جامعة قاريونس في بنغازي تواكب الثورة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
بنغازي: يواكب اساتذة وطلاب جامعة قاريونس في بنغازي ثورة السابع عشر من شباط/فبراير الليبية بتعبئة متواصلة فيجتمعون يوميا في خيمة اقاموها على جادة "الكورنيش" امام مقر المجلس الوطني الانتقالي ليتناقشوا في مسار الثورة وآفاقها.
وقال استاذ اللغة الفرنسية في اقدم جامعة ليبية محمد بوشعالة لفرانس برس "نجتمع في الخيمة في ساحة التحرير، (نسبة الى ساحة القاهرة) مع بقية المعتصمين لتعبئة المواطنين وهنا تدور المناقشات باستمرار ونستقبل الصحافيين".
وامام مقر المجلس الوطني الانتقالي في مقر محكمة بنغازي سابقا، اقام الجامعيون خيمة كتبوا على مدخلها على لافتة كبيرة "تجمع جامعة قاريونس 17 فبراير" والصقت عليها رسوم كاريكاتورية ويتجمع فيها الطلاب والاساتذة بهدف تعبئة المواطنين، واجراء مناقشات وهم يحتسون الشاي وسط اجواء احتفالية تعم الساحة التي لا تنقطع فيها الاناشيد والاهازيج.
وشهدت ساحة التحرير الاربعاء تظاهرة حاشدة رفع فيها العلم السابق الذي كان معتمدا في عهد الملكية، وشاركت فيها اغلبية من النساء رددن شعارات الثورة الليبية وطالبن برحيل القذافي مع الاشادة "بالشهداء" وسط اطلاق النار في الهواء بكثافة.
وتعد جامعة قاريونس التي تبعد خمسة كلم عن وسط بنغازي 75 الف طالب وهي اول جامعة في ليبيا تاسست سنة 1954 غداة الاستقلال، وبدأ التدريس فيها في اربع كليات فقط هي كليات الاداب واللغات (العربية والانكليزية) والجغرافيا والتاريخ والفلسفة وتعد الان 22 كلية.
والجامعة عبارة عن مجمع عصري يمتد على مساحة واسعة فيها مكان مبيت للطلاب واخر للطالبات على يمين ويسار مبنى الادارة الذي تتوسطه قبة ذهبية والذي يقابل الزائر عندما يدخل بوابة الجامعة.
وعين اثنان من اساتذتها هما فتحي البعجة وعبد الله الميهوب عضوين في المجلس الوطني الانتقالي الليبي الذي تاسس في 27 شباط/فبراير للتنسيق بين الثوار الليبيين والذي شكل لجنة كلفت بالاشراف على شؤون التربية.
وقالت استاذة العلوم السياسية عبير امنينة (42 سنة) وهي سيدة انيقة انه "كان يفترض ان يبدأ التسجيل ثم الدروس في الجامعة مع بداية اذار/مارس لكن بعد اندلاع الثورة تأجل كل شيء لا سيما ان العديد من الطلاب تطوعوا وهم الان في الجبهة".
واضافت "الان ليس هناك رؤية واضحة حيث ان البعض يقول يجب ان نبدا اولا بتحرير البلاد ثم نهتم بالدروس". وافاد الاستاذ محمد بوشعالة انه "طلب من رئيس الجامعة محمد شرف الدين الاستقالة بالرغم من اعلانه تأييد الثورة وذلك لارتباطه الوثيق بالنظام الليبي وعين مكانه ابو بكر شريعة وهو استاذ محاسبة".
واضافت عبير امنينة "نامل ان تتضح الصورة مع نهاية الشهر لانه كان متوقعا الا يتجاوز التوقف شهرا وهنا نظام دراسي نصف سنوي، فاذا لم نستأنف الان فسيخسر الطلاب دراستهم حتى الصيف المقبل".
وقال محمد بوشعالة انه حضر "في الاول من اذار/مارس اول انتخاب ديموقراطي ادى الى تشكيل مجلس موقت للجامعة يضم 22 عضوا".
ويتطلع الاساتذة والطلاب الى المستقبل بشيء من القلق لانه بعد الامال التي واكبت بداية الانتفاضة بالانتهاء من نظام القذافي سريعا، بات الوضع ينذر بالاستمرار طويلا. الا ان عبير امنينة اعربت عن "شيء من الامل لان الاخبار حول احتمال بدء مفاوضات، رغم نفي الطرفين، قد يكون مؤشرا على بداية نهاية القذافي الذي كان حتى الان لا يفكر الا في دك المدن بالمدافع والطائرات وقتل الشعب". وخلصت الى القول ان "الثورة ستنتصر لا محالة".