الغالبية الصامتة في تونس تدافع عن حقها في معاودة العمل
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في ظل مواصلة الاحتجاجات في الكثير من القطاعات التونسية تطالب الغالبية الصامتة بحقها في العودة للعمل.
تونس: بعد مرور اكثر من شهر ونصف الشهر على سقوط نظام زين العابدين بن علي في تونس، ظلت حركات احتجاجية متواصلة حتى الاونة الاخيرة سواء لرفع مطالب او للمطالبة في المقابل بعودة الاعمال والحياة الطبيعية.
وكان اخر هذه الاحتجاجات السبت مع تجمع الاف الاشخاص من حركة "تونسيون مستقلون من اجل الديموقراطية" السبت بعد العمل في مجمع رياضي في المنزه قرب العاصمة التونسية للمطالبة باسم الغالبية الصامتة التي يقولون انهم يمثلونها بمعاودة العمل بعد اكثر من شهر ونصف على سقوط نظام زين العابدين بن علي.
وعقد المحتجون من مسؤولي شركات وطلاب ومحامين ورجال اعمال وناشطين اخر اجتماع لهم بعد سلسلة اجتماعات يومية مستمرة منذ الاثنين رافعين شعار حركتهم "لنبني بلادنا بالدرس والعمل".
وتعتبر هذه الحركة الاحتجاجية بمثابة رد على اعتصام احتجاجي استمر في حي القصبة حيث مقر الحكومة في العاصمة التونسية ولم يرفع الا الجمعة بعد دعوة السلطات الى انتخاب مجلس تأسيسي في 24 تموز/يوليو، وهو ما كانوا يطالبون به.
وبعدما ردد الشبان في ساحة القصبة "ارحل" وهو الهتاف الذي ردده المتظاهرون الذين اطاحوا الرئيس زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير، مطالبين هذه المرة باستقالة رئيس الحكومة الانتقالية محمد الغنوشي الذي اعلن تنحيه الاحد الماضي، رد المحتجون في المنزه داعين الى "الالتزام".
وقالت روضة نجار المشاركة في التجمع في المنزه "لم اعد احتمل سماع هتاف +ارحل+. ان التزم كل منا قليلا، سوف نتمكن من تطوير تونس الديموقراطية التي نتطلع اليها".
واضافت "لدي الامل في ان نتوصل الى تحقيق ذلك ولو ان العملية ستكون طويلة".
غير ان ولفة خليل ارم المستشارة في ادارة الشركات رات ان "الاعتصام في القصبة والتجمع في المنزه يلتقيان".
ويحتدم الجدل بين المشاركين وبعضهم قدموا مع عائلاتهم فيصل احيانا الى حدود السجال.
وقال استاذ جامعي طلب عدم ذكر اسمه "نامل ان نرى البلاد تعاود العمل، وان تتوقف هذه الاعتصامات والاضرابات التي قضت تماما على معدل النمو الاقتصادي".
واثار خطيب حماسة الحشود حين ردد شعارا معاديا للامين العام للاتحاد العام التونسي للشغل عبد السلام جراد متوعدا اياه بان يلقى مصير بن علي.
غير ان الاجواء تبقى هادئة رغم ذلك وقال احد الخطباء "نقول لمن يريدون اثارة الاضطرابات اننا سنبقى متيقظين".
وتابع "لن نصمت بعد الان وسنبدي استعدادا جيدا حيال الرئيس ورئيس الوزراء" بالوكالة.
واعلن منظمو التجمع في بيان ان "الديموقراطية لا تبنى الا بالاستقرار والعمل"، داعين "كل التونسيين لتحمل مسؤوليتهم الوطنية عبر المشاركة السياسية البناءة وبمراكز العمل ومقاعد الدراسة".
وعادت الحياة في القصبة الى مجراها الطبيعي ويقوم شبان بمحو آخر الشعارات التي حولت واجهات المباني الحكومية البيضاء الى ما يشبه جدار برلين فيما يتلقط بعض المارة صورا لما تبقى منها بواسطة هواتفهم النقالة قبل ان تختفي كلها.
وبعدما كانت جادة الحبيب بورقيبة مركزا للحركة الاحتجاجية فتحت المقاهي والمتاجر الواقعة على طولها ابوابها مجددا وغصت بالناس بعدما كانت في نهاية الاسبوع الماضي ساحة معركة حقيقية فدارت فيها مواجهات اوقعت خمسة قتلى.