أخبار

الديموقراطية طموح أصبح عالمياً مع الثورات العربيّة

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: يرى مراقبون وسياسيون ان الاحتجاجات والثورات في العالم العربي من تونس الى البحرين مرورا بليبيا للمطالبة بالحرية والعدالة، تسقط الفكرة التي لطالما عملت الانظمة الاستبدادية على ترسيخها بان الديموقراطية وحقوق الانسان مفاهيم غربية غريبة عن المنطقة.

غير ان الغرب الذي يرفع راية هذه القيم فوجئ بالسقوط السريع لقادة كان لا يزال قبل ثلاثة اشهر يعتبرهم شركاء له. كما ذهل بضخامة حركة هزت هذا الجزء من العالم من الضفة الجنوبية للمتوسط وصولا الى شبه الجزيرة العربية.

وقال فرنسوا زيموراي السفير الفرنسي المكلف حقوق الانسان إن "ما يجري في العالم العربي هو نفي قاطع لكل اللذين ارادوا ان يقنعوننا بان حقوق الانسان مفهوم غربي مفروض فرضا" على المنطقة. واضاف "كنا نشهد منذ سنوات عدة تراجع مفهوم كونية القيم" ذاكرا مثالا على ذلك اقرار منظمة المؤتمر الاسلامي "ميثاقا اسلاميا لحقوق الانسان يتضمن حقوقا مختلفة للرجل والمراة".

وتابع "نشعر اليوم بان مواقف البلدان تتبدل. وهذا يتخطى بكثير حدود شمال افريقيا" من حيث انطلقت الثورات مع اطاحة الرئيس زين العابدين بن علي في 14 كانون الثاني/يناير. وتسعى الولايات المتحدة للابتعاد عن مفهوم "الحرب الوقائية" المطبق في عهد الرئيس السابق جورج بوش لفرض "عقيدة اوباما" التي تقوم على مساندة الحركات الديموقراطية مع الامتناع عن القيام باي عملية من طرف واحد.

وتضاعف فرنسا المبادرات من عمليات اجلاء انسانية وطرح نصوص في الامم المتحدة، بعدما انتقدت بشدة لتاخرها في دعم الثورة التونسية. وقال وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه الاحد في القاهرة "قد نكون وقعنا في التضليل بعض الشيء عندما كان يقال لنا ان الانظمة المتسلطة هي الحاجز الوحيد في وجه الاسلاميين".

وراى بيار فيرميران صاحب كتاب "المغرب، الديموقراطية المستحيلة؟" ان "فكرة ان الديموقراطية لا تلائم العالم العربي هي من الافكار المسبقة الاستعمارية". واوضح المؤرخ ان "الشعوب تشبعت في ظل الاستعمار بقيم الحرية التي غذت حركات التحرير ثم انحرفت مع ممارسة السلطة بعد الاستقلال".

وتابع ان "الحركة الاحتجاجية في السبعينات في المغرب كانت ماركسية ونسائية". واضاف "مع ورود المساعدة المالية، شجعت الانظمة المتسلطة ظهور التيار الاسلامي. واقنع جميع الحكام الديكتاتوريون القادة الغربيين بفكرة ان شعوبهم عنيفة وامية ولا يمكن التعاطي معها".

ولم تكن تسمع اصوات المعارضين لهذه الانظمة لا في دولهم ولا في الخارج. وقال المعارض التونسي محيي الدين شربيب ان "الحكام الديكتاتوريين كانوا يدعون انهم ابطال الكفاح من اجل الشعب الفلسطيني. كانوا يلعبون ورقة القومية العربية مع شعوبهم وورقة الخوف مع الغرب الذي كانوا يخيرونه ما بين نظام دكتاتوري ونظام اسلامي".

وابدى الناشط اسفه للمناقشات "العبثية" حول موضوع "انسجام الاسلام مع الديموقراطية" مؤكدا ان "الاسلام هو مثل كل ديانات العالم". وتابع ان "المهم اليوم هو اننا نرى المجتمعات العربية تتحرك" مشيدا بالانترنت على انه "اداة لتحرر المجتمع المدني".

وراى شربيب ان "المفهوم يتبدل على صعيد الراي العام الاوروبي، لكن الامر اصعب على مستوى القادة الذين يبدون اكثر اهتماما بضبط تدفق المهاجرين منهم بمواكبة التغييرات الجارية". واعتبر بيار فيرميرن ان هناك لدى شعوب المنطقة "تطلعا مزدوجا الى ضمان سلامة الاقتصاد وتقديم دعم فني وقانوني" للبناء الديموقراطي من جانب الغرب. ودعا الى اقرار "خطة مارشال طموحة" للضفة الجنوبية للبحر المتوسط.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف