"الأمن" يختتم جلسة حول ليبيا دون حسم الحظر الجوي

الأمم المتحدة: عقد مجلس الأمن جلسة مغلقة اليوم لبحث الدعوة التي تقدمت بها الجامعة العربية لفرض منطقة حظر جوي فوق ليبيا ولكنه لم يتخذ قرارا بشأنها لرغبة روسيا في المزيد من الايضاحات. وفي المقابل شددت فرنسا على ان المسألة "بسيطة" للغاية مشيرة في ذلك الى القضية البوسنية عام 1993.

فمن جانبه قال سفير روسيا لدى الامم المتحدة فيتالي تشوركين في تصريح للصحافيين عقب الاجتماع ان "مقترحا شديد الاهمية قدمته جامعة الدول العربية الى المجلس" بشأن الوضع في ليبيا. واضاف تشوركين انه "كانت هناك مناقشات جدية حيال تلك المقترحات ولكن بالنسبة الينا فان هناك بعض التساؤلات الجوهرية التي تحتاج الى اجابات".

واضح ان تلك التساؤلات "ليست فقط متعلقة بما نحتاج القيام به وانما كيفية تحقيقة " مضيفا انه في حال وجود منطقة حظر جوي فوق ليبيا "فمن سيقوم بتفعيلها وكيف سيتم تفعليها ومن دون تلك التفاصيل او الاجابات فانه من الصعب اتخاذ قرار مسؤول".

وتابع "للاسف فان الاجابات على تلك التساؤلات لم يقدمها المقترحون الاساسيون" لفرض منطقة الحظر الجوي. واشار الى ان الامر نفسه ينطبق على المناطق الامنة مشددا على انه "من المهم معرفة من سيقوم بفرضها وكيف سيتم تنظيمها قبل ان يتخذ المجلس اية قرارات" معربا عن امله في ان "يتم الاجابة عن تلك التساؤلات على اساس تلك المناقشات".

وقال "يجب ان تتأكدوا من ان اية قرار سيتخذه المجلس لن يؤدي الى تفاقم الوضع السياسي في ليبيا" مضيفا ان "احد الاشياء التي نتشارك فيها في المجلس هو الحاجة الى وقف سفك الدماء في اسرع وقت ممكن والوصول الى حل سياسي".

وفي المقابل وصف سفير فرنسا لدى الامم المتحدة جيرار ارو في تصريح للصحافيين تلك التساؤلات بأنها "شرعية" ولكنه اعلن عن عدم اتفاقه مع الموقف الروسي. وقال ارو انه "في حال نظرك لقرار المجلس رقم 816 لعام 1993 الذي فرض منطقة حظر جوي فوق البوسنة فان القرار كان بسيطا للغاية ولم يقل من يفرض منطقة الحظر الجوي او كيفية فرضها".

واضاف ارو انه في حالة البوسنة "لم يكن لزاما علينا قصف البوسنة قبل فرض منطقة الحظر الجوي وليس من المنطقي تدمير دولة قبل فرض منطقة حظر جوي .. الامر ابسط من ذلك بكثير". وشدد على ان مجلس الامن "ليس مقرا عسكريا .. من المفترض ان يكون هذا المجلس سلطة سياسية وبعد ذلك يمكن للدول العمل سويا لفرض (منطقة الحظر الجوي)".

وقال ان "المشكلة بالنسبة لنا هي الحاجة الملحة (حيث ان) قوات القذافي تمضي قدما ولذا نفضل التحرك بأسرع شكل ممكن". من ناحيته قال سفير لبنان لدى الامم المتحدة نواف سلام الذي وزع بيان الجامعة العربية على الدول الاعضاء بمجلس الامن ان تساؤلات "شرعية" طرحت خلال الجلسة.

واضاف سلام "يمكننا الاجابة عن بعض (تلك التساؤلات) ولا يمكننا (الاجابة) عن البعض الآخر". واوضح ان من بين التساؤلات التي لا يمكن الاجابة عنها هو ما اذا كانت منطقة الحظر الجوي ستعيق القذافي عن الاستمرار في مذابحه ضد المدنيين. وقال دبلوماسيون ان هناك انباء عن تساؤل الولايات المتحدة ايضا بشأن ما اذا كانت منطقة الحظر الجوي ستكون مفيدة.