أخبار

تصدير النفط يخرج عن سيطرة معمّر القذافي

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باتت المعارضة الليبية تسيطر على مناطق شاسعة من ليبيا، من ضمنها حقول النفط التي استأنفت التصدير منها، في حين يصرّ القذافي على التقليل من أهمية ما يجري في بلاده، ويؤكد أن "شعبي يحبني، ومستعد للموت من أجل حمايتي".

بنغازي: لم تعد القوات الموالية لنظام معمّر القذافي تسيطر سوى على طرابلس العاصمة ومنطقتها. وأكد المفوض الأوروبي لشؤون الطاقة غونتر أوتنغر أن غالبية حقول النفط في البلاد باتت "تحت سيطرة قبائل وقوات تسلمت السلطة".

في هذا الاطار، اعلن مسؤول في اللجنة المحلية المعارضة في مدينة طبرق لوكالة الأنباء الفرنسية أن المعارضة الليبية تستعد للاشراف مساء الاثنين على استئناف تصدير النفط من شرق ليبيا عبر تعبئة ناقلة نفط متوجهة الى الصين.

وستكون هذه اول شحنة من النفط الخام تخرج من ليبيا منذ 19 شباط/فبراير، أي بعدما بدأت قوات الامن الليبية حملة قمع ضد الاحتجاجات في شرق ليبيا. وسيطرت المعارضة على شركة الخليج العربي للنفط منذ استقالة رئيسها عبد الونيس سعد المرتجع، طبقًا لصحيفة وول ستريت جورنال.

على الارض، ذكرت مصادر في بنغازي ان غارات جوية للقوات الموالية للزعيم الليبي استهدفت الاثنين مخازن ذخيرة في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في شرق ليبيا، الا ان السلطات الليبية نفت ذلك. واغارت الطائرات على مخزن ذخيرة في أجدابيا (100 كلم من جنوب بنغازي)، بحسب ما افاد شاهد في اتصال هاتفي. وتعذر على المصدر تحديد حجم الأضرار.

واشار عادل، وهو جندي احتياط في بنغازي، الى غارات شنّتها طائرتان على أجدابيا والرجمة (15 كلم من جنوب بنغازي) وقال إنه تم صدّهما بالمدفعية المضادة للطيران. واضاف ان الغارة على اجدابيا دمّرت صهريج مياه، ولم تؤد الى اضرار في مستودع الذخائر ولا ضحايا.

الا ان السلطات الليبية نفت ذلك. واعلن التلفزيون الليبي الرسمي ان "مصادر اللجنة العامة المؤقتة للدفاع (هيئة تعادل وزارة الدفاع) تفند مزاعم وكالة الصحافة الفرنسية بأن سلاح الجو الليبي شنّ غارات جوية اليوم على مخازن ذخيرة في اجدابيا والرجمة".

وفي اطار تفكك الفريق المحيط بالزعيم الليبي، اعلنت صحيفة قورينا الليبية المعارضة الاثنين، ان الزعيم الليبي اقال رئيس جهاز الاستخبارات عبد الله السنوسي. وافادت الصحيفة الصادرة في بنغازي معقل المعارضة على موقعها على الانترنت نقلا عن "مصادر مطلعة" ان القذافي "أقال رئيس جهاز الاستخبارات الحالي العميد عبد الله السنوسي، وتولى مهامه بدلاً منه منصور ضوء القحصي أحد حراس القذافيالشخصيين".

ولم يتسن الحصول على تاكيد او نفي لهذا الخبر في طرابلس. وبحسب الصحيفة فان السنوسي "يعد اليد اليمنى للقذافي في إحكام السيطرة الأمنية على البلاد، وهو من أبرز الشخصيات التي تدخلت في قمع التظاهرات المطالبة باسقاط النظام".

وقال الزعيم الليبي في مقابلة مع صحافية اميركية من محطة التلفزة "اي بي سي" الاثنين "ان شعبي يحبني، ومستعد للموت من اجل حمايتي". ذكر القذافي هذه العبارة اثناء مقابلة شاركت فيها الصحافية الاميركية كريستيان امانبور التي اوردتها في رسالة على صفحتها على موقع تويتر.

واضافت امانبور وهي صحافية تعمل لحساب اي بي سي في رسالة اخرى ان القذافي الذي حكم بلاده في افريقيا الشمالية أكثر من 41 عامًا، رفض ايضا الاعتراف بان تظاهرات جرت في شوارع طرابلس.

وفي واشنطن اعلنت وزارة الخزانة الاميركية مساء الاثنين انها جمّدت أرصدة ليبية بقيمة 30 مليار دولار، بعد فرض عقوبات على نظام الزعيم الليبي معمّر القذافي الجمعة، وهو أكبر مبلغ من المال يتم تجميده على الإطلاق.

وقال ديفيد كوهن وكيل وزارة الخزانة الاميركية انه سيتم فرض مزيد من العقوبات على النظام الليبي، في اطار العقوبات التي اقرّتها واشنطن الجمعة ضد القذافي واربعة من افراد عائلته الجمعة. واضاف "نحن ندرس حاليا اضافة افراد اخرين الى القائمة".

على صعيد النزوح المرتبط بالاوضاع الأمنية المتوترة على الارض في ليبيا، افادت مسؤولة في الامم المتحدة الاثنين ان التقديرات بشان عدد القتلى في ليبيا جراء القمع تتراوح بين المئات والالاف، فيما تشير المعلومات الواردة الى فرار اكثر من مئة الف شخص باتجاه مصر وتونس.

وفي اطار ممارسة الضغوط ايضاً على النظام الليبي، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية الاثنين ان الجيش الاميركي يعيد نشر قواته البحرية والجوية في المناطق المحيطة بليبيا. وصرح الكولونيل ديف لابان المتحدث باسم البنتاغون للصحافيين "لدينا مخططون يعملون على عدد من الخطط الطارئة، واعتقد انه من الممكن القول انه ضمن تلك الخطط فاننا نعيد نشر القوات، بحيث نتمكن من التصرف بمرونة فور اتخاذ قرارات" في هذا الشان.

وقال لابان ان اعادة نشر "القوات البحرية والجوية" ستعطي الرئيس الاميركي باراك اوباما مجموعة من الخيارات في الازمة، من دون ان يحدد السفن والطائرات التي اعطيت اوامر باعادة الانتشار او التحرك المحتمل الذي تجري دراسته. وفيما تهاجم قوات القذافي قوى المعارضة، يدرس القادة الاميركيون والاوروبيون امكانية استخدام القوات الجوية التابعة لحلف الاطلسي لفرض حظر للطيران فوق ليبيا لمنع القذافي من شنّ هجمات جوية ضد شعبه.

وللقيام باي تدخل عسكري محتمل، يمكن للقادة العسكريين الاميركيين استخدام حاملة الطائرات "يو اس اس انتربرايز" الموجودة حالياً في مياه البحر الاحمر، وسفينة "يو اس اس كيرسارغ" البرمائية التي تحمل اسطولا من المروحيات ونحو الفين من رجال المارينز.

إضافة الى احتمال فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا، تدرس الدول الغربية كذلك اقامة "ممر" انساني في تونس ومصر المجاورتين لليبيا لمساعدة اللاجئين، حسب ما افادت صحيفة نيويورك تايمز الاحد. كما فرض الاتحاد الاوروبي الاثنين مجموعة من العقوبات الشديدة على النظام الليبي، من بينها تجميد ارصدة القذافي و25 من عائلته والمقربين منه وحظر سفرهم لاتهامهم بالتعامل مع المدنيين بطريقة وحشية.

وشدد عدد كبير من وزراء الخارجية في العالم في اطار اجتماع لمجلس حقوق الانسان انعقد في جنيف الضغط على الزعيم الليبي، مما ينبىء بفرض عقوبات جديدة لحمله على الرحيل.

وقالت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون "يتوجب علينا جميعا العمل معًا لاتخاذ مزيد من الخطوات لمحاسبة حكومة القذافي وتقديم المساعدة الانسانية الى المحتاجين ودعم الشعب الليبي في سعيه الى الانتقال الى الديموقراطية". وعلى هامش الاجتماع، كثفت الوزيرة الاميركية محادثاتها مع نظرائها الاوروبيين ومن دول عربية عدةبغية التحضير لمرحلة "ما بعد القذافي" في ليبيا.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف