خلافات بين النشطاء المصريين حول أحقية ثورة 25 يناير

احمد صلاح يعبر بعضهم عن مخاوفهم من إمكانية الإستيلاء على نجاحات الثورة المصرية، وذلك نتيجة الخلافات بين شباب 25 يناير، وبينما يرى ناشطون وخبراء أن ما يجري يستوجب التحرك، يعتقد آخرون أن المخاوف مبالغ فيها وتحدث في كل الثورات في العالم.

القاهرة: اختلف بعض الناشطين بعد ثورة 25 يناير في مصر حول" من هو صاحب الفضل في الثورة؟ ، ومن قاد الشارع ووجههه، وأشعل شرارة الثورة؟".

ووصلت الخلافات إلى حد توجيه بعض الناشطين رسائل إلى واشنطن لافشال زيارة ناشط مصري إلى الولايات المتحدة الاميركية ليشرح فيها ما يحدث على أرض الواقع. فماذا يحدث بين الناشطين في القاهرة هذه الفترة، "ايلاف" اشرف مدحت حاولت معرفة ذلك؟

أحمد صلاح، ناشط مصري، قال لـ"ايلاف" بعد مؤتمر صحافي في نقابة الصحافيين في القاهرة "إن اسمه ذكر في وثائق ويكيلكس، وأنه مع الدكتور سعد الدين ابراهيم، وعمرو عفيفي، ودينا جرجس، حاولوا مواجهة اللوبي الداعم للرئيس المصري السابق حسني مبارك في واشنطن وتغيير مواقفه المؤيدة للنظام".

وشرح أحمد "أنه كان هناك في الولايات المتحدة الاميركية منظمات داعمة لمبارك مثل PLM والسفارة المصرية تدفع لهم ليقفوا بجانب نظام مبارك، وكانت وما زالت المنظمة تعمل على حمايته لأنها تحترم عقودها مع مبارك، وكانوا في الحقيقة مهنيين جداً، وهناك لوبي متشدد لدعم اسرائيل، ودعم السلام، ومؤيدة لمبارك أيضا، وأنا حاولت أن ألتقي بعدة منظمات في وقت سابق مثل منظمة For peace لاقناعهم بالعدول عن مواقفهم إلا أن النتائج لم تكن مشجعة".

ماهيتاب الناشط أشرف مدحت، قال لـ "ايلاف": "تركت حركة 6 ابريل للاسباب نفسهاالتي تركها من أجلها أحمد صلاح، كان هناك أسباب فساد وقد حاولنا تغييرها إلا أننا لم نستطع لأنها كانت كثيرة "، وأضاف "في رأيي ان الشعب المصري والد الثورة ومعلمها ورائدها وليس نحن أصحاب الفضل في نجاح الثورة، وأن الأحزاب صحيح أنها أشعلت شرارة الثورة إلا أن أعضاءها عادوا لبيوتهم والشعب أكمل المسير، وأسقط مبارك".

الفتاة "ماهيتاب" خطيبة أحمد صلاح حملت دفترًا كبيراً وكتبت فيه أسماء وأرقام الناشطين في ثورة يناير، ومن كانوا فعلا في الثورة منذ يومها الاول، وقالت لـ"إيلاف" أرى أشخاصًا الآن يحاولون الظهور معنا في كل الأماكن العامة للادعاء بأنهم رجال الثورة.

زيارة واشنطن ذات شقين سياسي واقتصادي

وحول زيارة واشنطن، قال أحمد صلاح "لقد وجه بعض الناشطين الذين كنت أعمل معهم في وقت سابق، وجهوا رسائل لواشنطن تقلل من أهمية عملي، وتحاول افشال زيارتي".

وحول أهداف الزيارة اعتبر "أنه يريد اطلاع أصحاب القرار على حقائق الامور من أجل إيصال صورة حقيقية لما يحدث، وحول ما هي مطالب الشعب المصري، وما هي مطالب الثورة؟"، وشرح أن هناك محاولات للإلتفاف حول مطالب الثورة، و"يبدو أننا لن نصل الى ما يطمح الشعب المصري، إذا ما حصلت صفقات بين المجموعة الحاكمة في مصر، وحكومات غربية".

