معنويات الثوار تعوض عن غياب القيادة والتنظيم
قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
من جهة أخرى، يلاحظ محللون ان خط المواجهة وصف يغالي في مستوى التنظيم والتخطيط الذي يكمن وراء نجاح الثوار. وعلى الرغم من تقدم قوات المعارضة بخطى وئيدة غربًا من معقلهم في بنغازي على الطريق الساحلي الذي يمتد زهاء 1130 كلم نحو طرابلس، فإن قوات المعارضة والقوات الموالية تبادلت السيطرة على راس لانوف أكثر من مرة، ومثلها بن جواد المدينة التالية غربًا على الطريق الساحلي.
وتتألف قوات المعارضة على هذا القاطع من مجموعات بلا قيادة تستخدم الشاحنات الخفيفة للهجوم على المواقع الحكومية بأسلحة غنمتها من ترسانات النظام ولكن المقاتلين بالكاد يعرفون كيف يستخدمونها. لذا من الصعب تسمية قوات الثوار جيشًا نظاميًا. ولكن جغرافية ليبيا الصحراوية حولت انتفاضتها من اجل الديمقراطية الى الحملة المسلحة الأولى في الربيع العربي، بحسب مجلة تايم.
وكان انهيار النظام الليبي سريعًا على غير المتوقع بعد تمرسه في قمع المعارضة 41 عامًا. والى جانب الحقيقة الماثلة في ان بنغازي كانت منذ زمن طويل معقل المعارضة لحكومة طرابلس فإن تضاريس الشرق الليبي بتلاله وأحراشه ومناطقه الحضرية على الساحل تكون أنسب للمشاريع الثورية. لكن الأرض تنبسط صحراء الى الغرب من بنغازي وتصبح المراكز السكانية الواقعة على الطريق بلدات صغيرة تمكن السيطرة عسكريًا عليها بسهولة، وتتركز على تقاطعات الطرق السريعة أو حول المنشآت النفطية.
ويقول خبراء ان شرق ليبيا يصلح لحرب العصابات في حين ان وسطها مناسب لحرب الدبابات، كما تشهد معارك الحرب العالمية الثانية التي جرت على هذه الرقعة من شمال أفريقيا. لكن ليس من المتوقع ان تندلع معارك بذلك الحجم في الوضع الراهن. فإن القوات التي ما زالت موالية لنظام القذافي وحدها التي تتسم بما يشبه الجيش الحديث. وهنا تكمن مشكلة الثوار، بحسب الخبراء. وعلى الرغم من انتقال العديد من وحدات الجيش النظامي الى جانب الثوار فإنها لم تتمكن من فرض سلطة أو تنظيم على المتطوعين الذين يتحملون القسط الأكبر من القتال. ومن دون غطاء جوي أو دروع يكون التقدم في صحراء مكشوفة أقرب الى الانتحار.
وإزاء غياب الانضباط والتدريب فإنه من المدهش ألا تكون هناك إصابات كبيرة ينزلها المقاتلون بأنفسهم. وإلى جانب زخات الرصاص التي تُطلق إحتفالاً، فإنه من المشاهد المخيفة التي سجلها مراسل مجلة تايم مشهد صبي يجلس على تل من صناديق العتاد وكاد أن يُطيح به صندوقًا مليئًا بقذائف المدفعية،وكان ذلك كي يتمكن من الجلوس بطريقة مريحة أكثر.
في هذه الأثناء يبدو أن قوات النظام التي هربت فلولا من بنغازيقد إستعادت شيئًا من تماسكها، وأفادت تقارير أنها اتخذت مواقعها في مدينة بن جواد مسنودة بالمروحيات والمقاتلات والمدفعية. ويتوقع خبراء ان يشتد القتال عنفا إذا تقدم الثوار باتجاه مدينة سرت مسقط رأس القذافي التي تقع في منتصف الطريق تقريبًا بين بنغازي وطرابلس.
لا أحد يعرف ما ستؤول اليه حملة القوى المعارضة في صحراء ليبيا. وتقول حكومة ليبيا الحرة ان لديها ما يكفي من المال لدفع رواتب شهرين. وهي تطلب من دول العالم الإعتراف بها حكومة شرعية تمهيدًا لمفاتحة شركات النفط بأن تدفع لها وليس لحكومة طرابلس. وتقول حكومة بنغازي ان شركة سرت النفطية في راس لانوف قطعت علاقتها بطرابلس واتخذت جانب الثوار وان مصافي راس لانوف تزود آليات المعارضة بالوقود مجانًا. كما يتلقى الثوار شحنات من المواد الغذائية والأدوية التي تُفرغ في ميناء بنغازي.
قد تكون المعنويات في نهاية المطاف عاملا حاسما رغم ان محللين يستبعدون ان تكون هذه المعنويات عالية في صفوف القوى الموالية لنظام يطلق النار على شعبه وسط شائعات بأن كثيرا من الجنود يتلقون امر اطلاق النار تحت تهديد السلاح من ضباطهم.
لكن النظام وأنصاره يقاتلون من أجل البقاء. ويرى معلقون ان العقوبات وتجميد الأرصدة وتهديد المنظمات الدولية بملاحقة أركان النظام بتهمة إرتكاب جرائم حرب لا تمنح النظام حافزاً يشجعه على الإستسلام بالطرق السلمية.
الإنتفاضة أيضًا تقاتل من أجل حياتها. ورغم إعلان الجامعة العربية إستعدادها للتوسط، فإن المعارضة ترفض التفاوض مع النظام وتخشى ان تسفر عودته بأي شكل عن مجزرة. لكن الخوف آخر ما يشعر به الثوار الذين يعتقد كثير منهم ان نجاحهم رغم اختلال ميزان القوى لغير صالحهم دليل على ان الله معهم.
بعد ظهور مروحية حربية في سماء راس لانوف غادر فريق مجلة تايم المدينة مسرعًا بالعودة إلى بنغازي، لكنه شاهد طوابير من السيارات المحملة بشبان يرفعون علم ليبيا الملكية الذي أصبح علم ليبيا الحرة، تنطلق مسرعة بالإتجاه المعاكس لتعزيز دفاعات راس لانوف.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف