كلينتون تعرب عن "صدمتها" لمقتل وزير مسيحي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
اسلام اباد: اعربت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الاربعاء عن "صدمتها وغضبها" لمقتل وزير الاقليات الدينية في باكستان المسيحي شهباز بهاتي.
وقالت امام لجنة مجلس الشيوخ "شعرت بالصدمة والغضب لهذا الاغتيال" واعتبرته هجوما "على قيم التسامح والاحترام".
واغتال مسلحون وزير الاقليات الدينية في باكستان المسيحي شهباز بهاتي بالرصاص في وضح النهار اليوم (اكرر اليوم) الاربعاء ليكون ثاني مسؤول يقتل على خلفية المطالبة بتعديل قانون ينزل عقوبة الاعدام بحق من يدان بالاساءة للاسلام.
واعلنت الشرطة ان المعتدين اطلقوا 25 رصاصة على الاقل على سيارة الوزير بهاتي اثر خروجه من منزل والدته في منطقة سكنية في اسلام اباد.
وكان بهاتي اقر بعد اغتيال حاكم اقليم البنجاب قبل شهرين في حديث لوكالة فرانس برس انه اصبح "الهدف الابرز الان" لكنه تعهد بمواصلة العمل قائلا انه يسلم امره لله.
وقال قائد شرطة المدينة وجيد دوراني للصحافيين ان "ثلاثة او اربعة مسلحين يستقلون سيارة سوزوكي بيضاء اعترضوا سيارته الرسمية" مضيفا ان "المهاجمين اطلقوا رشقات من الرصاص عليه وتوفي".
وكان بهاتي (42 عاما) ميتا عند وصوله الى مستشفى الشفاء في اسلام اباد كما اكد الطبيب عظمة الله قريشي مشيرا الى انه اصيب بثماني رصاصات على الاقل.
وشدد دوراني على ان الوزير كان محاطا باجراءات امنية جيدة لكنه لم يكن برفقة حراسه الشخصيين حين حصل الهجوم صباحا.
وتابع قائد الشرطة ان الوزير كان "يقوم غالبا بزيارة منزل والدته بدون مرافقة" مضيفا انه اوعز للشرطي المرافق له بالتوجه الى المكتب.
وقام رئيس الوزراء الباكستاني يوسف رضا جيلاني بزيارة المستشفى وقدم تعازيه لعائلة بهاتي.
وقال ان "مثل هذه الاعمال لن تردع تصميم الحكومة على محاربة الارهاب والتطرف" متعهدا بمعاقبة القتلة.
وكان بهاتي الذي ينتمي الى الاقلية المسيحية في البلاد، من اشد معارضي القانون المثير للجدل الذي يجرم على الاساءة للاسلام، مع حاكم اقليم البنجاب سلمان تيسير الذي قتل في كانون الثاني/يناير.
وكان تيسير العضو البارز في حزب الشعب الباكستاني الحاكم اغتيل في 4 كانون الثاني/يناير برصاص شرطي من حراسه الشخصيين امام مقهى في اسلام اباد.
واثار اغتياله، الذي اعتبر ابرز اغتيال سياسي في باكستان منذ مقتل رئيسة الوزراء السابقة بنازير بوتو في كانون الاول/ديسمبر 2007، ادانات من الولايات المتحدة واوروبا.
واصبح الشرطي الذي اغتاله قائلا ان تيسير كان يدافع عن مسيحية حكم عليها بالاعدام بعدما اتهمها قرويون باهانة النبي محمد ولانه كان يؤيد تعديل القانون، "بطلا" في نظر قسم كبير من شعب جمهورية باكستان الاسلامية.
وبعد اغتيال تيسير قال بهاتي لوكالة فرانس برس "انا لا اتحدث عن اجراءات امنية خاصة، يجب ان نقف في مواجهة قوى الارهاب هذه لانها تثير الرعب في البلاد" مضيفا "لا يمكنني ان اثق بالاجراءات الامنية، انا اؤمن ان الحماية تاتي من الله، وبالتالي فان الحراس الشخصيين لا يمكنهم الانقاذ".
وندد الفاتيكان باغتيال بهاتي معتبرا انه "عمل عنف لا يوصف".
وقال الاب فيديريكو لومباردي الناطق باسم الفاتيكان "هذا الاغتيال هو عمل عنف جديد ينطوي على فداحة رهيبة" و"يظهر كم هي مبررة كلمات البابا الملحة بخصوص العنف ضد المسيحيين والحرية الدينية بشكل عام".
وفي روما، نددت الحكومة الايطالية الاربعاء ب"شدة" باغتيال الوزير الباكستاني معتبرة انه "اعتداء همجي" كما جاء في بيان صادر عن وزير الخارجية فرانكو فراتيني.
من جهته حث روان وليامز رئيس اساقفة كانتربري (الكنيسة الانغليكانية) الحكومة الباكستانية على بذل المزيد من الجهود لحماية اقلياتها معبرا عن "صدمته وحزنه" لهذا الاغتيال.
ويأتي اغتيال الوزير المسيحي في خضم السجال الذي يشهده هذا البلد المسلم حول مشروع لتعديل قانون ينزل عقوبة الاعدام بالمدانين بالاساءة للاسلام.
وقد نظمت مجموعات دينية تظاهرات في عدة مدن باكستانية بعدما تعهد تيسير بتعديل القانون.
واحتدم الجدل حول هذا القانون في باكستان وفي الخارج بعدما حكم على المسيحية آسيا بيبي وهي ام لخمسة اطفال بالاعدام السنة الماضية بتهمة الادلاء باقوال مسيئة للنبي محمد.
ويدور الجدل بين سياسيين ورجال دين محافظين حول ما اذا كان يجب العفو عن بيبي، لكن بعد اغتيال تيسير، اوضحت الحكومة بانها لا تؤيد تعديل القانون.
واعرب مفوض شؤون حقوق الانسان في الحكومة الالمانية ماركوس لونينغ اليوم في برلين عن صدمة حكومته بسبب اغتيال وزير الاقليات الباكستاني شهباز بهاتي.
وقال لونينغ في بيان صحافي انه استقبل خبر تنفيذ "عملية الاغتيال الجبانة بألم شديد" مشيرا الى دفاع الوزير المغتال عن حقوق الاقليات العرقية والدينية في باكستان معتبرا ان اغتيال بهاتي يعتبر ضربة قوية لجهود باكستان في الدفاع عن الاقليات في بلادها. وناشد المفوض الحكومة الباكستانية بتحمل مسؤولياتها وبمواصلة الجهود الرامية الى تحقيق المساواة بين الاقليات العرقية والدينية وبحمايتها.
التعليقات
استقالة بلمار؟
دافنشي -شهود الزور في مقتل وزير سني: البهلوانية القضائية لبلمار كشفتنا