وأوضح أن "الزيارة عبارة عن أربعة أيام عمل في وزارة الخارجية الأميركية ومجلس الأمن القومي، وأرجو أن أقابل أعضاء في الكونغرس، كما أن هناك جانب اقتصادي للزيارة، وهي دعوة الحكومة الاميركية، كما كنت أفعل دائما لتجميد الأصول المصرية المنهوبة لإعادتها إلى مصر في المستقبل القريب عندما تكون مصر تحت حكم حكومة ديمقراطية، وكذلك دعوة رجال الاعمال الاميركيين إلى عقد اجتماع وأخذ المبادرة بدعوة رجال اعمال دوليين لإعادة أعمار مصر بعد فترة الانهيار الاقتصادي السابقة طبقا لبرنامج، واضح من الاستثمارات وخطوات لمشاريع استثمارية يتم الاعلان مربوطة باقامتها وجود الحكومة الديمقراطية طبقًا لمطالب الشعب المصري لضمان الاستقرار الحقيقي، وذلك لضمان المناخ المقاوم للفساد".

"الجميع يدّعون أنهم سعد زغلول"

المحامي محمد حجازي، قال "الجميع أصبحوا شباب ثورة 25 يناير والادعاءات كثيرة، وكله يدّعي أنه سعد زغلول".

الصحافي الهامي المليجي، قال لـ"ايلاف" إن فكرة الثورة فكرة نبيلة، وأنا على مر ثلاثة عقود شاركت بشكل او بآخر في تظاهرات وثورات، وتعرضت لاضطهاد من النظام مما اضطرني لترك مصر فترة من الزمن إلا أنني اليوم متفاجئ مما يجري على الرغم من هذا التاريخ الطويل من الاعتقالات".

وأضاف" أريد ان أعيد رؤيتي لفكرة الثورة وحتى الآن ثورة 25 يناير في مصر لا تستفيد من تجارب الثورات الأخرى السابقة أنها فكرة عظيمة لكنها الآن اقرب للعبثية وسط اتهامات بين أفرادها، وأناس غريبون يطفون على السطح انه شيء غريب ومحزن، مجموعة من الفساد والقريبون من منظومته يحاولون أن يتصدروا الحدث".

وشدد المليجي "انه شيء مفزغ ومزعج طوال عمري ثوري، لكن ما يحدث مفزع هل هذا هو نتاج ثورة 25 يناير؟".

تقادم الخطيب شاب من شباب الثورة عمره 26 عامًا معيد في جامعة المنصورة، قال لـ"ايلاف" إنه لا يجب أن نبالغ في مخاوفنا من الخلافات بين ناشطي ثورة 25 يناير لأن هذا مايحدث في كل الثورات، ونحن نحاول تجميع أنفسنا في مجموعة واحدة، ونعمل بجد واجتهاد على توحيد مواقفنا لأن الثورة تستحق أن نستمر، ونحن نعمل في جبهة دعم الثورة وفي الجمعية الوطنية للتغيير لأنه لا بد أن تتم اقالة الحكومة تماماً بمن فيها جميعاً، ولا نوافق على ترقيع الوزارة، بل نريد ان ننفي الحزب الوطني من الذاكرة.

واضاف "أنا مطمئن جداً لمستقبل مصر، ولكن اعرف شيئا أن الثوار الذين يقفون في منتصف الطريق يحفرون قبورهم بايديهم، لذلك لا يمكن ان نقبل ترك الحكومة بهذه الطريقة لأننا لو فعلنا سنستنسخ التجربة الرومانية وهذا ما لا نقبله".

واعتبر انه بعد سقوط النظام المصري ستختلف النظرة حول كثير من الامور القومية والاقلينية وعلى سبيل المثال ستختلف النظرة الى حزب الله اللبناني بأنه حزب شيعي ايراني"، ورأى ان كل ما قيل عن حزب الله لفقه النظام السابق مثلما لفق الكثير من الأشياء. ورأى أن التظاهرة المليونية الجمعة ستنجح إلا أن فشل تظاهرة الثلاثاء كان بسبب أن الناس في مصر انخرطوا في أعمالهم.