المالكي يعد بتنفيذ مطالب المتظاهرين ومعاقبة المعتدين عليهم

في وقت وعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي بتنفيذ مطالب المحتجين فقد شهد يوم الغضب العراقي تظاهرات إحتجاج شارك فيها الالاف في أنحاء البلاد داعين الى محاربة الفساد والبطالة وتوفير الخدمات ما ادى الى صدامات مع قوات الامن التي اطلقت النار عليهم ما ادى الى مقتل 13 متظاهرا واصابة حوالي 100 بجروح ما دفع المحتجين الى إحراق مقرات للمحافظات والمجالس المحلية في عدد من مدن وبلدات البلاد بالترافق مع تقديم طلبات بتشكيل حكومة تكنوقراط مصغرة بدل حكومة المحاصصة الحالية.

بغداد: في كلمة الى العراقيين الليلة وعد رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي انه "ما من شيء إعترض عليه المواطنون أو إحتجوا لعدم رضاهم عنه يذهب سدى وانني سأتابع شخصيا تنفيذ كافة الأمور التي تقع تحت مسؤولياتي كرئيس لمجلس الوزراء وأتابع عمل الوزراء والحكومات المحلية وإلزامهم بتنفيذ الوعود التي تعهدوا بها أمام المواطنين بكل جد ومسؤولية وسأبذل قصارى جهدي للتعاون والتنسيق مع السلطتين التشريعية والقضائية من أجل حل المسائل الأخرى التي يشكو منها المواطنون وتقع في دائرة مسؤولياتهم" . وشدد بالقول "إن بلدنا مليء والحمد لله بالكفاءات البشرية والثروات المادية الكبيرة ويجب أن نتكاتف جميعا ونتعاون معا من أجل أن نبني هذا الوطن وننعم بخيراته جميعا".

كما ثمن المالكي "بالشكر والإمتنان أبناء شعبنا الكريم الذين برهنوا على قدر كبير من الشعور بالمسؤولية والتحضر وحب وطنهم وفوتوا الفرصة على الإرهابيين وأنصارهم الذين يفكرون بالعودة إلى عهد الظلم والدكتاتورية ،وأتوجه بالشكر إلى المرجعيات الدينية والقيادات السياسية والنقابيةوالعشائر وكافة الذين أسهموا في الترشيد والتحذير من إستغلال الإحتجاجات المشروعة من قبل " . واشاد "بجميع أفراد قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية الذين حافظوا على الأمن والهدوء برباطة جأش وصبر يستحقان التقدير، ومارسوا دورهم الحضاري في حماية المواطنين وفق الأسس الدستورية وحافظوا على مؤسسات الدولة الشرعية واننا سنحقق في بعض الإختراقات والتجاوزات التي حدثت في أماكن محدودة ليأخذ المقصرون والمتجاوزون جزاءهم ".

من جانبه حمّل المرجع الشيعي الشيخ قاسم الطائي الحكومة والقوات الامنية مسؤولية التطورات التي حصلت في التظاهرات في جميع انحاء العراق من عمليات ضرب واعتداء على المتظاهرين. وقال في تصريح صحافي إن الحكومة والقوات الامنية تتحمل كل ما جرى من تطورات واعتداءات على المتظاهرين الذين يمارسون حقهم الطبيعي بالمطالبة بحقوقهم المشروعة. وشدد على ان على الحكومة والقوات الامنية ان تعي ان هؤلاء المتظاهرين هم ابناء الشعب العراقي وعليهم ان يعاملوهم باحترام ، وليس بالضرب واستخدام الاسلحة ضدهم.

كما دعت القائمة العراقية بزعامة اياد علاوي الحكومة الى تحمل مسؤوليتها كاملة في الحفاظ على أرواح المتظاهرين والاعلاميين لنقل مطالب الشعب بصورة حقيقية وكاملة وضمان حقوق الانسان .

وناشدت في بيان صحافي القوات الامنية حماية اخوانهم من أبناء الشعب وهم يعبرون عن مطالبهم ، وحماية الإعلاميين لانهم صوت الحقيقة وجسر الكلمة الحرة. وقال مستشار القائمة هاني عاشور قوله إن المطلوب من الحكومة وقياداتها الامنية السماح للمتظاهرين بالتعبير عن انفسهم ومطالبهم وعدم منعهم لان في صوتهم تكمن الحقيقة الساعية إلى إصلاح العراق وطرد المفسدين وبناء الدولة الديمقراطية الحديثة.

واضاف عاشور ان الاعتداء على الاعلاميين ومؤسساتهم هو ضد مبادئ حقوق الانسان وحرية المعلومات ، وحقوق الصحافيين في نقل الحقائق و ان الاعتداء على قناة الديار يشير الى نوايا مبيتة ضد الاعلاميين وتضليل الرأي العام لمنعهم من نقل الحقائق كاملة للشعب العراقي ".

واشار الى ان التظاهرات جاءت لتكشف زيف الاتهامات بانها مسيسة وفيها مآرب خفية بل انها كشفت ان للشعب حقوقا يطالب بها ولا وجود لاية حالة تسييس وانها ما زالت في اطارها الحضاري . وطالب بأن لا تمارس بعض الجهات الامنية اية قسوة ضد المتظاهرين ما يمكن ان يعرضهم للمساءلة القانونية وان يلعبوا دورا حضاريا في حماية ابناء شعبهم لان مطالب الشعب هي للجميع ومن ضمنهم افراد القوات الامنية.

ودعا الى توفير الحصانة للاعلاميين لانهم الصلة بين الشعب والحكومة ومعبر الحقيقة للجميع فالحكومة ترى من خلالهم والشعب يوصل صوته عبرهم .. والى اطلاق سراح المعتقلين من المتظاهرين والاعلاميين فورا .

رئيس البرلمان يطالب الحكومة بالتحقيق في سقوط ضحايا من المتظاهرين

بدوره، دعا رئيس مجلس النواب العراقي الحكومة الى فتح تحقيق في سقوط ضحايا من المتظاهرين وتلبية مطاليبهم.

وشدد النجيفي في بيان مساء الجمعة على الدعم الكامل لمجلس النواب للمتظاهرين في المطالبة بحقوقهم داعيا الحكومة الى تحمل مسؤولياتها في حماية المتظاهرين والحفاظ على ارواحهم وعلى الممتلكات العامة والخاصة مؤكدا ان حق التظاهر مكفول للجميع.

كما دعا الى الاستجابة السريعة من قبل الحكومة لمطالب المتظاهرين معلنا دعم مجلس النواب الكامل لهذه المطالب والزام الحكومة في التحرك السريع لانهاء ذلك. وطالب بفتح تحقيق بشأن الضحايا الذين سقطوا اثناء التظاهرات من شهداء وجرحى ومحاسبة المهاجمين واطلاق سراح الابرياء.

واكد ضرورة التعامل الانساني مع المواطنين وفق مبادئ حقوق الانسان وعدم تكميم الافواه وتقييد الحريات. وطالب المتظاهرين بعدم الاخلال بالامن والتجاوز على الممتلكات العامة والمؤسسات الحكومية مجددا التأكيد على تبني مجلس النواب مطالب الشعب وإلزام الحكومة بتنفيذها.

تفريق المحتجين في ساحة التحرير في بغداد وسقوط قتلى وجرحى في مناطق أخرى

وبعد ظهر اليوم أطلقت القوات الأمنية الرصاص الحي لتفريق آلاف المتظاهرين المحتشدين في ساحة التحرير وسط العاصمة العراقية فيما القت طائرات الهليكوبتر مواد غبارية عليهم فيما كانت وحدات اخرى تطلق الرصاص المسيل للدموع وخراطيم المياه ما ادى الى اصابة العشرات من المحتجين. وقد اصيب العشرات من المتظاهرين بجروح الامر الذي ادى الى انسحابهم من ساحة التحرير الى الشوارع الجانبية.

وفي وقت سابق اليوم توجه المتظاهرون المحتجون نحو المنطقة الخضراء في وسط العاصمة والتي تضم المراكز الحكومية العليا ومعظم السفارات الاجنبية وفي مقدمتها السفارتان الاميركية والبريطانية الا ان القوات الامنية تصدت لهم وأعادتهم على اعقابهم. وقد اصدر المتظاهرون وشخصيات سياسية مؤيدة لهم بيانًا يطالبون فيه الحكومة بتحديد سقف زمني لتحقيق مطاليبهم ويدعون مجلس النواب الى سحب الثقة من الحكومة وتشكيل حكومة خدمات مصغرة بدلاً من حكومة المحاصصة الحالية ومحاربة الشخصيات الفاسدة في الحكومات التي تعاقبت على البلاد منذ العام 2003 وتطهير القوات الامنية من القيادات والعناصر الضالعة في تعذيب المعتقلين وترويع المواطنين.

كما شهدت اكبر مدينتين بعد بغداد وهما البصرة الجنوبية والموصل الشمالية صدامات بين رجال الامن وعشرات الالاف من المتظاهرين . وفي مدينة البصرة حاصر المتظاهرون مبنى المحافظة وارغموا محافظها عبود شلتاغ على الاستقالة لكنهم اصروا على استقالة جميع اعضاء مجلس المحافظة وحاولوا احتلال مبنى المحافظة، الامر الذي ادى بقوات الامن الى اطلاق النار عليهم ما اسفر عن مقتل شخصين واصابة اخرين . واثر ذلك اعلنت قيادة عمليات البصرة فرض حظر للتجوال يستمر إلى الساعة السادسة صباحا من يوم غد السبت.

وفي الموصل الشمالية احتشد الاف المتظاهرين امام مبنى المحافظة للمطالبة بتحسين الخدمات وتوفير فرص العمل للعاطلين ومحاربة الفساد الاداري ما دفع القوات الامنية الى اطلاق النار باتجاه المتظاهرين الامر الذي اسفر عن سقوط 5 قتلى وعشرات الجرحى . وقد اضرم المتظاهرون النار في مبنى المحافظة . واتهم محافظ الموصل اثيل النجيفي قوات خاصة قادمة من بغداد ومدربة على مواجهة الشغب باطلاق النار على المتظاهرين داعيًا الى سحبها فورًا واعادتها الى العاصمة.

كما احرق المتظاهرون في مدينة الحويجة جنوب مدينة كركوك الشمالية النار في مبنى المجلس البلدي بعد ان اطلقت الشرطة النار على المتظاهرين ما ادى الى مقتل 3 اشخاص واصابة 15 آخرين.

واثر ذلك توجه شيخ جعفر مصطفى وزير البيشمركة في حكومة اقليم كردستان صحبة اكثر من خمسة آلاف من قوات البيشمركة الكردية من مدينة اربيل إلى محافظة كركوك وذلك بقرار من حكومة الاقليم للحفاظ على المقرات الكردية الموجودة في المدينة وحفظ الامن في المناطق الكردية.

لكن الجبهة التركمانية العراقية اعترضت على ذلك وطلبت حماية مقراتها في المحافظة مما اسمته باستفزاز عناصر كردية مدفوعة من قبل الحزبين الرئيسين الحاكمين في كردستان ودعت مواطني كركوك إلى الهدوء وضبط النفس.

ومن جهته، أعلن قائد القوات الميدانية في محافظة صلاح الدين غرب بغداد عن فرض حظر للتجوال في عموم مدن المحافظة ابتداء من الساعة الخامسة مساء وإلى اشعار اخر بسبب الاشتباكات المسلحة التي وقعت عصر اليوم بين القوات الامنية والمتظاهرين في تكريت وسامراء . وقال مصدر في شرطة صلاح الدين ان هناك اشتباكات بين المتظاهرين والاجهزة الامنية بعد ان حاولت القوات الامنية تفريق المتظاهرين من امام مبنى المحافظة وان القوات الامنية استخدمت السلاح والرصاص الحي الى جانب استخدام خراطيم المياه والقنابل الصوتية وعلى اثر هذه الاشتباكات تم فرض حظر للتجوال . وقال ان خمسة من المتظاهرين اصيبوا في تكريت وشخصًا اخر في سامراء.

كما اقتحمت مجموعة من المتظاهرين مبنى المجلس المحلي لمدينة الرطبة غربي الانبار وقامت باحراق سيارة رئيس المجلس المحلي.

واقتحمت مجموعة من المتظاهرين مبنى المجلس المحلي لقضاء الرطبة وحطمت اثاث المجلس ثم قامت بحرق سيارة رئيس المجلس مثنى جروان .

وطالب المتظاهرون اعضاء المجلس المحلي وقائمقام القضاء بالاستقالة بسبب سوء ادارتهم للقضاء.

