تظاهرات البحرين تدخل يومها الـ21 وولي العهد يدعو للحوار

أعلن ولي عهد البحرين ان "الحوار هو الحل الافضل وان كل الخيارات الاخرى لن تؤدي الى النتيجة التي يتطلع اليها الجميع" في البحرين.

المنامة: مع دخول التظاهرات في البحرين يومها الـ21، أعلن ولي عهد البحرين الأمير سلمان بن حمد آل خليفة أن الحوار هو الحل الأفضل وأن كل الخيارات الأخرى لن تؤدي إلى النتيجة التي يتطلع إليها الجميع.

وتأتي هذه التصريحات بعد أن تظاهر آلاف البحرينيين الأحد في المنامة أمام قصر القضيبية حيث تعقد الحكومة البحرينية اجتماعاتها، رافعين شعارات مناهضة لحكومة المملكة ومطالبة بسقوطها.

وقال ولي عهد البحرين في مقابلة مع تلفزيون البحرين "الحل هو في الحوار، تقريبا 80% من المطالب يشترك فيها الجميع (...) الجميع يريد خدمات افضل وكرامة ومحاسبة (...) اذا كان هذا هو المطلوب دعونا نجلس على طاولة الحوار دعونا نخرج الى وضع افضل مما نحن عليه".

وتابع "بدلا من ان يكون هناك فائز وخاسر فاننا نسعى الى ان يكون الجميع فائزا وان يكون الامن للجميع وهذا ليس سهلا (...) الوعود كانت كثيرة ولربما اكبر من القدرة (...) الان لا نريد وعودا نريد قولا وفعلا، لنعتمد هذا المبدأ ولنقل ان هذا ممكن وهذا غير ممكن (...) البحرين مجالسها مفتوحة وبتطورها السياسي ونهجها لا بد ان تحتوي هذه الازمة بصورة حضارية لان الخيارات الاخرى لن تؤدي الى النتيجة التي يتطلع اليها كل فرد".

واعتبر ان الحركة الاحتجاجية التي تشهدها البحرين "حدث غير مسبوق في عمري على الاقل (...) والحلول المطلوبة تستغرق وقتا وتتطلب كثيرا من الصبر والتفهم".

وسئل الامير سلمان عن الشروط التي وضعتها المعارضة البحرينية للدخول في الحوار، فقال " نحن الان نجمع المحاور لكن لا شك انه لا يجوز لطرف واحد ان يحدد سقف الحوار قبل ان يبدأ" مستدركا "لكن ليس لدينا مانع في ان نبحث هذه المسائل وبعمق اثناء الحوار، الارادة الشعبية الان تقول شيئا اخرا (...) بامكاننا ان نناقش كل شيء ضمن المشروع الاصلاحي لجلالة الملك".

واكد ولي عهد البحرين ان "البحرين لن ترجع للوضع الذي كانت عليه لان الشيء الثابت الوحيد هو الحاجة للتغيير" مضيفا "والشيء الوحيد هو ان نبادر لهذا التغيير ونسبق المشاعر والفلتان الذي يمكن ان يحدث اذا لم تجلس الاطراف وتتحاور مع بعض".

وقال ولي العهد "نسعى لاثبات حق الشعب البحريني في الخروج في مسيرات سلمية للتعبير عن الرأي" داعيا في الوقت نفسه "جميع الاطراف الى عدم التصعيد، لان التصعيد في هذه اللحظة يزيد البلبلة في المجتمع ويخلق مشاكل مثلما شاهدنا في مدينة حمد".

وكان الامير يشير الى الشجار الذي نشب الجمعة بين شبان شيعة وشبان سنة من اصول سورية في مدينة حمد (جنوب المنامة) واستدعى تدخل قوات الامن التي قامت بفض الشجار باستخدام قنابل مسيلة للدموع.

وعن الدعم الخليجي للبحرين قال ولي عهد البحرين إن هذا الدعم "كان معنويا وسياسيا قويا" الا انه اضاف "ان الحاجة للحلول تتطلب مبالغ دعم كبيرة من دول الخليج تتناسب مع الحلول" وتعهد بان "تكون هناك شفافية كاملة في صرف هذه المبالغ والمشروعات التي ستخصص لها".

