أخبار

الثورات وأوضاع العراق تزيد طين قمة العرب بلة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

في سؤالها الأسبوعي طرحت "إيلاف" إستفتاءً حول حظوظ مستوى التمثيل في القمة العربية المقبلة المقرر انعقادها في العاصمة العراقية، إذ رأت غالبية كبيرة من القراء أنها لن تعقد أساسا، في إشارة ضمنية الى تعقيدات الوضع الراهن. "إيلاف" تنقل في التقرير التالي تفاصيل الإستفتاء.

رغم أن القمم العربية التي تعقد منذ عام 1964 تحت مظلة جامعة الدول العربية بوتيرة متناقضة ومتقطعة لم تكن على سلم أولويات المواطن العربي المتشائم، إلا أن نسخة عام 2011 منها ترتدي أهمية استثنائية، إذ باتت تتحول أنظار العرب تدريجيا الى العواصم العربية التي لم تتخذ قرارًا بعد بشأن المشاركة من عدمها في القمة العربية المقبلة المقرر انعقادها في العاصمة العراقية بغداد، وسط مساعٍ مكتومة لتأجيل القمة العربية بضعة أشهر، أو تأجيلها الى العام المقبل في الموعد نفسه، إذ إن عقدها في هذه الظروف التي يتعرض فيها الإقليم لعاصفة سياسية هوجاء -كما أسمتها وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون- من شأنه أن يفاقم غضب العرب المتنامي، خصوصا إذا لم تأت قمة العرب الجديدة -كالعادة- بأي جديد.

وقد طرحت "إيلاف" على مدى الأسبوع الماضي سؤال الإستفتاء الأسبوعي الذي تتعهد من خلاله استنباط انطباعات القراء حول القضايا والملفات الحساسة، وقد تضمن الإستفتاء سؤالا هو التالي: (كم زعيما عربيا تتوقع أن يحضر القمة العربية المقبلة)، مع ترك الخيار للقارئ للمفاضلة بين الأجوبة التالية : ( عشرون، بين 10 و20، بين 5 و10، لن تعقد القمة)، وهي إجابات تغطي إنطباعات العرب، وتراوح بين منطقتي التشاؤم، والتفاؤل، في حين أن نتائج الإستفتاء قد شكلت وفاء للتشاؤم العربي، إذ رأت غالبية كبيرة ممن شاركوا في الإستفتاء أن القمة العربية المقبلة لن تعقد، في إشارة ضمنية الى وضع المنطقة العربية عموما، ووضع العراق خصوصا، الذي تتنازعه حقائق التردي الأمني، ووقائع الإحتجاجات الشعبية الرافضة.

وعلى مدى سبعة أيام فقد شارك (10763) قارئا في الإستفتاء، إذ صوت (8200) لصالح خيار عدم انعقاد القمة العربية المقبلة، بنسبة تصل الى 76% ، في حين رأى (1521) أن القمة العربية المقبلة ستعقد بحضور من 5- 10 زعماء، بنسبة تصويت تصل الى 15%، أما القراء المتفائلون فقد صوت منهم (746) لصالح خيار حضور من 10-20 زعيما لأعمال القمة، بنسبة تصويت بلغت 7%، أما القراء الأشد تفاؤلا فقد صوت (269) منهم لصالح خيار حضور شبه كامل من الزعماء العرب للقمة المقبلة، بنسبة تصويت وقفت عند 2,5%، إذ يلاحظ بأن مستويات التفاؤل بالقمة المقبلة للعرب كانت متواضعة جدا، إذ تشير إنطباعات إلى أن نتائج هذا الإستفتاء ليست معزولة عن أحداث اليوم العربية التي تشغل العالم بأسره.

فبعد سقوط النظامين في مصر وتونس، يوالي العرب الإنطباعات بأن المسألة تشبه الى حد كبير "كرة السبحة"، وأن أنظمة عربية كبيرة ستواجه ثورة الرافضين لأوضاعهم، وأنهم سيثورون عاجلا أم آجلا، فكيف للعراق الذي أطيح بنظامه البعثي قبل سبع سنوات، بعد أن حكم لعقود بالحديد والنار، وعانى الأمرين على وقع الإستباحة الأمنية والعسكرية لحدوده من كل الجهات، أن يفرض الأمن ليبدد شكوك العرب وهواجسهم، خصوصا الأنظمة، بأنه يستطيع أن يحمل وزر قمة عربية إستثنائية، فيما العديد من سياسييه وضيوفه يلجأون الى فرق حماية أجنبية مستوردة لتأمين حماية أنفسهم من خطر التفجيرات، وفرق الموت الجوالة.