وفي مدينة الرطبة في الرمادي تظاهر العشرات من المواطنين مطالبين بمحاربة الفساد والقضاء على البطالة.

كما تظاهر المئات من شباب قضاء كالار جنوب محافظة السليمانية الشمالية بالقرب من مقر الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود بارزاني للمطالبة باجراء اصلاحات سياسية والنهوض بالواقع الخدمي وتوفير فرص العمل.

كما شهدت مراكز جميع المحافظات العراقية تظاهرات احتجاج احرقت خلالها مقرات المجالس المحلية والبلدية فيما استطاع اعضاء مجالس محافظات اخرى بعد التفاوض مع المحتجين وتسلم مطاليبهم الى إقناعهم بفضّ تظاهراتهم.

المرجع الطائي يدعو إلى المشاركة والجعفري يحذر من مندسين

وكان الآلاف من العراقيين قد توجهوا صباح اليوم الى ساحة التحرير في وسط العاصمة بغداد سيرًا على الاقدام نظرًا لحظر سير المركبات حاملين الاعلام العراقية واليافطات التي تدعو إلى مكافحة الفساد والبطالة وتطالب بتوفير الخدمات الاساسية.

كما بدأت تظاهرات احتجاج مماثلة في عموم العراق للمطالبة بالأهداف نفسها وهي احتجاجات يشهدها العراق منذ اسابيع عديدة. وقد خرج الآلاف من المتظاهرين في مدينة البصرة الجنوبية مطالبين بإقالة المحافظ وتحسين الخدمات.

وفي بيان وزع على المتظاهرين فقد دعا المرجع الشيعي اية الله الشيخ قاسم الطائي السياسيين العراقيين وخصوصًا اعضاء مجلس النواب والمجالس المحلية "الى الاسراع بمشاركة شعبهم في التظاهرات التي تشهدها بغداد وعدد من المحافظات" . وقال المرجع الطائي في بيان له وصلت نسخة منه الى "ايلاف" اليوم "ان تظاهرات اليوم فرصة لهم تسجل في تاريخهم وسيأتي اليوم الذي سيفتخرون به جراء مشاركتهم لشعبهم في مطالبه الحقة المشروعة ".

وحث المرجع الطائي الشعب العراقي على المشاركة في التظاهرات وان لا يثبط حظر التجوال عزيمتهم وان يتوافدوا الى امكنة التظاهرات في جميع انحاء العراق على شكل تجمعات وبمسيرات سلمية.

ومن جانبه حذر رئيس التحالف الوطني العراقي "الشيعي" ابراهيم الجعفري من استغلال التظاهرات الجماهيرية من قبل قوى واتجاهات مختلفة في غير توجهاتها المعلنة وتسييس المطالب لخدمة اجندات خارجية.

وقال الجعفري في لقاء مع عدد من مسؤولي المؤسسات الاعلامية ان التحالف الوطني يقف مع الجماهير في حقها بالتظاهر والتعبير عن المطالب واشعار المسؤولين بالمظالم والحرمان شريطة ان لا تخرج التظاهرات عن الالتزام بالقوانين الاساسية المتعلقة بوحدة العراق ومفاهيم الديمقراطية .واشار الى ان ما جرى ويجري في العديد من البلدان العربية يختلف تماما عما هو موجود في العراق كون هذه الشعوب انتفضت على حكام لم يكتفوا بعقود من السلطة والاستبداد بل باتوا يورثونها لأبنائهم.

وشدد الجعفري على اهمية الدور الذي يضطلع به الاعلام العراقي باعتباره الوسيط الحيوي الناقل لواقع الحال بين الساسة وعامة الناس والمرأة الحية التي تعكس هموم المواطنين وتطلعاتهم وعلى السياسيين ان يغذوا الذات بما يطرح في وسائل الاعلام لتصحيح الاخطاء.

ومعالجته من قبل الاجهزة التنفيذية وبالتالي قد نجد الحالة السلبية البسيطة وبسبب التأخر في المعالجة قد اصبحت معضلة تفاقمت مفرداتها واستعصى حلها .
ومن جانب اخر اعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة عن قتل وزير الحرب في دولة العراق الاسلامية نعمان سلمان خليفة ابو ايوب المصري في عملية أمنية نفذت في غرب محافظة الأنبار.

انتشار مكثف للقوات وحظر لتجوال المركبات

وقد فرضت قيادة عمليات بغداد حظرا على حركة المركبات بكافة أنواعها والدراجات الهوائية والنارية أبتداءً من منتصف الليلة الماضية وحتى إشعار آخر . وقالت إن الاجراء جاء لاسباب امنية وذلك من اجل الحد من حركة التظاهر التي تشهدها العاصمة اليوم للمطالبة بضرب الفساد المالي والاداري ومكافحة البطالة وتوفير الخدمات الاساسية لحياة المواطنين.

كما انتشرت القوات الأمنية بشكل مكثف في ساحة التحرير وشوهدت عجلات تحمل أرقام وزارة الدفاع العراقية منتشرة بشكل مكثف في الساحة . وتم اغلاق جميع المنافذ المؤدية الى ساحة التحرير وذلك لعرقلة ومنع وصول المتظاهرين الى المكان حيث اغلقت منافذ جسر الجمهورية وجسر السنك وساحة الخلاني والسعدون وساحة الطيران بحواجز كونكريتية.

ومن المنتظر ان تقوم القوات الامنية اليوم باجراءات تفتيش شديدة وتمنع حمل الهواتف النقالة وتصادر الكاميرات وربما يتعدى الامر الى اعتقال اصحابها .

وقال المتحدث باسم قيادة عمليات بغداد اللواء قاسم عطا إن القرار المتخذ بشأن منع دخول سيارات النقل المباشر العائدة للقنوات الفضائية إلى ساحة التحرير قد اتخذ لدواع أمنية هدفها حماية أرواح المتظاهرين وغير المتظاهرين.

واشار الى ان هناك تهديدات أمنية دفعت لاتخاذ هذا القرار من اجل منع التداخل بين سير المركبات وبين حركة المواطنين بحسب قوله .. موضحا ان معلومات أمنية تشير إلى وجود نية لدى الإرهابيين بتفجير سيارات مفخخة وعبوات ناسفة في تظاهرة اليوم.

ومن جانبها أعلنت اللجنة الأمنية في مجلس محافظة بغداد عن منع رفع الشعارات المناهضة للحكومة .. وقال رئيس اللجنة عبد الكريم الذرب إن "زمن الدكتاتورية قد انتهى في العراقوالآن هناك نظام سياسي منتخب من قبل الشعب ولا يمكن المطالبة بتغييره".

واشار الى أنه "اذا كان الهدف من التظاهرة هو المطالبة بتوفير الخدمات والحقوق القانونية فكان الأجدر بالمتظاهرين ان يتظاهروا كلٌّ حسب منطقته منعًا لاستهدافهم من قبل الجماعات المسلحة". واكد أن "الاجهزة الامنية اتخذت جميع التدابير اللازمة لحماية التظاهرة".. مستدركًا بالقول "لكن حماية جمع كبير من المتظاهرين وسط مكان مفتوح امر صعب".

وفي محافظات البلاد الاخرى اتخذت اجراءات امنية مشددة مماثلة فيما قررت مجالس بعض هذه المحافظات جعل اليوم الجمعة وهو العطلة الاسبوعية يوم عمل اعتياديا لمنع منتسبي الادارات من المشاركة في تظاهرات الاحتجاج.

الحكومة والمراجع والبعثيون يشوشون على الاحتجاجات

وتتعرض احتجاجات يوم الغضب العراقي لحملة مواجهة وتشويش تقوم بها جهات متباينة في مواقفها واتجاهاتها السياسية الامر الذي خلق بلبلة واضحة في صفوف المحتجين خصوصًا والعراقيينعمومًا،على الرغم من ان الداعين إليها هم من العناصر الوطنية الشابة .

ففي حين حشدت الحكومة العراقية جميع قواها لمنع احتجاجات اليوم فقد ناشد رئيسها نوري المالكي العراقيين اجهاض هذه الاحتجاجات بذريعة اندساس عناصر من البعث والقاعدة بين ناشطيها.

وقال المالكي في خطاب وجهه الى العراقيين " اؤكد مرة اخرى على حقكم بالتعبيرعن رايكم ورفع صوتكم بالاحتجاج او الاعتراض على كل ما تشخصونه من اخطاء او خلل ولكن مع مراعاة النظام العام ومصلحة البلاد وعدم الإضرار بالامن والاستقرار كما ادعوكم من موقع الحرص الى ضرورة اجهاض مخططات اعداء الحرية والديمقراطية وعدم المشاركة بتظاهرة الغد لأنها مريبة وفيها إحياء لصوت الذين دمروا العراق واسقطوا سيادته ودمروا مؤسساته واشاعوا القتل والفساد وهذا لايعني حرمانكم مرة اخرى من حق التظاهرات المعبرة عن المطالب الحقة والمشروعة ويمكنكم اخراج هذه التظاهرات في اي مكان او زمان تريدون خارج مكان وزمان تظاهرة يقف خلفها الصداميون والارهابيون والقاعدة وأحذركم من مخططاتهم التي تستهدف حرف المسيرات والتظاهرات لتتحول الى تظاهرات قتل وشغب وتخريب واشعال فتنة يصعب السيطرة عليها وتفجيرات واحزمة ناسفة" .

كما دخل مراجع الشيعة الكبار على خط معارضة تظاهرات اليوم داعين الى عدم المشاركة فيها نظرًا لسيطرة الشيعة على السلطة وقامت سيارات تحمل مكبرات للصوت بالتجوال على الاحياء الشعبية ودعوة المواطنين إلى الامتناع عن المساهمة فيها.

ومن جانبها، دعت رئاسات الاوقاف الشيعية والسنية والمسيحية المشاركين في يوم الغضب إلى منح الحكومة مهلة كافية لتنفيذ مطاليبهم. وقالت في بيان مشترك إن الكثير من العراقيين يعتبرون تظاهرة اليوم فرصة حقيقية للمطالبة بتحسين واقعهم الخدمي والمعيشي وتحقيق بعض أهدافهم التي تعذر على الحكومة تحقيقها خلال الحقبة الماضية. وشددت على حرمة دم الشعب العراقي وصيانة أمواله وممتلكاته وقالت ان سفك الدماء خطوط حمراء وجريمة نكراء وان الاعتداء على الممتلكات العامة والخاصة من منشآت ومؤسسات وغيرها امر محرم.

وناشدت الاوقاف الثلاثة المتظاهرين إلى أن يكونوا حذرين ويقظين وخاطبتهم قائلة "كونوا جدارًا بشريًا أمام أصحاب النوايا السيئة والخبيثة وحصنًا منيعًا أمام الانفعالات والحماسة غير المنضبطة للحفاظ على أهداف وسلمية التظاهرة قبل أن ينفلت زمام الأمر. ودعت قوات الأمن الى حماية المسيرة السلمية بكل أمانة ومسؤولية ومهنية عالية وطالبت بالابتعاد عن ردود الأفعال المتشنجة والمتسرعة.

ومن جهتهم دخل البعثيون على خط الدعوة للمشاركة في احتجاجات اليوم ووجهوا نداءات من خلال مواقعهم الالكترونية لدعم التظاهرات الامر الذي اعطى مبررا للسلطات للوقوف بوجهها وتحذير المواطنين من المساهمة فيها.

وقد وصل الحد بهذه المواقع الى توزيع خارطة لتحرك المتظاهرين من مختلف انحاء العاصمة العراقية الى ساحة التحرير في وسطها. وقالت ان المسيرات من احياء بغداد ومناطقها المختلفة ستبدأ في الساعة السابعة صباحا (4 بتوقيت غرينتش) لتلتقي في ساحة التحرير. وقالت انه من الواضح ان هذه الساحة لن تتسع لكل المتظاهرين ولذلك فإن المطلوب هو ملء جميع شوارع العاصمة بالمتظاهرين.

وفي احد النداءات قالت "ان يوم الجمعة سيكون يوم غضب لا ينتهي الا بتحرير كل شبر في العراق من دنس الفرس والاميركيين وان شيوخ العراق قد عقدوا العزم على ان يكونوا يدًا واحدة لتحقيق انبل هدف". واشارت الى "ان ضباط الشرطة والجيش من ابناء عشائر العراق قد تعاهدوا على ان يكونوا جزءًا من تظاهرات شعبهم وسيقطعون اليد التي تمتد إليهم وهم اول من يعلن العصيان على حكومة العمالة... حيا الله رجال العراق الابطال وهم يسطرون تاريخهم المشرق".

كما نشر الحزب قصائد تحريض لشاعرين معروفين بتأييد النظام السابق هما عبد الرزاق عبد الواحد تحت عنوان "عصفت فأوقد ايها الغضب".. ورعد بندر تحت عنوان "يا أيها المرابطون".

تباين مواقف الجماعات المسلحة من الاحتجاجات

وفيما أعلنت 8 جماعات عراقية مسلحة وقف عملياتها اعتبارًا من اليوم وحتى الثاني من الشهر المقبل تضامنًا لما قالت انها انتفاضة الشعب العراقي فقد قالت كتائب حزب الله المنشقة عن جيش المهدي والمدعومة ايرانيًّا ان هذه التظاهرات تخدم الاحتلال الاميركي.

وقالت الجماعات المسلحة المقاومة الثماني في بيان لها "تأييدا منا ووقوفاً مع ثورة الشعب العراقي المظلوم في المطالبة بحقوقه المشروعة وانتفاضته على الاحتلال والظلم والاضطهاد والفساد والقمع ومصادرة الحريات، فقد قرر الموقعون على هذا البيان من فصائل المقاومة تعليق كل أنواع العمل المسلح خلال فترة التظاهرات التي أعلن الشعب أنه سيبدأها يوم الجمعة بتاريخ 22 ربيع الأول 1432هـ، الموافق 25 شباط 2011م إلى 27 ربيع الأول 1432 هـ، الموافق 2 آذار 2011م، وسيكون لنا بعد ذلك شأن آخر بحسب الموقف لأجل توفير أفضل جو آمن لهذه الجماهير للتعبير عن مطالبها المشروعة التي صادرتها حكومة المحتل والتي ستقوم حتماً باختراق هذه التظاهرات لإفسادها بل ستستهدف المتظاهرين بأعمال عنف تنسبها إلى فصائل المقاومة التي من أهم ثوابتها عدم استهداف الأبرياء ونصرة المظلومين المستضعفين والذود عنهم، ونوصي جماهير شعبنا الثائرة بالمحافظة على الصفة السلمية للتظاهر وعدم الانجرار إلى أي شكل من أشكال العنف والحفاظ على الممتلكات العامة لعل الله يكتب الفرج القريب لشعبنا الجريح المستباح".

ووقع البيان كل من: جبهة الجهاد والتغيير وجماعة أنصار السنة والجماعة الإسلامية في العراق وحركة التصحيح والتجديد للجيش الإسلامي في العراق وجبهة الجهاد والتحرير والخلاص الوطني وحركة المقاومة الإسلامية (حماس - العراق) والجبهة الإسلامية للمقاومة العراقية (جامع) وجيش الفاتحين.

وعلى العكس من هذا الموقف أعلنت كتائب حزب الله المنشقة عن التيار الصدري والمدعومة من ايران معارضتها لاحتجاجات اليوم لانها تصب في مصلحة الاحتلال الاميركي على حد قولها .

وقالت في بيان لها "نعتبر التظاهر والمطالبة بالحقوق حقا طبيعيا لابناء شعبنا وهو سلاح فعّال يجب ان يبقى دائماً بأيديهم". لكنها أشارت الى "ان هذهِ التظاهرة وبهذا التوقيت وبهذهِ المطاليب هي قطعاً في مصلحة الاحتلال الأميركي وذلك لانهُ يبحث عن مبرر يجعله يلتف حول موعد انسحابه من العراق نهاية عام 2011 وذلك المبرر هو ايجاد مشاكل أمنية ومشاكل بين ابناء الشعب والحكومة وهذا من الممكن ان تؤدي اليه هذه التظاهرات اذا ما خرجت عن اطارها السلمي".

واضافت الكتائب "ان الاحتلال وبقايا البعث وحارث الضاري وجماعته هم من يقفون خلف هذه التظاهرات" .. مشيرة الى ان الحكومة يجب ان تنتبه الى ان الحامي لها والجهة التي يجب ان تستند اليها هي الشعب العراقي وليس الآخرين وبالتالي فعليها ان تتخلص من الفساد والفاسدين وأن تتجه الى خدمة ابناء شعبها لا الى تأمين بقائها في الحكم".

ودعت العراقيين الى "عدم إعطاء الذرائع للاحتلال لكي يحصل على مبررات البقاء ليجثم على صدر العراق .. وقالت ان "على شعبنا الانتباه الى حقوقه وعدم التنازل عنها ولكن بالاسلوب الذي يحمي المواطنين و يخرج الاحتلال و يفوت الفرصة على العابثين بدماء ابناء الشعب العراقي".