حكومة البحرين تحذر من "المنزلقات الطائفيّة"

إلى ذلك، أكد مجلس الوزراء البحريني الأحد دعمه للتظاهرات السلمية وحرية التعبير التي كفلها الدستور، مشددا على ضرورة مراعاة عدم الإضرار بالمصالح العامة للمواطنين وتجنب إلحاق الأذى بمصالح القطاعات التجارية والاقتصادية لانعكاساتها السلبية على أمن البلاد، وفق ما ذكرته وكالة أنباء البحرين.

وأشار المجلس خلال اجتماعه الأسبوعي برئاسة رئيس الوزراء البحريني الأمير خليفة بن سلمان آل خليفة، إلى أن تعطيل مصالح المواطنين وإلحاق الأذى بها والإضرار بشؤونهم وعرقلة مظاهر الحياة في المناطق المختلفة لا ينسجم مع دعوات التهدئة والحوار.

وحذر المجلس مما أسماه "المنزلقات الطائفية" أو أية أعمال تكرس الطائفية والفرقة في المجتمع، مشيدا بمواقف الشعب البحريني الذي عبرت عنه التجمعات الوطنية الداعية للوحدة الوطنية والحاثة على التماسك ونبذ الطائفية.

هذا وقام آلاف البحرينيين الأحد في المنامة بمظاهرة أمام قصر القضيبية حيث تعقد الحكومة البحرينية اجتماعاتها، رافعين شعارات مناهضة لحكومة المملكة ومطالبة بسقوطها. وتمركزت قوات مكافحة الشغب خلف بوابة القصر فيما قام متظاهرون يلوحون بالأعلام البحرينية.

وطالب المتظاهرون بالغاء دستور 2002 وهتفوا "يسقط دستور 2002 من اجل البحرين". وقال الأمين العام لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية كبرى فصائل المعارضة في البحرين الشيخ علي سلمان في كلمة في ختام التظاهرة "مشكلتنا سياسية ونحن بحاجة ماسة لإصلاح سياسي بحيث يختار الشعب حكومته ولا تبقى حكومة جاثمة فوق صدور هذا الشعب 40 سنة".

وأكد أن "مطلبنا هو وطن فيه الأمن للسني والشيعي والكرامة للسني والشيعي". وأضاف سلمان "ابعثوا الهدية والورود والمحبة لجيرانكم السنة قولوا لهم إن سلامتهم أمانة في أعناقكم وإنكم تحمون بيوتهم. لا تستجيبوا لأي رسائل تحثكم على التجمع في شجار أو ما شابه". ولم يبد المتظاهرون أي مؤشرات تراجع بعد أن دخلت التظاهرات في المملكة يومه الـ21.

الاعتصام مستمر في دوار اللؤلؤة

ويستمر الاعتصام أيضا في دوار اللؤلؤة وسط المنامة، وهو دوار بات يشكل رمزا للحركة المطالبة بالتغيير في المملكة. وفيما تتواصل التظاهرات في البحرين، تصر جمعيات سياسية بحرينية معارضة على استقالة الحكومة من بين شروط عدة لبدء الحوار الوطني الذي دعا إليه ولي عهد البحرين.

وحددت ست جمعيات بحرينية معارضة بينها الوفاق الشيعية الخميس الثالث من مارس/آذار "مبادئ" للحوار الذي تطرحه السلطة قالت إنه يتعين على الحكومة قبولها قبل الشروع في التفاصيل، وبينها انتخاب "مجلس تأسيسي" يقوم بوضع "دستور جديد" للبلاد.

وسارعت الحكومة البحرينية إلى الرد بالقول إن هناك "اختلافات في ما بين الجماعات التي ترغب في الانضماما إلى الحوار". وأضافت في بيان أنه "لهذا السبب بالتحديد لا بد من بدء الحوار للتوصل إلى اتفاق سياسي".