أخبار

إرتفاع ملحوظ في نسبة المنتحرين من عرب إسرائيل

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

بينت إحصائية صادرة من وزارة الصحة الإسرائيلية أخيرًا، أن 34% من الطلاب الإسرائيليين الذين حاولوا الانتحار اضطروا إلى تلقي العلاج بعد المحاولة الأولى، وأن 25.2% منهم كرروا المحاولة. كما أفادت معطيات نشرتها الوزارة إلى أن محاولات الانتحار إرتفعت في أوساط عرب إسرائيل، ما يثير قلق المجتمع.

أظهرتدراسة شملت 1200 طالب أجريت في 12 مدرسة ثانوية مهنية إسرائيلية في السنوات الأخيرة أن 10% من الطلاب حاولوا الانتحار سابقًا، فيما أشارت المعطيات نفسها إلى أن 12.1% قالوا إنهم فكروا بالانتحار، وأن 6.8 % ممن فكروا أعدوا الخطط لذلك.

وقدر البروفيسور ألن افتر مدير دائرة الطب النفسي في مستشفى "شنايدر" للأطفال في الدراسة التي موّلها الاتحاد الأوروبي، أن الأرقام التي توصل إليها مماثلة لتلك في المدارس الثانوية العادية، كما هي مماثلة للنتائج التي تم التوصل إليها في الدول الغربية.

إرتفاع محاولات الانتحار

معطيات وزارة الصحة الإسرائيلية الجديدة أشارت بوضوح إلى ارتفاع ملحوظ في عدد محاولات الانتحار في أوساط الإسرائيليين في السنوات الماضية، في المقابل تراجعت حالات الانتحار، وان نسبة الذكور من المنتحرين وصلت الى 37% تحت جيل الـ24، فيما وصلت نسبة المنتحرات في الفئة العمريةنفسها إلى48% ممن هن دون سن 24 سنة، وأنه فيالعام 2008 كانت هناك 1143 محاولة انتحار.

إرتفاع نسبة المنتحرين من عرب إسرائيل

المعطيات التي نشرتها وزارة الصحة تشير بوضوح إلى أن محاولات الانتحار ارتفعت في أوساط فلسطينيي الـ48 (عرب إسرائيل) بنسبة 40% في أوساط الذكور، و20% في أوساط الإناث من دون إضافة المزيد من التفاصيل.

ناصر: إرتفاع حالات الانتحار يثير القلق في المجتمع

العاملة الاجتماعية بياتريس ناصر قالت لـ"إيلاف" إن "هناك العديد من الدوافع التي تقود المواطن الإسرائيلي إلى وضع حد لحياته والانتحار، فالشخص الذي يريد الانتحار يهدف من وراء عملية الانتحار إلى وضع حد لمشكلة يعانيها، تعرقل وتعطل سير حياته اليومية، واعتقد أن هناك الكثير من المسببات التي تقود المنتحر الى القيام بهذه الخطوة ووضع حد لحياته".

وتضيف "هناك أمور قد تكون متعلقة بالسمات الشخصية لإقدام المنتحر على قرار الانتحار، وهناك سمات شخصية يمكن أن تفسر شدة المعاناة التي يصاب بها المنتحر تؤدي به إلى اتخاذ قراره بالانتحار. فمثلاً البيئة المحيطة بالمنتحر فعندما يكون هناك حاجة إلى نوع من المساعدة يفتقد الدعم والصداقة والتعاطف، يزيد خطر الانتحار بالمقارنة مع أولئك الذين لديهم دعم مثل الأسرة والأصدقاء، والمرشدين الاجتماعيين والمعالجين النفسيين. واستعداد الإنسان إلى التماس المساعدة من البيئة له تأثير على القرار، وهناك أسباب أخرى كالمرض أو الاضطراب العقلي بمرض عقلي يمكن أن يسبب أي شخص للتفكير في الانتحار، والأكثر شيوعًا هو الاكتئاب".

