وسط أزمة إنسانية كبيرة... سيّاح يلعبون الغولف في تونس

يلعب آلاف السيّاح الفرنسيين والألمان الغولف ويمرحون في مياه تونس اللازوردية محاطين بأزمة انسانية نجمت من المدّ الهائل من البشر الهاربين من ليبيا.

يهرب ما يقرب من 15 ألف شخص من ليبيا عبر الحدود مع تونس كل يوم، مما يثير تحذيرات من وقوع أزمة بشرية.

وأمام هذا الوضع، يوزّع عمال الإغاثة الطعام والماء على عشرات الألوف من العمال المهاجرين من مصر وبنغلاديش عند وصولهم إلى نقطة "راس جدير" الحدودية.

لكن هذه الجهود الحثيثة لا تأثير لها على حياة الفنادق الراقية الممتدة على الساحل المهدب بأشجار النخل.

وقال سائح فرنسي خلال فترة استراحة أعقبت لعب 9 حفرات في ملعب الغولف بـ "جربة" "نحن سمعنا عن هؤلاء الناس، ولكننا لم نر أيًا منهم. فهنا الشمس مشرقة، وكل شيء طبيعي".

وترتبط الجزيرة السياحية بأرض تونس بوساطة معبر، وهي مشهورة لدى الأوروبيين الراغبين بمكان مشمس خلال فصل الشتاء، لكنها في الأسبوع الماضي أصبحت مركزًا لجهود الإغاثة الهادفة إلى مساعدة ما يقرب من 85 ألف شخص وصلوا من ليبيا.

وحسبما يقول مراسل التلغراف، فإن الكثير من هؤلاء العمال المهاجرين يقضون ليالي عديدة من دون التمكن من النوم بشكل طبيعي خلال انتظار إعادتهم إلى بلدانهم.

من جانبه، قال كارل ستاينر مدرس التاريخ من باريس إنه من الضروري مساعدة اقتصاد ليبيا بعد الأحداث العاصفة التي عاشتها خلال الأسابيع الأخيرة. لكنه "أمر غير مريح التفكير بوجود أناس يعانون، بينما نحن نقيم في فنادق فاخرة".

ومع وصول 15 ألف شخص كل يوم، ووجود ما يقرب من 20 ألف آخر على الطرف الليبي من الحدود، فإن هناك احتمال وقوع كارثة انسانية، خصوصا في ما يتعلق بالصحة العامة، حسبما قال العقيد مويز داكرواي المسؤول عن التعامل مع الوافدين من ليبيا.

وقد إمتلا المخيم الذي نصب بعشرة آلاف، كما لايزال آخرون يصلون. ويُنقل المحظوظون من هؤلاء الهاربين من ليبيا بحافلات مخصصة للسياح إلى مطار جربة، حيث تنظم عشرات الرحلات الجوية لإعادة العمال المهاجرين إلى بلدانهم.

وقال طاهر جبسي مدير العلاقات العامة في المطار إنهم كانوا معتادين على التعامل مع السياح، لكنهم الآن يتعاملون مع عملية مختلفة تمامًا. مع ذلك فهم قادرون على التحمل.وكانت فرنسا وبريطانيا قد قالتا اخيرا إنهما ستنقلان الآلاف من العمال المصريين العالقين على الحدود إلى مصر.

ضمن هذا السياق، قال ديفيد كاميرون "إنه من الضروري القيام بذلك. يجب عدم إبقاء هؤلاء الناس في مخيمات انتقالية إذا كان ممكنا إعادتهم إلى أوطانهم". وقد جهزت بريطانيا ثلاث طائرات تجارية لهذا الغرض.