تونس: التظاهرات الحاشدة "رسالة شعبية اخيرة للحكومة"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: حذرت صحيفتان تونسيتان السبت من ان البلاد مهددة بالغرق في الفوضى اذا بقيت الحكومة الانتقالية غير مبالية برسالة الشعب وذلك غداة تظاهرة ضخمة في العاصمة طالبت باستقالتها.
وتحت عنوان "رسالة شعبية اخيرة للحكومة" كتبت صحيفة الصباح اليومية في افتتاحيتها "تونس تمر بايام حرجة للغاية، وعلى الرئيس الانتقالي والفريق الحاكم مؤقتا، تحمل مسؤولياتهما التاريخية، لان اي انزلاق يمكن ان تسير باتجاهه البلاد، سوف يؤدي إلى جحيم. ولا نعتقد ان التونسيين مستعدون، خصوصا بعد أن دفعوا الدم من أجل الثورة على الظلم والحيف والقمع، للتفريط في هذا المكسب الهام، انها الرسالة الاخيرة للحكومة المؤقتة.. فهل يتم التقاطها بالشكل المطلوب؟".
واضافت الصحيفة "اتسع نطاق اعتصام القصبة (ساحة الحكومة) الذي مضى عليه نحو الاسبوع، ليضم الجمعة مئات الآلاف من المحتجين، قدموا من كل الاحياء والجهات والولايات، وسط التفاف غير مسبوق، والتحام جماعي لافت من قبل التيارات والاطياف السياسية وقوى المجتمع المدني كان عنوانه الابرز، المطالبة باسقاط الحكومة الحالية، وانتخاب +مجلس تأسيسي+ (يعد لدستور جديد)، من شأنه إخراج البلاد من مأزق دستوري ينتظر الجميع في افق النصف الاول من شهر مارس المقبل".
وتشير الصحيفة بذلك الى انتهاء الفترة الدستورية لولاية الرئيس الموقت في تونس كما يحددها الدستور (60 يوما) التي تحل في منتصف آذار/مارس المقبل وخطر الفراغ على راس الدولة الذي يستتبعه.
واضافت "ومع تصريحات فقهاء القانون الدستوري خلال الايام الاخيرة، بوجود +مأزق دستوري+ بدأ يطل برأسه في البلاد، خصوصا مع انتهاء مدة الستين يوما المنصوص عليها في الفصل 57 من الدستور التونسي، ازداد التونسيون خوفا على مستقبل الثورة، التي باتت اليوم قاب قوسين أو أدنى من الالتفاف عليها والنكوص بها إلى المرحلة السابقة".
واضافت "ان ما حصل في تونس الجمعة يعكس وضعا خطيرا تمر به البلاد (..) فخروج حوالي 500 الف تونسي في اعتصام ومظاهرات صاخبة، ومواجهتهم من قبل الجهات الامنية بالقنابل المسيلة للدموع وبالرصاص، يحيلنا على وضع شديد الحساسية والدقة خلال الفترة المقبلة، لأنه يؤشر لتطورات وسيناريوهات لا يمكن للمرء ان يتنبأ باتجاهاتها".
وتحت عنوان "ازمة ثقة" كتبت صحيفة "لوتون" التي تصدر بالفرنسية "ان البلاد تشهد ازمة ثقة حقيقية بعد ان طالب اكثر من مئة الف متظاهر الجمعة في ساحة الحكومة بالقصبة بحل الحكومة الموقتة".
واضافت الصحيفة ان هذه الازمة "تستدعي تفكيرا حقيقيا فيها من كافة المكونات السياسية بهدف التوصل الى حلول تتفادى تفجر الوضع وتحمي قيم الثورة".
وكانت العاصمة التونسية شهدت ليل الجمعة السبت حوادث ومواجهات بين قوى الامن ومتظاهرين، وذلك بعد شهدت اضخم تظاهرة منذ الاطاحة بنظام زين العابدين ين علي. وطالب اكثر من مئة الف متظاهر باستقالة الحكومة الانتقالية.