وتضيف ناصر ردًا على سؤال أن قرار الانتحار يمكن أن يأتي نتيجة وفاة أحد الأشخاص المقربين، والإدمان على المخدرات أو الكحول، أو التعرض لاعتداء جسدي أو لفظي وحتى جنسي، إضافة إلى المصاعب الاقتصادية وحتى أحيانًا تقليد شخص آخر أقدم على الانتحار.

الاكتئاب وعمل الوالدين له تأثير كبير على سلوكيات الأولاد

وترى ناصر أن حالات الانتحار في أوساط الإسرائيليين شهدت ارتفاعًا ملحوظًا في السنوات الأخيرة، وهذه زيادة كبيرة ومثيرة للقلق، خاصة مع ازدياد حالات الاكتئاب في سنّ المراهقة، وبالتالي زيادة محاولات الانتحار.

وتبين ناصر ان الوالدين في معظم الأسر يعملان، وهذا يؤثر على مستوى الاهتمام ورعاية الأولاد، وطبيعي جدًا أن يقل الاهتمام بالأولاد، وغالبًا ما يحدث أن يجهلا ما يمر به الأولاد، ولا يلاحظان الاخطار والصعوبات التي تواجه أولادهما. من هنا نرى أن هناك المزيد من الجيل الشاب منقطع ويعاني صعوبات، أضف إلى ذلك انعدام فرص العمل أو أي إطار، لديهم المزيد من وقت الفراغ.

وتوضح ناصر أن معظم الشباب المراهقين يمرون بفترة المراهقة بسلام، ولكن هناك نسبة مئوية صغيرة، فخلال فترة المراهقة يمرون بمشاكل نفسية قائمة أو تعود إلى تفشي اضطرابات واكتئاب وقلق وانفصام تؤثر على السلوك والتفكير وقد تسبب تدهورا في الحالة النفسية، حتى إن الحل الوحيد لهؤلاء المراهقين هو الانتحار بسبب عدم وجود رقابة كافية من قبل الآباء لأطفالهم، والاستخدام المفرط للكمبيوتر.

وحول سبل محاربة ظاهرة الانتحار، قالت ناصر "في السنوات الأخيرة حصلت زيادة في حالات الانتحار، خاصة لدى المراهقين، وهناك وعي في الشارع الإسرائيلي يتبلور تجاه معالجة هذا الأمر، لكن ليس بالصورة المطلوبة.

وردًا على سؤال حول تصورها لوضع حد ومعالجة الأمر قالت ناصر "كعاملة اجتماعية نستطيع أن ننتبه إلى علامات التحذير في وقت مبكر من التعامل مع محاولة الانتحار، حيث يمكن الكشف المبكر عن أعراض محاولات الانتحار و إنقاذ الأرواح".

دلائل الانتحار كثيرة

هناك دلائل كثيرة يمكن تحديدها بسهولة، ولا حاجة إلى أن تكون خبيرًا لتدرك أن الشخص يميل إلى الانتحار، إذ إن الشخص الذي يفكر بالانتحار يبدي سمات لذلك، فنراه يتحدث عن عدم وجود أي معنى للحياة، وكثيرًا ما يقول إنه يمر بحالة اكتئاب ويأس، ويحاول أن يكون دائمًا منفردًا ومعزولاً، ويكثر الحديث عن الانتحار، ويسال عن أسلوب انتحار أشخاص في الماضي، وما هو الأسلوب.

وأضافت "أعتقد كعاملة اجتماعية أن معالجة هذه الظاهرة تكمن من خلال التعليم داخل الأسرة والمدارس. وعلينا أن نعطي أولادنا شعورًا بأننا بالقرب منهم في أي حالة، ومنحهم شعور بالراحة، وأن يقوموا بإطلاعنا على المشاكل التي يواجهونها عند وجودهم في ضائقة، ومساعدتهم على فهم الموضوع واحتوائه والتفكير معهم في إيجاد حل لهذه المشكلة وعدم وضع اللوم عليهم".

وتختم ناصر بالقول "اعتقد انه في دولة اسرائيل يوجد الكثير من العوامل لعلاج محاولات الانتحار، وثمة حاجة لزيادة الوعي لدى الأهل والشباب حول وجود مثل هذه المؤسسات وزيادة طرح ومناقشة الموضوع في محاضرات".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف