أخبار

خبراء أميركيون: واشنطن تحالفت مع "الشيطان" فخسرت مصالحها

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
لمتابعة آخر التطورات في ليبيا أنقر على الصورة

رأت دوائر دبلوماسية أميركية أن واشنطن هى الخاسر الأكبر من ثورات الشعوب العربيّة، مؤكدة أن الرابح الوحيد منها هو المعسكر المتطرف الذي تقوده إيران، وأشارت إلى أن السبب في ذلك يعود إلى إبرام الولايات المتحدة "صفقات مع الشيطان"، في إشارة إلى الأنظمة الديكتاتورية بالمنطقة.

هبت رياح الغضب السياسي والدبلوماسي في الداخل الأميركي ضد الرئيس باراك أوباما وادارته، إذ اتهمته كوادر في الادارات السابقة بـ "ابرام صفقة مع الشيطان"، في اشارة الى الانظمة الديكتاتورية التي اطاحت بها الثورات الاخيرة بمنطقة الشرق الاوسط.

فبعد ساعات من الواقع المرير الذي يتجرعه الشعب الليبي على أيدي نظام القذافي، تدفق على البيت الابيض عدد ليس بالقليل من الصحافيين ومراسلي وكالات الانباء، وانصب مضمون الاسئلة الموجهة للمتحدث الجديد باسم البيت الابيض "جيي كرني" حول أسباب إحجام أوباما عن إطلاق النار بشكل عشوائي على المتظاهرين الليبيين، فحاول "المتحدث الحاذق" الهروب من الاجابة على السؤال بشكل مباشر، ملمحاً الى ان سياسة الصمت التي يتبعها أوباما وقادة البيت الابيض، تعود الى حرص أوباما على انقاذ ما يربو عن 500 أميركي يتواجدون في ليبيا، واضاف: "ان هذا الموضوع يحتل اولوية جدول اعمال أوباما اليومي". غير انه بعد ساعات من تصريحات كرني، خرج الرئيس الأميركي على المراسلين ليتحدث عن التطورات الجديدة التي تشهدها ليبيا، وذلك للمرة الاولى منذ تطرقه الى القضية ذاتها الاسبوع الماضي.

صمت وتباطؤ

الرئيس الأميركي وفي خطابه الذي اتسم بالهدوء، ادان الحكومة الليبية دون التطرق من قريب او بعيد الى شخص القذافي، معلناً ايفاد وزيرة خارجيته هيلاري كلينتون يوم الاثنين المقبل، لحضور اجتماع وزراء الخارجية في مجلس حقوق الانسان بجنيف، للتشاور حول جديد الشأن الليبي، وربما تعود سياسة الصمت او التباطؤ الأميركية في اتخاذ موقف حاسم ضد النظام الليبي بحسب صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الى تحسب أوباما من احتمالات احتجاز القذافي لعدد من الأميركيين في بلاده كرهينة يمارس بها ضغوطاً على واشنطن في المستقبل القريب، إذا لوحت الادارة الأميركية بخطوات عقابية ضد طرابلس.

ويبدو ان ادارة أوباما بنت موقفها على تجربة سابقة شهدتها سفارة الولايات المتحدة في طهران خلال الثورة الاسلامية في إيران عام 1979، ووضعت خميني على سدة الحكم. وسابقة أخرى حدثت عام 1986، عندما تم اتهام ليبيا بالوقوف وراء انفجار ارهابي داخل ملهى ليلي، كان يتواجد به عدد من الجنود الأميركيين غرب برلين، عندئذ رد الرئيس الأميركي الاسبق رونالد ريغان على الحادث بقصف ليبيا، وتدمير مقر اقامة الرئيس معمر القذافي، وبعد القصف بفترة طويلة ادعى معارضو ريغان ان القصف الأميركي لليبيا كان سبباً مباشراً في تفجير طائرة شركة "بام إم" الأميركية في سماء لوكربي باسكتلندا.

على الرغم من مبررات موقف الادارة الأميركية ورئيسها، الا ان صحيفة واشنطن بوست الأميركية قالت في مقالها الافتتاحي قبل ايام: "للمرة الثانية يرتكب ديكتاتور عربي اعمال عنف جنائية ضد شعبه للبقاء على مقعد الرئاسة، وللمرة الثانية تعمل الادارة الأميركية ببطئ شديد، وتحاول البحث عن صوتها بلا جدوى".

ويبدو أن هذا المقال قاد عدداً ليس بالقليل من الخبراء المحافظين في الولايات المتحدة الى توجيه انتقادات لاذعة لأوباما وادارته مفادها: "هناك شعور بتأخر الرد الأميركي على ما يجري في ليبيا، وهو نفس الموقف الذي اتخذته ادارة أوباما حيال ما حدث في مصر وتونس، فلم تؤيد الولايات المتحدة حلفائها، وضعف احكام قبضتها على المنطقة ذات الاهمية الاستراتيجية والاقتصادية الاولى.

