هزة أرضية عنيفة في طوكيو والسلطات تخلي محطة فوكوشيما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
طوكيو: وقعت هزة أرضية بقوة 6 درجات ظهر الاربعاء في شرق طوكيو، وقد اهتزت الابنية طويلاً. يقع مركز الهزة قبالة منطقة شيبا، في شرق العاصمة، حسب ما اعلنت وكالة رصد الزلازل اليابانية.
وأوضحت ان عمقها هو فقط 10 كلم. ولم يعلن أي إنذار بحصول مد بحري.
هذا وأعلنت مصادر يابانية رسمية ان طاقم محطة فوكوشيما النووية أخلي الاربعاء بسبب ارتفاع نسبة الاشعاع في الموقع، موضحة ان الاجراء مؤقت. وقال المتحدث باسم الحكومة يوكيو ايدانو ان "السلطات اخلت الموظفين الى منطقة امنة بشكل مؤقت".
وحسب مسؤول في وكالة السلامة النووية، فان "الامر بعملية اخلاء الطاقم صدر عند الساعة 10:40 (1:40 تغ) بسبب ارتفاع نسبة الاشعاع".
وكان متحدث باسم الحكومة اليابانية قال الاربعاء إن نسبة الاشعاعات عند مدخل محطة فوكوشيما النووية ازدادت بشكل كبير عن الساعة 1:00 تغ قبل ان تعود الى الانخفاض.
وقالت وكالة الامان النووي اليابانية في وقت لاحق إن العاملين في محطة فوكوشيما دايتشي للطاقة النووية سمح لهم بالعودة بعد انخفاض مستويات الاشعاع. واضافت الوكالة ان ضخ مياه البحر في المفاعلات أرقام 1 و2 و3 يسير بشكل سلس.
وحاولت السلطات الصحية في دول آسيا المطلة على المحيط الهادئ تخفيف حالة الذعر بعد التهافت على شراء الادوية المضادة لمفاعيل الاشعاعات النووية تخوفاً من الازمة النووية اليابانية التي تثير ايضًا قلقًا كبيرًا في اوروبا.
فقد اثار الحادث النووي في محطة فوكوشيما بعد زلزال الجمعة حالة من الذعر في عدد من الدول، حيث بدأ الناس يتحضرون لما هو أسوأ. وشهدت عقاقير يودور البوتاسيوم التي تستخدم للحماية من الاشعاعات اقبالاً كبيرًا جدًا. وفي السواحل الاميركية الغربية شهدت الصيدليات طوابير من الزبائن.
وقالت شركة نيوكبيلز "لدينا طلبات كبيرة، ونحن نعمل بأقصى سرعة ممكنة لتلبيتها". وقالت شركة انبيكس ان مخزونها نفد، وانها لن تتمكن من تلبية الطلبات حتى منتصف نيسان/ابريل. وقد بيعت علبة الدواء، التي تحتوي على 14 حبة، بسعر 540 دولارًا على بعض مواقع الانترنت. وجرت نقاشات على موقع تويتر ومواقع اخرى للتواصل الاجتماعي بلغت درجة دفعت منظمة الصحة العالمية الى الدعوة إلى الهدوء.
وقال موقع المنظمة على تويتر "استشيروا الطبيب قبل تناول حبوب اليود، لا تعالجوا انفسكم بأنفسكم"، موضحة ان هذا العقار من شأنه ان يرتب مخاطر صحية، لا سيما على النساء الحوامل. وقال الصيدلي بول هو في كوالالمبور "هناك حالة جنون، الناس علموا عن الاوضاع في اليابان، ويطلبون حبوب اليود، لكن معظم الصيدليات لم يعد لديها منه".
واضاف "هناك من يقول ايضًا انه يمكن استخدام محلول اليود المعقم لتقليل امتصاص الاشعة، لا أعرف صحة هذا الامر، لكن المادة نفدت". وجرى تناقل رسائل، لا سيما في الصين والفليبين، تدعو الآسيويين الى "اخذ احتياطاتهم".
وبدأ مسؤولون تايوانيون بالاستعداد لتوزيع 100 الف حبة على سكان المناطق المجاورة للمحطتين النوويتين. لكن وزير الصحة الفيليبيني انريك اونا قال "لنكن واضحين، لا نحتاج ذلك. نعرف اين نجدها عند الحاجة".
واوضح ان خطة الطوارئ النووية في بلاده جاهزة، وانه يجري فحص المنتجات الغذائية اليابانية. وتحدثت كوريا الجنوبية عن فحوص للعائدين من اليابان. ورغم أن وزارة الخارجية الصينية أكدت أن مستوى الاشعاع لم يتجاوز حدوده، الا ان رسائل جرى تداولها تحثّ الناس على عدم الخروج تحت المطر، وارتداء ثياب حماية وقفازات.
واحيت الازمة النووية في اليابان مخاوف الهند التي تستعد لبناء مفاعلات نووية في منطقة ساحلية واقعة على خط زلازل. وحاول رئيس الوزراء مانموهان سينغ طمأنة شعبه حول المفاعلات العشرين العاملة في الهند، مؤكدا بدء العمل على التأكد من مستوى السلامة النووية.
كما اثار خطر وقوع كارثة نووية كبيرة في اليابان مخاوف الاوروبيين مجددا بشأن هذه الطريقة لانتاج الطاقة، ودفع العديد من الدول الاوروبية الى تعزيز عمليات المراقبة على المفاعلات النووية. فقد علقت سويسرا الاثنينكل مشاريع تجديد محطاتها النووية، كما حرك الوضع الياباني الجدل حول الطاقة النووية المدنية في العديد من البلدان، ولا سيما في المانيا وفرنسا والولايات المتحدة، حيث دعا عدد من النواب الى تعليق تطوير الطاقة النووية.
ودعا وزير البيئة النمسوي، الذي تعارض بلاده استخدام الطاقة النووية، الدول الاعضاء في الاتحاد الاوروبي الى اجراء فحوص علىكل المحطات النووية، وذلك خلال اجتماع ضمّ وزراء البيئة في الاتحاد الاوروبي في بروكسل الاثنين.
أما الولايات المتحدة فأكدت انها تستخلص العبر مما جرى في اليابان، مشددة في الوقت نفسه على انها تتمتع باجراءات رقابية "صارمة". ويبقى التخوف قائماً من وقوع كارثة نووية حقيقية. وبحسب ستيفان تسوي الخبير في جامعة هونغ كونغ فإن كل دول المنطقة قد تتأثر بسحب نووية ماطرة في حال حدوث انصهار كلي في فوكوشيما.