ساحل العاج تغرق في العنف في خضم الوساطة الافريقية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
ابيدجان: عادت ساحل العاج الى الفوضى مع اندلاع معارك دامية الثلاثاء في ابيدجان فيما فشلت الوساطة الافريقية في التوصل الى اي حل للازمة بين الرئيس المنتهية ولايته لوزان غباغبو والحسن وتارا الذي اعترف به المجتمع الدولي رئيسا.
وصباح الاربعاء شهد حي ابوبو الموالي لوتارا هدوءا متقطعا. والحي الذي يرمز الى الازمة الناجمة عن انتخابات تشرين الثاني/نوفمبر، كان مسرح اعمال العنف التي جرت الثلاثاء.
ونشرت قوات الدفاع والامن الموالية لنظام غباغبو اليتين مدرعتين على الدوار الرئيسي واغلقت الطريق الى بعض المناطق فيما خلت شوارع عديدة من المارة واغلقت المتاجر، بحسب مراسل وكالة فرانس برس.
وفي المنطقة التي سميت "بي كاي 18" بدأ عشرات السكان اغلبهم من النساء والاطفال بالمغادرة خشية استئناف العنف.
وقالت سيدة تنقل امتعتها على راسها لوكالة فرانس برس "منذ الامس (الثلاثاء) سيطر المهاجمون على هذه الانحاء وقتلوا رجال الامن. انا راحلة".
وافاد السكان ان عناصر قوات الدفاع والامن ومسلحين مجهولين خاضوا "معارك بالاسلحة الثقيلة".
وافاد مصدر امني ان مركز قيادة العمليات الامنية وهو وحدة النخبة الموالية لغباغبو فقد حوالى عشرة من عناصره في معارك عنيفة عندما تعرضت اربع من عرباته لمكمن.
وافاد شهود عن حصيلة اكبر تكبدها مركز قيادة العمليات الامنية وعن عدد من القتلى المدنيين. وشوهدت صباحا جثة مدني قتل بالرصاص قرب محطة وقود.
لكن مسؤولا في القوة الامنية النخبوية اكد لفرانس برس صباح الاربعاء ان هذه الوحدة خسرت ثلاثة رجال فحسب فيما "جرح سبعة اخرون بالرصاص" وقتلت "سبعة مهاجمين".
وتتهم حكومة غباغبو "المتمردين" بالتمركز في الحي حيث قتل عشرة من قوات الدفاع والامن على الاقل منذ كانون الثاني/يناير قبل معارك الثلاثاء.
اما معسكر وتارا المتحالف مع تمرد القوى الجديدة سابقا الذي يسيطر على شمال البلاد منذ 2002 فينفي ضلوعه في هذه الاعمال التي وصفتها الصحافة المحلية بانها من تنفيذ "فرقة كوماندوس خفية".
وبوحي من الثورتين المصرية والتونسية ضاعف انصار وتارا الضغط في الاسبوع الفائت ودعوا الى "ثورة" لطرد غباغبو.
وقتلت قوات الدفاع والامن منذ السبت ما لا يقل عن عشرة من المتظاهرين المناصرين لوتارا عند تفريقهم الحشد بالرصاص الحي، على ما افادت مصادر متطابقة، سواء في ابوبو او في حيي كوماسي وتريشفيل (جنوب).
وادت اعمال العنف التالية للانتخابات الى مقتل اكثر من 300 شخص منذ منتصف كانون الاول/ديسمبر بحسب الامم المتحدة.
واتى استئناف العنف هذا وسط بذل الاتحاد الافريقي مجددا جهوده لحل الازمة، الامر الذي باء بالفشل حتى الساعة.
والاثنين والثلاثاء التقت لجنة من اربعة رؤساء افارقة عينها الاتحاد الاوروبي غباغبو ووتارا بهدف التوصل قبل 28 شباط/فبراير الى حلول "ملزمة".
وبدأ اعضاء اللجنةالتي يرأسها محمد ولد عبد العزيز مساء الثلاثاء يغادرون البلاد وسيلتقون في نواكشوط "في الايام المقبلة".
ويفضل الاتخاد الاوروبي حلا سلميا، لكن الوسيط السابق رئيس الوزراء الكيني رايلا اودينغا اعتبر ان فشل العقوبات الاقتصادية في "تغيير النظام فبالطبع ان القوة ستستخدم".
وهددت المجموعة الاقتصادية لدول افريقيا الغربية باستخدام القوة لطرد غباغبو من القصر الرئاسي.