انفجارا الجمعة خلفا خرابا هائلا في معسكر الرجمة قرب بنغازي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بنغازي: عم خراب مروع معسكر الرجمة شرق بنغازي، كبرى مدن شرق ليبيا، الذي هزه الجمعة انفجاران كبيران اوديا بحياة نحو 30 من الثوار والمدنيين، واتلفت فيه كميات هائلة من المتفجرات والمضادات الجوية والاسلحة المتوسطة والخفيفة.
وكان الدخان لا يزال ينبعث ظهر السبت من مكان الحريق الذي اندلع عند الغروب الجمعة في مستودع اسلحة واربعة مخازن ارضية للمتفجرات والذخيرة في منطقة ريفية تنتشر فيها المزارع.
وانهار جدار المعسكر الخارجي بالكامل بينما نسف الانفجار المستودع الكبير الذي كان يحتوي على اكثر من مئتي بطارية مضادة للطيران من عيار 23 ملم روسية الصنع، احترق او اتلف منها ما يعادل الخمسمئة بطارية، كما اكد ضابط سابق في الجيش التحق بالثورة.
وقال المقدم ونيس ابراهيم بلعويلة قائد معسكر الهندسة في الخضراء، قرب بنغازي، الذي قدم السبت الى معسكر الرجمة لفرانس برس ان سبب الانفجار "غير معروف" مرجحا ان تكون "عملية تخريب قام بها عملاء (العقيد) معمر القذافي".
وخلف الانفجاران اربع حفر كبيرة بقطر عشرة امتار على الاقل في موقع اربعة مخازن ارضية لمتفجرات.
واستبعد الضابط ان تكون التفجيرات ناجمة عن غارة جوية.
وقبل ذلك صرح الناطق باسم "المجلس الوطني" للثورة مصطفى الغرياني لفرانس برس "لا نعرف بالتأكيد ما اذا كان الانفجار عملية تخريب او حادث او ضربة جوية لكن لم ير احد طائرة".
واوضح ان عدد الذين كانوا داخل المستودع يقدر باربعين شخصا.
وفي مستشفى الجلاء روى الجريح انور محمود التاجوري (42 سنة) مساء الجمعة وقد غطت ضمادة عينه اليسرى وخده وذقنه انه كان حاضرا حين وقوع الانفجار الاول فاسرع الى خارج المستودع لكن بعد خمس دقائق وقع "انفجار رهيب تسبب في قلب السيارة التي كنا فيها".
واكد سقوط منازل في الجوار وتحدث عن مقتل عدد من الرعاة.
وتحدث ايضا عن اعداد كبيرة من القتلى مرجحا ان يفوق عددهم الثلاثين.
واوضح ان المستودع كان يشمل اسلحة ثقيلة وان بعضهم كان ينقلها عصر الجمعة الى اجدابيا الواقعة الى الغرب.
وردا على سؤال حول ما اذا شاهد او سمع طائرة قال "لم ار طائرة"، وهو ما اكده معظم الشهود.
واحتشدت اعداد كبيرة من البنغازيين في المستشفى مساء الجمعة وتعالت صياحات البكاء والعويل وتدافع الاقارب محاولين دخول المشرحة.
وروى شاهد ان سكان المناطق المحيطة بالرجمة شعروا بقوة الانفجار لدرجة انهم ظنوا انها هزة ارضية.
وقال المقدم ونيس ابراهيم بلعويلة مبررا حالة التسيب ودخول المدنيين لاقتناء السلاح حتى غداة الانفجار "المواطن خائف ان ياتي اليه المرتزقة ليقتلوه فيتسلح لانه يريد ان يدافع عن نفسه".
وكان العديد من المدنيين يبحثون السبت بين انقاض الانفجار عن اسلحة او ذخيرة من دون ان يمنعهم احد من ذلك.
واكد المقدم ان "الخطوة التالية ستكون تامين المخازن" التي لم تنفجر وعددها 37. واوضح ان سبعة مخازن سطحية واربعة تحت ارضية انفجرت الجمعة
واضاف ان لجان الدفاع ستهتم الان "بازالة الاسلحة المحترقة والمدمرة".
واكد مصطفى صالح (30 سنة) الذي يسكن جوار المعسكر ويعرفه جيدا ان الانفجار الاول كان بسيطا لكن الثاني كان عنيفا وادى الى انهيار اربعة منازل مجاورة واقتلاع عشرات الاشجار امام بوابة المعسكر.
وقدمت سيارة اسعاف نقلت قتيلا انتشل صباح السبت في المعسكر بينما حمل احد رجال الاسعاف في سيارة اخرى وعاء مغطى بقماش قال ان فيه اعضاء بشرية جمعت من بين الانقاض.
وبدت ابواب المخازن التي سلمت من الانفجار مخلعة، وانتشرت امامها قنابل يدوية وقاذفات ار.بي.جي وفي داخلها ذخيرة مدفعية من عيار 100 ملم، وكان بعض السكان يدخلونها بحثا عن اسلحة خيفة.
وانتشر الدمار في مساحة عشرات الامتار حول المعسكر، وتقطعت خطوط الكهرباء واعمدتها بينما تجاوزت الشظايا التي تطايرت بقوة الانفجار الى ما ابعد من 500 متر.