وتقول مصادر ليبية وعربية وغربية إن السنوسي سفّاك لا يتورع عن ضرب المعتقلين بنفسه. ويقول سياسي في المغرب العربي الكبير إنه "عين القذافي وأذنه ومنفّذ أبشع أوامره شخصيا". ويتهمه استخباريون عرب بأنه كا يقف وراء محاولة لاغتيال العاهل السعودي الملك عبد الله في أواخر 2003.