ميزان القوى

واوضح انصار الفريق الأميركي المحافظ ان تظاهرات الاحتجاج الشعبي في العالم العربي بدأت في الاخلال بميزان القوى في منطقة الشرق الاوسط لصالح دول متطرفة تتقدمها إيران، ففي الوقت الذي تمر به المنطقة بتلك التطورات، أصرت الدولة الفارسية على مرور سفينتيها الحربيتين من قناة السويس الى مياه البحر الابيض المتوسط وصولاً الى سوريا، فمصر مبارك التي حالت قبل ذلك دون عمليات استعراض القوة الإيرانية في المنطقة، هى ذاتها التي سمحت بمرور السفينيتن حالياً بعد الاطاحة بمبارك من منصبه، ويبدو ان هذا الموقف اثبت للادارة الأميركية وربما لاسرائيل ان القاهرة وكافة العواصم التي تنضوي تحت لواء المعسكر المعتدل في المنطقة لم تعد حليفاً موالياً لواشنطن، سيما في ظل هيمنة القوات الأميركية على ارض العراق.

في المقابل بحسب صحيفة واشنطن بوست الأميركية تمتلك إيران ضلعاً كبيراً فيما يجري بالعراق، وسيزيد تدخلها فور الخروج الأميركي من هذا البلد، إذ تعتزم الولايات المتحدة سحب قواتها من بلاد الرافدين خلال العام المقبل، كما انه لم يعد خافياً نفوذ إيران الواضح في البحرين، فضلاً عن أن البحرين تستضيف على أراضيها الاسطول الأميركي الخامس، وربما كان لتلك الاستضافة بالغ الاثر في غليان الاغلبية الشيعية في الامارة الخليجية الصغيرة، كما ان إيران وسوريا اللتان احكمتا قبضتهما بحسب الصحيفة الأميركية على لبنان، تشعران ببالغ الارتياح مما تسير عليه الامور ضد انظمة المعسكر المعتدل، بينما يسود الاضطراب دولاً خليجية مثل قطر وعُمان، سيما انها لا تعلم اتجاه رياح التغيير، وهل ستتعرض لها ام ستنجو منها.

تعهدات التطمين

ويرى "فلينت لورت" عضو مجلس الامن القومي الأميركي في ادارة جورج بوش الابن، ان المظاهرات الاخيرة التي شهدتها الدول العربية ليست موجهة ضد الولايات المتحدة، غير ان نتيجتها ستحمل انظمة جديدة لن تكون متعطشة للتعاون الاستراتيجي مع واشنطن، ولم تلتفت الادارة الأميركية الى تلك النتيجة، وينضم الى ذلك ضرورة تعامل باراك أوباما مع الملف النووي الإيراني.

ووسط تلك المعطيات لم يكن مستغرباً بحسب لورت ان توفد الادارة الأميركية لمنطقة الخليج العربي مبعوثين عنها في محاولة لطمأنة حلفائها هناك وتقديم التعهدات الأميركية اللازمة، فقد توجه رئيس قيادة الاركان الأميركية المشتركة الادميرال "مايك مولن" في جولة حوار مكوكية في كل من السعودية وقطر والامارات العربية المتحدة، وخلال الاسبوع المقبل سيصل الى المنطقة ذاتها رئيس إدارة الشرق الاوسط في الخارجية الأميركية "غيفري فيلتمان".

اما "بيتر بروكس" احد كبار الباحثين في معهد "هريتغ" الأميركي، الذي خدم في السابق بالبنتاغون وفي ادارات جمهورية أميركية، فقال: "ان أوباما يفقد السيطرة على منطقة الشرق الاوسط"، مشيراً الى انه على الرغم من اعلان أوباما ان إيران تسعى لامتلاك اسلحة دمار شامل، الا ان ذلك لم يعد كافياً، سيما ان الجمهورية الاسلامية تعتزم دخول نادي الدول النووية في غضون عام على الاقل.

وفيما يتعلق بمصر رأى بروكس انه ما من شك في ان مصر تشهد تحولاً ايجابياً، الا ان هناك سيناريوهات سوداء لا ينبغي تجاهل احتمالات حدوثها، يأتي في مقدمتها احتمال سيطرة الاسلاميين على نظام الحكم في القاهرة، وعلى حد قوله فإنه اذا لم يسيطر أوباما على الموقف: "فسوف يستمر سقوط نفوذنا، وسنخسر المصالح الأميركية الحيوية في منطقة الشرق الاوسط والخليج".

الدبلوماسي أرون ميلر الباحث في مركز " وودرو ويلسون"، والخبير في شؤون الشرق الاوسط نتيجة لعمله في عدد من الادارات الأميركية الجمهورية والديمقراطية، قال في حديث مع صحيفة يديعوت احرونوت العبرية: "ان تقلص تأثير الولايات المتحدة على ما يجري حالياً في منطقة الشرق الاوسط، يعود الى سياسة تتبناها واشنطن منذ عشر سنوات وهى مساندة الانظمة الديكتاتورية في المنطقة، وحالياً تدفع الولايات المتحدة الثمن غالياً".

واضاف ميلر: "تأثيرنا بات ضعيفاً على ما يجري، إذ ان أوباما يلعب جيداً بأوراق خاسرة، وهناك من يقول انه يلعب دون ان يكون بيده اوراق أصلاً، فما يجري هو نتيجة لابرام صفقة بين الولايات المتحدة والشيطان".

وقال ميلر ان الوضع الراهن يعكس تضارباً بين القيم الأميركية وبين مصالح الادارة في واشنطن، فالواقع يعطي انطباع بضرورة الفرحة والتهليل للتغيير، لكن نفوذ وتأثير الولايات المتحدة ازاء ما يجري يتقلص، فواشنطن التي منحت تأييدها للانظمة الديكتاتورية لا تمتلك اوراقاً لمساندة الثورات ضد الفساد والبطالة والمساس بحقوق الانسان، فإذا ما خطت الدول العربية نحو الديمقراطية، فلن يخدم ذلك مصالح الولايات المتحدة وكذلك اسرائيل، سيما ان الجماهير العربية تتخذ موقفاً مناهضاً حيال الدولتين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ويمكرون
عائشة بكر -

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

ويمكرون
عائشة بكر -

ويمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين.

الخوف الامريكي
ناصر الحق -

باعتقادي ان حكام الولايات المتحده من الديوقراطيون والجمهوريون والذين يتناوبون على سرقة واستعباد الشعب الامريكي قبل الشعوب الاخرى تحت غطاء الديموقراطيه يتحسبون الآن لموجة احتجاجات ستعم دولتهم التي يرزخ معظم شعبها تحت ظروف اقتصاديه ومعيشيه صعبه نتيجة السياسات المتخبطه والتي تراعي اولا مصالح كبرى الشركات والاغنياء المتنفذين

الخوف الامريكي
ناصر الحق -

باعتقادي ان حكام الولايات المتحده من الديوقراطيون والجمهوريون والذين يتناوبون على سرقة واستعباد الشعب الامريكي قبل الشعوب الاخرى تحت غطاء الديموقراطيه يتحسبون الآن لموجة احتجاجات ستعم دولتهم التي يرزخ معظم شعبها تحت ظروف اقتصاديه ومعيشيه صعبه نتيجة السياسات المتخبطه والتي تراعي اولا مصالح كبرى الشركات والاغنياء المتنفذين

واهم من يتصور ذالك
س . السندي -

نعم إن أمريكا تحالفت مع الشيطان ألأكبر ألا وهو إيران لتدمير المنطقة ، خاصة بعد إنتكاس ديمقراطيتها في العراق وبعد غدر من جلبتهم لسدة الحكم والذين حولوهم من محررين إلى محتلين ، مما كلفها غالية وبعد أن تعم الفوضى الخلاقة الشرق ألأوسط كلها أليا ستمتد إلى إيران ولن يكون يومها بأفضل من غيرها ;

الحمد لله
علاء الدين سيد -

الحمد لله الذي القى في قلوب الذين كفروا الرعب

واهم من يتصور ذالك
س . السندي -

نعم إن أمريكا تحالفت مع الشيطان ألأكبر ألا وهو إيران لتدمير المنطقة ، خاصة بعد إنتكاس ديمقراطيتها في العراق وبعد غدر من جلبتهم لسدة الحكم والذين حولوهم من محررين إلى محتلين ، مما كلفها غالية وبعد أن تعم الفوضى الخلاقة الشرق ألأوسط كلها أليا ستمتد إلى إيران ولن يكون يومها بأفضل من غيرها ;

الى المعلق رقم 1
محمد السبيعي -

لا فض فوك - احسنت خير الكلام كلام الله

الى المعلق رقم 1
محمد السبيعي -

لا فض فوك - احسنت خير الكلام كلام الله

العكس هو الصحيح
Zuhair -

ان الحكومات العربية القادمة من رحم الثورات الشعبية ستكون هي الرهان الصحيح فهي حكومات وطنية عصرية مسالمة ومنتخبه وديمقراطية وتمثل شعوبها بجداره وتتمتع بدعم وتأييد شعبي كبير وستكون خططها منكبه على التنمية والبناء والعلاقات الطيبة مع الجميع ومبنية على الاحترام المتبادل وهذا هو اهم مطالب امريكا في العالم العربي ! ان رهان امريكا والغرب على ثورات الشباب المتعلم والمتنور لهو الرهان الأوفر حضاً وامناً لان القيادات الجديدة والديمقراطية لاتستطيع ان تتلقى العمولات ولا فيها فساد ولن تكون مهددة بالسقوط بل مستقره ومواكبه للعصر وفيها حرية وحقوق انسان وضمان ورعاية صحية ودستور وسلطات قضائية سليمه ومعافاة ولا محسوبيات ولا عائليات ولا وراثه ستبني علاقات قوية ومتينه مع كل دول العالم وتكون ركن مهم للسلم الاقليمي والعالمي وعامل مساعد على التواصل مع باقي الامم والشعوب بكل محبه وسلام ;