وقبل أن تبدأ الثورات العربية التي دشنتها الشعوب العربية مع العام الجديد، فإن القمة في العراق كانت مظللة أساسا بأجواء قاتمة من الشك والهواجس، إذ كان العرب يهربون بصمت من إلتزامهم بقمة سرت الليبية العام الماضي، بأن تكون القمة اللاحقة في العراق، فيما كان العراق يعد العدة لأن يخوض الإمتحان ويثبت جدارته فيه، إذ يعتقد ساسة العراق أن النجاح في إمتحان سياسي وأمني على هذا المستوى، يؤهله للخوض في ملفات عديدة صمت عنها طيلة السنوات الماضية، لإنشغال بالهم الداخلي، لكن يبدو أن أقدار العراق لا تساعده، فتحرك الشعب في إحتجاجات شملت كل العراق، من شأنه أن يلجم حماسة العراق لعقد قمة على أرضه، وفي موعدها المحدد في النصف الثاني من الشهر المقبل.

وفي كل الأحوال فإن ثورات اليوم، وتوالي سقوط الأنظمة من شأنه أن يدفع طين القمم العربية الى مزيد من البلل، إذ لم تكن تلك القمم تخلو من المماحكات السياسية بين الزعماء، والخلافات العلنية، والمواقف الطريفة التي كانت حصرية لزعيم النظام الليبي - شبه المنهار- العقيد معمر القذافي، بخطبه الطويلة، وثيابه المزركشة، وحارساته السمر العنيدات، علما بأن القمة المقبلة مرشحة - إن عقدت- لأن تعقد تحت شعار لا يخلو من الطرافة وهو شعار "قمة عربية للتعارف"، في إشارة ضمنية الى ظهور زعيمين عربيين موقتين جديدين.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
القمة العربية
ابو ذر -

ماذا ينتظر العراقيين من العرب ليقدموا لهم السر في ان الساسة العراقيين الذين يريدون عقد القمة وذلك لان رصيد القمة 250 مليون دولار وهو صيد سهل لنهب المال العام هذا لب القضية ولاشيء اخر والا من يحترم العراق من الدول العربية اللهم فقط الدول التي تاخذ نفط العراق وباسعار تفضيلية

ولاية بطيخ
ابن الناصرية -

كيف يمكن لعاقل ان يصدّق حضور القادة العرب لعقد مؤتمر قمّة في بلد لايزال محتلا منذ ثمان سنوات؟؟ انها ليست قمّة بل نقمة على الحكام العرب ان شاء الله..و سوف لن ننسى كعراقيين كل حاكم عربي يشارك في نقمة الذل و الهوان هذه.

الى ابن الناصريه
احمد الربيعي -

انت تراه احتلال..انت حر..لكن اغلبيه العراقيين يعتبروه تحرير بعد ان اطال القاده العرب الطغاه ومن ورائهم شعوبهم بعمر الطاغيه صدام ويعتبرون قتله للشعب العراقي انجازا عظيما وحمايه للبوابه الشرقيه بحيث اصبح متعذرا عندها اسقاطه..بدليل عام1991 سقطت كل محافظات العراق بيد المعارضه لكن الدول العربيه ضغطت على امريكا للسماح لصدام بضرب الشعب بالطائرات بحجه خطوره حكم الشيعه للعراق..نحن الان على الاقل نعتبر امريكا صححت خطأها عام1991..وبالحقيقه العراق اصلا لايحتاج قمه عربيه او حضور قاده عرب..وما مطالبته بعقد القمه الا من اجل التخلص من شرور الدول العربيه تجاه العراق وليس حاجه لهم او حبا بهم فلقد راينا من حكام العرب ماتشيب له الرؤوس..وايضا كانك تقول ان الحكام العرب اطهار وسوف يتنجسون بحضور هذه القمه..انت غلطان عزيزي انت تعرف الحكام العرب وعمالتهم اي انهم محتلين بدون قوات امريكيه..فلا تحاول جعل العراق هو من يحاول تنجيس حكام العرب بعد طهارتهم فهذا الكلام عيب ولا اعتقد انك من الناصريه مع احترامي الشديد لك لان اهل الناصريه واي عراقي لايقول مثل كلامك المسئ هذا

ولاية بطيخ
ابن الناصرية -

كيف يمكن لعاقل ان يصدّق حضور القادة العرب لعقد مؤتمر قمّة في بلد لايزال محتلا منذ ثمان سنوات؟؟ انها ليست قمّة بل نقمة على الحكام العرب ان شاء الله..و سوف لن ننسى كعراقيين كل حاكم عربي يشارك في نقمة الذل و الهوان هذه.