مراسلون بلا حدود تدين رفض السلطات النقل المباشر لتظاهرة الغضب

وأدانت منظمة مراسلون بلا حدود القرار الصادر عن قيادة عمليات بغداد بحظر التغطية المباشرة للتظاهرة المنظمة اليوم الجمعة وقالت في بيان لها إنها ستدعم وسائل الإعلام العراقية في احتجاجها ضد هذه الرقابة.

وكان المتحدث باسم القيادة العسكرية في بغداد اللواء قاسم عطا قد اعلن حظر القنوات الفضائية عن بث التظاهرة لأسباب أمنية مشيراً إلى أنه لن يسمح لأي سيارة بالتواجد بالقرب من الموكب لتفادي أي خطر وقوع هجوم انتحاري بسيارة مفخخة إلا أن القنوات الفضائية تستخدم حكماً الاستوديوهات المحمولة لنقل الصور الحية.

وردت مراسلون بلا حدود على ذلك بالقول "يبدو جلياً أن السلطات تستخدم الحجة الأمنية ذريعة لمنع تغطية التظاهرات مباشرة حيث يهدف إجراء الرقابة هذا إلى إخفاء مدى السخط المستشري على العراقيين والعالم. وبهذا، تنتهك حق الصحافيين بأداء عملهم بحرية".

وعبرت المنظمة عن بالغ قلقها إزاء ازدياد الهجمات ضد وسائل الإعلام وهي هجمات تنفذها القوى الأمنية المفترض بها حمايتها في خلال الـ48 ساعة الماضية. فقد ألقي القبض على الصحافي منتظر الزيدي "الذي ضرب الرئيس الاميركي السابق بوش بحذائه" بينما كان يحاول عقد مؤتمر صحافي خارج مسجد أبو حنيفة الواقع في منطقة الأعظمية في بغداد وناشدت السلطات العراقية الإفراج عنه فوراً.

ومن جانبه قال عصام الحسيني رئيس مجلس إدارة مجلة ميديا إن القوى الأمنية اقتحمت مقر المجلة الواقع في وسط العاصمة الثلاثاء ولم يقدم أي مبرر إلى مسؤولي الصحيفة. وأوضح أن المجلة متخصصة في القضايا المتعلقة بالشباب والثقافة ولا تتولى تغطية الأخبار السياسية.

كما هوجم أيضًا مركز وسائل الإعلام في بغداد من دون صدور أي مذكرة بذلك "فإذا بالقوى الأمنية تقتحم الأبواب وتصادر المحفوظات علماً بأن هذا المركز يقدم دورات تدريبية لتطوير وسائل الإعلام في العراق".

واشارت المنظمة الى انه في يوم الاربعاء تم الاعتداء أيضاً على شبكة عين التي يقع مقرها في حي الكرادة في وسط بغداد وهو اعتداء نفّذته قوة أمنية مشتركة من الجيش والشرطة انضم إليها مدنيون مسلّحون فتم ضبط بعض معدات هذه المنظمة المتخصصة في مراقبة الانتخابات في العراق بما في ذلك الوثائق المتعلقة بالانتخابات التشريعية الأخيرة في آذار(مارس) عام 2010. واشارت الى ان مقر مرصد الحريات الصحافية قد تعرض ايضا الثلاثاء لاعتداء إجرامي نفّذته قوى أمنية "خاصة.

وكانت مجموعات من المثقفين والشباب العراقيين دعت عبر موقع التواصل الاجتماعي الفايسبوك إلى تظاهرة سلمية مليونية اليوم ان يكون مركزها ساحة التحرير في وسط بغداد للمطالبة بتوفير الخدمات وفرص العمل والقضاء على البطالة والفساد الإداري المستشري في البلاد اضافة الى صون الحريات العامة وضمان حرية التعبير.

وتشهد المحافظات العراقية منذ اسابيع تظاهرات مطالبة بتحسين الخدمات ورفع المستوى المعيشي ومكافحة الفساد والمفسدين تخلل بعضها مصادمات بين القوات الأمنية والمتظاهرين أدت إلى وقوع الكثير من الضحايا بين قتيل أو جريح.